تطالعنا الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة كل يوم بأحداث جديدة سواء علي المستوي المحلي أو الدولي ومعظم هذه الأحداث تطل علينا بوجه عابث ملئ بالقتل والدمار والكوارث الطبيعية والأمراض والأوبئة هذا بالإضافة إلي العديد من المشاكل والأزمات التي يمر بها مجتمعنا من ارتفاع في الأسعار وارتفاع في فواتير الكهرباء والمياه بصفة مستمرة, وقضايا التكفير ومصادرة الإبداع والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية, وغياب منظومة القيم والعدالة, إلي آخره من سلبيات سياسية واجتماعية واقتصادية ندور جميعا في فلكها, ويدور معنا الأطفال الذين لا نستطيع أن نفصلهم عن تلك الأحداث المتتالية, والسؤال كيف نشرك أطفالنا في هذه الأحداث بصورة إيجابية, وكيف نستثمر الأحداث التي تمر بنا لبناء جيل قوي قادر علي بناء وصياغة المستقبل؟.
عن هذا تحدثنا إلي عالم الاجتماع الدكتور ميشيل حليم الذي قال إن الأطفال لهم مشاعر تختلف باختلاف عمرهم وثقافتهم وبيئتهم الاجتماعية ولكن بوجه عام الأطفال يضيغون أفكارهم ومشاعرهم كرد فعل لما يبديه الوالدين من مواقف وألفاظ أمامهم, فالأطفال بطبيعتهم يعيدون إنتاج ما يقدم إليهم من أفكار ومشاعر دون أن يعي الوالدين بأن ألفاظهما التي تحتوي علي الكآبة والخوف والقلق والإحباط واليأس لا ينتج عنها سوي أطفالا مصابون بالاكتئاب واليأس لذلك يجب علي الوالدين تجنب جميع الألفاظ والمشاعر التي توحي بالفزع والخوف.
مؤكدا علي أن الطفل ليس عنده القدرة علي قراءة وتحليل ما يراه أو يسمعه من أخبار أو يراه من مواقف ولكن يستمد مفاهيمه ومعتقداته من والديه. وطالبت أستاذة الأمراض النفسية الدكتورة مها جاهين الوالدين بأن يتابعوا مع أطفالهما نشرات الأخبار وأن يشرحا لهم الأحداث بصورة بسيطة تناسب أعمارهم, وأن يتركا لهم حرية التعبير عن أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم سواء بالرسم أو كتابة القصص أو الشعر وذلك لإخراج جميع المشاعر المكبوتة لدي الطفل والذي لا يستطيع في بعض الأحيان التعبير عنها والبوح بها بكلمات هادفة, كما يجب أن نشجع الطفل علي الحوار والمناقشة عن طريق الإجابة علي جميع الأسئلةالتي تشغل تفكيره.
مؤكدة أننا لا نستطيع أن نعلق أعين أطفالنا ونصم آذانهم عن كل ما يدور من أحداث سواء في مصر أو في العالم ولكن لكي نضمن وقاية أطفالنا من الرؤي المشوشة أو الاقناع بالأفكار الجاهزة التي تبث إليهم من خلال أجهزة الإعلام أو المدرسة أو الأصدقاء أو الأقارب علينا أن نناقش ونشرح ونفسر لأطفالنا ما يحدث من أحداث جارية بصورة بسيطة موضحين السبب دائما بأنه في أغلب الأحوال صراع بين الخير والشر, والخير ينتصر مهما طالت مدة الشر.
ويجب علي الوالدين أن يبثا الطمأنينة في قلوب الأطفال إذا انتابتهم مشاعر الخوف أو القلق من جراء ما يروه أو يسمعوه, وأن يكونا صادقين معهم ولكن بصورة مبسطة تنا سب أعمارهم, وأن يكونا منفتحي العقل والقلب واسعا الأفق علي دراية كاملة بما يدور حولهما من أحداث حتي يستطيعا الرد علي أسئلة أطفالهم الكثيرة والمتشعبة.