تعتبر عمالة الأطفال من الظواهر السلبية التي يحاربها المجتمع المصري وتشكل عمالة الأطفال خطرا عليهم لسلب حقهم في اللعب وفي قضاء وقتا ممتعا أو ترفيهيا بعد شهور دراسة مرهقة.
ولكن بمجرد أن تأتي الإجازة الصيفية يذهب كثير من الأطفال للعمل في مهنة أو يعملون كباعة جائلين في الشوارع..في المحلات والصيدليات وورش النجارة والحدادة وعلي الشواطئ…إلخ من أعمال قد تؤثر علي الطفل صحيا ونفسيا.
هناك اتجاهان مختلفان في هذه القضية اتجاه يحارب عمالة الأطفال لما لهم من حقوق علي أسرهم وعلي المجتمع بأكمله, واتجاه آخر ينادي بتوفير فرص عمل جيدة لا تضرهم صحيا لمساعدتهم ماديا علي الحياة بشكل عام والحياة الدراسية بشكل خاص…
توجهنا إلي المتخصصين في حقوق الإنسان, ورأي الطب النفسي في هذه القضية
أكد د.طارق البلتاجي رئيس مجلس إدارة جمعيةنماءلحقوق الإنسان ومدرب برنامجالقانون الدولي لحقوق الإنسانفقال:يكون من الصعب أن ننظر لعمالة الأطفال من منظور حقوقي, لأن هذا يتنافي مع الواقع تماما.فالمنظور الحقوقي يعطي للطفل حقا في الاستمتاع واللعب وهذا يتنافي مع واقع الاحتياج المادي لهؤلاء الأطفال حتي يساعدهم في أثناء الدراسة, فاتفاقية عمالة الأطفال لا تمنع من عمالة الأطفال ولكن تسمح بها بشروط منها نوعية العمل, لأن هناك أعمالا لا يمكن أن يعمل بها الطفل لأنها تؤثر علي صحته,ثم البيئة الصحية, فلابد من توافر المناخ الصحي المناسب لعمل الطفل,ضمان عدم تعرضه لمخاطر العمل,وأضاف د. البلتاجي..بأن الذي يقوم بتطبيق هذه الشروط هي الجمعيات الأهلية التي تعمل في القطاع الخاص, فيقومون بتوفير وظائف للطلبة أثناء فترة الصيف وفقا للمعايير الدولية وقال أيضا إن الإعفاء من الرسوم المدرسية لايعد علاجا لعمالة الأطفال في الصيف, لأن الرسوم المدرسية نسبتها10% من التكلفة الحقيقية للتعليم, منها الزي المدرسي, والكتب المدرسية بجانب الدروس الخصوصية, وأشار د.البلتاجي أنه لا يوجد أي شئ يبيح عمل الإنسان مهما يكن سنه في أعمال خطرة أو مضرة بالصحة أو بالبيئة, فما بالنا بالأطفال في مراحل النمو, ومن بين معارضي عمالة الأطفال بشكل عام طارق زغلول مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان…فأكد أن عمالة الأطفال تشكل خطرا علي الأطفال…وأضاف أن الطفل في هذه المرحلة لا يعرف مصلحته ولهذا لا يضع القانون أي اعتبارا له أقل من21سنة, لذلك فأنا ضد عمالة الأطفال نهائيا, لأن الطفل في المرحلة الأولي من حياته لابد أن تتوفر له وسائل المعرفة حتي تتشكل شخصيته من خلال تثقيفه وتوعيته فالإجازة الصيفية تكون مهمة في ذلك.
كما أكد الدكتور بهجت سمعان استشاري الأمراض النفسية أن تأثير عمالة الأطفال نفسيا عليهم يكمن في شعور الطفل بالدونية, ويجعله يقارن وضعه بين زملائه, إذا كان بالفعل مجبرا علي العمل لظروفه الاقتصادية, أما إذا كان غير ذلك فأن العمل يساعده علي الاعتماد علي الذات, ومن هنا يبحث المراهق عن استقلاله من خلال العمل, وهذا يساعده علي القدرة لاتخاذ القرارات في حياته.
وأضاف د.سمعان بأن هناك سلوكا من العنف يلحق بالأطفال نتيجة إجبارهم علي العمل لظروفهم الاقتصادية, كما أن هناك احتمالا سلبيا آخر عندما يحب الطفل العمل ويفضل ترك المدرسة وتنتج مشكلة التسرب من التعليم فلابد من محاربة هذه الظواهر التي تؤثر علي مستقبل الأطفال في مصر.