تبدأ المشاركة السياسية بالمشاركة بالعمل الحزبي ورغم تعدد الأحزاب في مصر والتي تخطت الـ24حزبا إلا أن معظمنا لا يمكنه أن يعرف أكثر من ثلاثة أحزاب أو أربعة منها لذلك قام برنامج التثقيف السياسي لبرلمان شباب ##وطني## بدعوة الشباب للمشاركة والاهتمام بالعمل الحزبي في مصر لإحداث حراك سياسي حزبي وقام وفد من شباب البرلمان بزيارة حزب الجبهة الديموقراطية لمعرفة برنامجه وخبرته العملية بالإضافة إلي عرض تاريخ العمل الحزبي في مصر.
تطور الحياة الحزبية في مصر
في البداية قال إبراهيم نوار أمين لجنة التدريب والتثقيف السياسي بحزب الجبهة الديموقراطي إن الأحزاب المصرية يرجع تاريخها إلي سنة 1880م حيث ظهر لأول مرة شكل حزبي في الحياة السياسية المصرية بظهور الحزب الوطني الأول بقيادة جمال الدين الأفغاني,عبد الله النديم,أحمد عرابي وكان ينادي هذا الحزب بأن يكون الحكم في مصر في أيدي المصريين.
وأضاف نوار أن الأحزاب في مصر تطورت بعد الحرب العالمية الثانية حيث كانت تتهم قبل ذلك بعدم الفاعلية والفساد الداخلي وذلك لمهادنتها للنظام الملكي آنذاك.
وأوضح نوار علي الرغم من أن حركة يوليو سنة 1952 كان لها إيجابيات عميقة الأثر إلا أنها قطعت طريق تطور الحياة السياسية في مصر وذلك بعد أن حلت الأحزاب السياسية وصادرت ممتلكاتها فضلا عن ممارستها للعزل السياسي علي قيادي الأحزاب مما كرس مفهوم الاستبداد السياسي وقتها.
وأكد نوار أن الشئ الوحيد الذي يكسر حدة الأستبداد السياسي هو المشاركة السياسية وهو ما لم يكن موجودا منذ ما يطلق عليه ثورة يوليو وإلي الآن موضحا أن مصر لم تخرج بعد من دائرة التنظيم السياسي الواحد مرورا بهيئة التحرير,الاتحاد القومي وبعد ذلك الاتحاد الاشتراكي,المنابر حتي الوصول للتعددية الحزبية الحالية,واعتبر نوار أن التعددية السياسية الحالية هي تعددية شكلية حيث يسمح القانون بمبدأ التعددية وبقبول تشكيل الأحزاب لكن في الممارسات الفعلية لا يقبل النظام بفكرة وجود مثل تلك الأحزاب.
أشار نوار إلي أن قانون الأحزاب الذي نص فقط علي المشاركة في اتخاذ القرار لكنه لم يشر من قريب أو بعيد إلي مبدأ التداول السلمي للسلطة أو حتي المشاركة في السلطة مضيفا أن الحياة السياسية في مصر تم احتكارها وإختزالها في يد طبقة صغيرة,من ذوي النفوذ والثروة بالحزب الحاكم مدللا أن العمل الطلابي السياسي تم تأميمه فضلا عن أن رئيس المدينة الجامعية,المعيد,رئيس الجامعة هم أشخاص معينون وبالطبع لا يصلح لتولي تلك المسئولية.
وشكك نوار في أي دعاوي إصلاحية تصدر عن الدوائر الحكومية مضيفا أن الحرية تتطلب تعددية وإرادة سياسية وإذا كانت التعددية موجودة فلا توجد إرادة سياسية لترجمتها في صورة ممارسات فعلية.
استطرد نوار أن شبكة الأمان الاجتماعي أصبح لها وجود حاليا مشيرا إلي أن رؤية حزب الجبهة تستند إلي تعظيم شبكة الأمان الاجتماعي وتشمل التعليم,العمل العام والسكن لجميع المصريين وهذا في إطار الدولة المدنية الليبرالية التي يطمح الحزب في تحقيقها بالإضافة إلي مجموعة أخري من الخدمات حتي يستفيد المواطن من عائد الضرائب.
نشأة الأحزاب المصرية
أما عبد الناصر قنديل عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع فيري أن المجالس التشريعية هي التي أدت لنشأة الأحزاب سواء كان ذلك بالتعيين كما كان معمولا به في بادئ الأمر أو الانتخاب بعد ذلك.
ويري قنديل أن عام 1907هو العام الأهم في المشهد السياسي المصري نتيجة ظهور أول شكل متطور نسبيا لحزب سياسي,ومن ثم ظهور صراع ما بين ثلاثة تيارات سياسية ظهرت علي الساحة وقتها وهي:
- الحزب الوطني الأول أو الحزب الأهلي أو حزب الفلاحين,ونشأ هذا الحزب أو التيار ليكون تيار المتسقين مع العثمانيين.
- حزب الإصلاح علي المبادئ الدستورية,حيث تبني أنصار هذا التيار أفكار متسعة مع الاحتلال الإنجليزي.
- حزب الأمة: وهو الحزب الذي أكد علي الهوية المصرية
وأشار قنديل إلي نشأة حزب الوفد الذي أثري الحياة السياسية في مصر نظرا لارتباطه الشديد بالحركة الوطنية المصرية ولشعبيته الطاغية موضحا أنه مع ظهور أول دستور مصري سنة 1923 تمت الدعوة لانتخابات عامة.
واستمرت حالة الزخم السياسي في مصر حتي وصول ثوار يوليو إلي السلطة والذي ترسخت لديهم قناعة بأن الأحزاب السياسية يمكن أن تشكل خطرا علي فكرة الثورة الوليدة آنذاك.
كشف قنديل عن أن قرار السادات بفتح الباب أمام المنابر لتعود مصر مرة أخري إلي حظيرة الدول ذات التعددية السياسية صاحبة حوار دستوري وقانوني لأن الدستور وقتها سنة 1980لم يكن ينص علي دور الأحزاب كما لم يشر إلي شكل نظام الحكم التعددي في البلاد معتبرا أن القرار الجمهوري رقم 1493لسنة 1981 (اعتقالات سبتمبر) باعتقال 1536شخصا بدعوي حماية السلام الاجتماعي علي خلفية مشاكل السادات وقتها مع الأحزاب وقوي المعارضة كشف ما يعانيه النظام المصري من تناقض لأنه قبل من الناحية الشكلية وجود أحزاب معارضة له…لكنه فعليا اعتقل ونكل بكل المعارضين لسياساته.
أشارت مارجريت عازر (أمينة عام حزب الجبهة) إلي القيود المفروضة علي الأحزاب السياسية حاليا,وهي ما تجعلها بدون فاعلية ومحصورة في مقراتها فضلا عن ما تعانيه من ضعف الموارد المالية حيث تعتمد فقط في مصروفاتها علي: اشتراكات الأعضاء,التبرعات,دعم الدولة الذي لا يتعدي 100ألف جنيه سنويا.
وأشارت عازر إلي أن الأحزاب تتنافس مع بعضها علي الجماهير والمقاعد في البرلمان من خلال رؤيتها وبرامجها مؤكدة أن قواعد المنافسة السياسية هلهلت بعد 1952موضحة أن الحزب عندما يحكم أكثر من فترتين متتاليتين يحدث بالضرورة فساد.
وحملت عازر في النهاية مسئولية إفراز النظام السياسي السئ إلي الشعب والمواطنين حيث إن حركة النضال دائما ما ترتبط بجماهير خلفها إلا أن الحركة النضالية في مصر حركة نخبوية مختصرة علي فئات معينة ومحدودة.
تجربة شبابية
وفي النهاية أشار شهاب وجيه رئيس منظمة جبهة الشباب الحر إلي التجربة الشبابية الوليدة داخل حزب الجبهة حيث تم تأسيس منظمة شبابية داخل الحزب لتكون قلب الحزب النابض إيمانا بأن الشباب هم المحرك الرئيسي للحياة السياسية وأن حيوية الحياة السياسية مرهونة بالمشاركة الشبابية.
وأوضح وجيه أن المكتب التنفيذي والهيئة العليا للحزب به ممثلون عن الشباب وهذا ما يتيح أكبر قدر ممكن للشباب للتعبير عن مصالحهم وأفكارهم.