تصوير – ألبرتو
شعار وطني ذو اللون الأخضر الشهير.. لون الخير والحب.. كان مزدهرا في قلوب كل الحضور – في الاحتفال باليوبيل الذهبي للجريدة والذي أقيم مساء الاثنين الماضي – 24 نوفمبر 2008 – بفندق سونستا بمدينة نصر مما جعل الفرحة تنطق بالعيون والابتسامة تلمع علي الشفاه بصدق تميزت به كل صفحات وطني علي مدار خمسين عاما, هي عمرها في مهنة البحث عن المتاعب.. حيث أثمرت شجرة جميلة فواحة من أعظم وأرقي ما ظهر في تاريخ الصحافة المصرية.. كان يوما رائعا لحصاد ثمار تلك الرحلة الطويلة الصادقة للبذرة التي زرعها المؤسس العظيم أنطون سيدهم.. ومما ضاعف من فرحة القلوب أن قداسة البابا شنوة جاء ليشارك أسرة وطني ومحبيها احتفالهم.
عندما وصل قداسة البابا كان في استقباله المهندس يوسف سيدهم, رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وطني, والأستاذ منير غبور, صاحب المكان الذي عايش بمشاعره وخبرته أسرة وطني وهي تعد لهذا الحفل فخرج في أبهي صورة وتألق فيه كل الحضور.. فكان يوم احتفال وطني باليوبيل الذهبي هو يوم افتتاح القاعة التي أقيم فيها الحفل.. وصار الاحتفال أكثر من احتفال.. ولو وقف الأمر عند هذا, ربما كان أمرا عاديا.. ولكن ما جعله غير عادي أن القاعة الجديدة تفوق الوصف والخيال وتحمل اسم إيريس التي تعني قوس قزح حيث تجتمع الألوان المزدهرة فترسم البهجة الحقيقية من معني الاسم إلي مدلول الحضور.. وأيضا يعد قوس قزح رمز الأمان الذي أعطاه الله لـ نوح بعد الطوفان, وكأن السماء تشاركنا فرحتنا فتعطي قلوب المشاركين معنا الأمان من يد الله.
بوصول قداسة البابا تلألأ المكان.. ومن بهو الفندق استقل قداسته عربة جولف سارت به في ممر طويل إلي باب قاعة إيريس بينما اصطفت أسرة وطني ومحبوها الذين جاءوا يشاركونهم احتفالهم باليوبيل.. اصطفوا علي جانبي الممر يستقبلونه بترحاب, كل يعبر عن محبته بطريقته.. القاسم المشترك بينهم هو السعادة التي تملأ قلوبهم والفرحة التي ترتسم علي وجوههم.. وعلي لحن ابؤرو دخل قداسته القاعة, وبعد أن تفقدها دخل الصالون الملحق بها ليستريح لدقائق, في الوقت الذي بدأ فيه ضيوف الحفل يأخذون أماكنهم حول الموائد المستديرة التي ملأت القاعة, وما أن عاد قداسته إلي القاعة حتي كانت قد امتلأت بالضيوف الذين وقفوا لتحيته والترحيب بقداسته.
جلس قداسة البابا علي المائدة الرئيسية وإلي يمينه المهندس يوسف سيدهم وإلي يساره نيافة الأنبا بيشوي, سكرتير المجمع المقدس, بجوارهما نيافة الأنبا موسي, أسقف الشباب, والدكتور مصطفي الفقي, رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب, والمستشار إدوارد غالب, سكرتير المجلس الملي, ومن حولهم جلس صاحبا النيافة الأنبا يوأنس والأنبا إرميا, سكرتيرا قداسة البابا, وأعضاء المجلس الملي العام وحشد من كبار المفكرين والكتاب والصحفيين والإعلاميين وأعضاء مجلس إدارة وطني, وكبار المساهمين, ومحبو الجريدة من رجال الأعمال, وكل أفراد وطني وأسرهم, حتي الذين رحلوا عن عالمنا جاءت أسرهم يشاركوننا فرحتنا ونحن نتذكر رحلتنا جميعا معا علي امتداد خمسين عاما.
تحدث المهندس يوسف سيدهم محييا كل الحضور, وذكر الكثيرين ممن كانت لهم بصمات خلال رحلة وطني علي امتداد خمسين عاما, وأعلن عن تكريمهم جميعا.. وكان في مقدمة المكرمين قداسة البابا شنودة الثالث الذي ذهب إليه يوسف سيدهم وقدم لقداسته أكبر تكريم.. وتوالت التكريمات, وتحدث بعض أفراد أسرة وطني في إطار برنامج دقيق وضع للاحتفالية, فخرجت في صورة متألقة كما تتألق وطني كل أحد بين أيدي قرائها الذين نشعر أيضا بفرحتهم وبنبض قلوبهم المحبة لـ وطني.. وتحدث قداسة البابا فكانت كلمته – بحق – كلمة محبة هنأ فيها وطني بيوبيلها الذهبي وعبر عن فرحته لاستمرارية الجريدة خمسين عاما, وذكر أمثلة لجرائد كثيرة بدأت ولم تستطع أن تستمر في رسالتها الصحفية, ومدح استراتيجية وطني لأنها تطرح مواضيع مختلفة, ويندمج المسيحيون إلي جانب المسلمين في فريق التحرير, وأبدي أيضا إعجابه بما تصدره من صفحات فرنسية وإنجليزية فضلا عن وطني – برايل للمكفوفين, وأوضح قداسة البابا أن وطني جريدة مستقلة, وأن الكنيسة لم تفرض عليها خلال خمسين عاما أية سياسة أو استراتيجية.
ما كاد قداسة البابا ينتهي من كلمته حتي توافدت عليه أعداد كبيرة من الحضور يقتربون منه.. كلمات مهموسة لم أسمعها – تحمل بكل التأكيد تمنياتهم القلبية لقداسته.. وما فض الجموع من حوله إلا دخول تورتة وطني – تضيؤها المشاعل – في شبه مارش يتقدم إلي حيث كان قداسة البابا.. في ذات اللحظة كانت السيدة الفاضلة قرينة الراحل أنطون سيدهم والمهندس يوسف سيدهم وسامية سيدهم أمام التورتة إيذانا ببدء حفل العشاء.