العيد فرحة… وأجمل فرحة… تجمع شمل قريب وبعيد… سعدنا بيها… بيخليها ذكري جميلة… هكذا عبرت الفنانة صفاء أبو السعود بكلمات أغنيتها الشهيرة عن فرحة لم شمل العائلة في أوقات الأعياد خاصة أن هذه التجمعات الأسرية كانت تتم مرة كل شهر علي الأكثر, حيث يذهب الابناء بأسرهم وأولادهم لزيارة الجد والجدة وقضاء طيلة اليوم معهم إلا أن في ظل المشغولية الدائمة للوالدين في سبيل البحث عن الرزق تقلص هذا الوقت تماما وأصبح لا يحدث إلا في الأعياد فقط حيث تقوم الأسرة الصغيرة بالذهاب إلي الأسرة الكبيرة لقضاء اليوم معها, وبالرغم من مميزات يوم العيد هذا إلا أن له العديد من العيوب.
وهذا ما سوف نعرفه من خلال التحقيق التالي.
تقول كاميليا مدرسة علي المعاش وجدة لطفلين إن الزمن اختلف كثيرا فأتذكر يوم أن تزوجت وتركت بيت الأسرة كان العيد يمثل لي فرحة كبيرة لأنني ساجتمع مع إخوتي وخاصة البنات قبل يوم العيد بعدة أيام لعمل الكحك والبسكويت وكم كان هذا الوقت ممتعا بالنسبة لنا حيث إنه يمثل فرصة جميلة للضحك والثرثرة في كل أمور حياتنا وكان بيت العائلة يسعد بلمتنا في الأعياد ولم أري أمي يوما تضيق بنا أو بالمجهود الذي تبذله في إعداد الطعام.
وتوافقها في الرأي تريزا موظفة علي المعاش حيث تقول إن الزمن قد تغير حقا ولم تعد الصحة تحتمل عبء تجميع الأسرة كلها مثل زمان, فبرغم أن ليس لديها غير بنتين وولد وهم متزوجون جميعا ولديهم أطفال إلا أنها لا تحتمل عبء تحضير الطعام لكل هذا العدد في الأعياد, لذلك تطلب منهم أن يقوم كل واحد فيهم بإعداد صنف أو اثنين من الطعام واحضاره ليجتمعوا سويا حول السفره ليتناولوا سويا وجبة الغذاء ويقضوا باقي اليوم معا لأن العيد هو الفرصة الوحيدة لقضاء وقت طويل مع الأولاد والأحفاد.
ويقول مينا شاب جامعي بالرغم من أنني أحب أن أخرج في العيد مع أصدقائي وأصحابي إلا أن هذا لا يعوضني عن تناول وجبة الغداء في بيت العائلة, فأري في جدتي وجدي ولم شمل العائلة حولهم العديد من القيم الجميلة والعادات والتقاليد الأصيلة التي يجب الحفاظ عليها, أما بالنسبة لعبء تحضير الطعام فقال ضاحكا: أنني لا أعرف عن الأكل شيئا سوي إنني أكله
ومن جانبه قال د/ ميشيل حليم أستاذ علم الاجتماع: إن العيد يعد فرصة جميلة لكي يشعر أفراد العائلة بالترابط والدفء الأسري فالتجمع في بيت العائلة وزيارة الأهل في العيد يعمل علي ترابط الأجيال ونقل الخبرات من الجيل الأكبر إلي الأصغر, كما أن العيد يعد فرصة أيضا للتواجد, والتلاقي مع الإخوه والأقرباء والأحباء الذي نظل شهورا طويلة لا نراهم لمشغوليتنا الدائمة, هذا إلي جانب أن اللقاءات في العيد بين أفراد العائلة يعمل علي إذابة ثلوج أي خصام أو مشاكل قد تكون حدثت بين أفراد الأسرة, لذلك يجب أن يتسم العيد دائما بوجود بيت العائلة الذي يجمع شمل أفرادها علي الود والمحبة والوئام ويحميها من عواصف الفرقة أو الاختلاف.
مشيرا إلي أن بيت العائلة يتحمل عبا كبيرا جدا ومجهودا شاقا لا تقوي عليه الجدة أو الجد نظرا لطبيعة سنهما الكبير, أما في حالة وجود أحد الأبناء ولم يتزوج بعد, فيأتي العيد حاملا له الكثير من الأعباء والمجهود إلي الدرجة التي تجعل هذا الفرد يضيق بالضيوف الحاضرين لهذا يجب أن يتم التنسيق بين الحاضرين والشخص المضيف في المنزل لكي يقوم بعمل صنف أو اثنين من الطعام وإحضاره معه لأن هذا يقلل من العبء المادي والجسدي الواقع علي أفراد بيت العائلة.