محاور خمسة
* توالت الكلمات.. كانت أولي الكلمات لنيافة الأنبا موسي أسقف عام الشباب الذي تحدث عن البابا شنودة من خلال خمسة محاور.. فالبابا شنودة اختيار إلهي, شخصية مميزة, قوة إرادة, رؤية واضحة, إنجازات مبهرة.
عن الاختيار الإلهي للبابا شنودة عاد بنا – الأنبا موسي – إلي يوم القرعة الهيكلية.. يوم كان كل الشعب القبطي يصلي ليرسل الرب الراعي الصالح لكنيسته وشعبه.. واستجاب الرب واختار لنا الأنبا شنودة.. وهذه حقيقة ثبتت بعمل الرب مع سيدنا البابا.. وثبتت أيضا – والكلام للأنبا موسي – عندما تحدث البابا لأول مرة منذ أسابيع عن القرعة الهيكيلة – في لقائه الأسبوعي بالكاتدرائية – وقال إنها اختارت, وإذ بحمامة تطوف أمام هيكل الكاتدرائية, ويراها الجميع, ويرقبونها وهي تحلق إلي أن حطت علي مكتبه واستمرت فترة لتقول للجميع هذا هو الاختيار الإلهي.
** وعن البابا شنودة شخصية مميزة استرجع الأنبا موسي طفولته وشبابه – عندما كان في أسيوط – وقرأ في مجلة مدارس الأحد مقالات لخادم مميز مرموق اسمه نظير جيد وأحبه من كتاباته.. وعندما جاء البابا شنودة – أبونا أنطونيوس السرياني – إلي سكرتارية البطريرك في سنة 1959 – رأينا راهبا مميزا يتكلم لكل خدام القاهرة في موضوع روحي عميق امتلئوا بالروح.. ثم رأينا الأنبا شنودة أسقفا مميزا, كنا ندعوه في أسقفية بني سويف فيستقبله كل الخدام من 11 مركزا و400 قرية بفرحة غامرة وكأنه يوم عيد يتحدث لهم عن الخلاص الأرثوذكسي, وعن عمل الصليب شرط للشهادة.
** وعن قوة الإرادة عند البابا شنودة تحدث الأنبا موسي عن رحلة قداسة البابا منذ عشرين عاما إلي المهجر, وكان مجهودا شاقا في أطول رحلة استغرقت 100 يوم.. وكان سيدنا البابا لا يركن إلي الراحة, حتي في الطائرة كنا نستغرق في النوم بينما قداسته مستغرق إما في القراءة أو في الكتابة.. قوة جبارة للبابا شنودة جعلته – بقوة ربنا – يقهر المرض ليكون في وسطنا.
** وعن البابا شنودة رؤية واضحة قال الأنبا موسي إن قداسته يعرف تماما ماذا يفعل.. وأنه يعمل بمنهج الانتشار – أي العمل في خط أفقي – ومنهج العمق – أي العمل في خط رأسي – وعن الانتشار نري أن قداسة البابا شنودة قد نشر الكنيسة القبطية في كل المساحة الجغرافية – مدنا, قري, نجوعا – وملأها خدمة من خلال أبنائه المطارنة والأساقفة والكهنة. نشر الخدمة والرعاية في كل مكان ليس في مصر فقط ولكن أيضا في بلاد المهجر وفي دول كثيرة جدا, في أي مكان في العالم سمع أن هناك أقباطا ذهب إليهم وأقام لهم كنائس ورسم أساقفة وآباء كهنة, وانتشرت الخدمة في كل مكان.. ولم يترك أيضا الفئات الخاصة, بحث عن المكفوفين والمعوقين والصم والبكم والمعوقين ذهنيا وبدنيا والمساجين, لم يترك أحدا أبدا.. اهتم بكل المراحل العمرية من الأطفال في الحضانة حتي الكبار.. اهتم بكل الناس عملا بوصية الدسقولية يهتم الأسقف بكل أحد ليخلصه.. وعن العمق فقداسته لديه عمق كبير في حب الآباء والرهبنة والبتولية والنسك واللاهوت والعقيدة والطقس القبطي والتاريخ القبطي.. وكل من يستمع إليه يبحث عن العمق.. العمق الروحي.
** وعن إنجازات البابا قال الأنبا موسي إن إجازاته مبهرة فالكنيسة القبطية صارت كنيسة عالمية لها صوت ودور في كل قارات الدنيا.. إنه نور الكنيسة ونور مصر ونور العالم كله.
قليل من كثير
* تحدث المستشار إدوارد غالب سكرتير المجلس الملي العام فعاد إلي المنابع الأولي, منذ اللحظات المفرحة التي عاشها الشعب القبطي عندما اختارت العناية الإلهية البابا شنودة الثالث راعيا وخليفة للرسول مارمرقس.. وذكر ما جاء في تذكية الروح القدس اختاره لأنه رجل طاهر, متعبد, لله, محب للغرباء, مجمل بالفهم والمعرفة, مجد في نشر تعاليم الإنجيل, ساهر علي حفظ طقوس الكنيسة.
* عاد المستشار إدوارد غالب.. وقال:
** ها هي الأيام تمضي وتثبت من خلال واقع معاش لا يستطيع أحد أن ينكره.. تثبت أن ما قيل هو قليل جدا من كثير جدا جدا, فكم من تعاليم مستقيمة ثبتها, وتعاليم مخالفة أجهضها, وكم من رياح وأنواء واجهها فأعاد للقلوب استقرارها واطمئنانها.. ومنحه الله أكثر.. منحه روح الحكمة والمعرفة, وروح المشورة والتقوي.. وهذا كله يؤكد أن اختيار قداسته هو اختيار إلهي.
* وجه المستشار إدوارد غالب الشكر لقداسة البابا لثقته في المجلس الملي العام عندما أعلن قداسته بحسم لا يوجد أحد بالمجلس الملي تقدم بلائحة تخالف تقاليد الكنيسة.
* وأضاف المستشار إدوارد أن من يتقدم بأي أمور تخالف العقيدة ولا ترضي عنها الكنيسة, فهم غرباء عن الكنيسة ولا ينتمون إليها.. فالقرعة الهيكلية جاءت بالبابا شنودة والكنيسة في طور النمو الروحي, وهي تشهد الآن نموا روحيا واجتماعيا, ونموا إقليميا وعالميا. كل هذا لأن القرعة الهيكلية أتت بالراعي الأمين.
* في ختام الاحتفالية وجه قداسة البابا كلمة إلي الحضور استقبلها الشعب بالهتاف والتصفيق الحاد.. قال قداسته:
** أنا من أجلكم – يا أبنائي – رسمت في هذه الوظيفة لأن الراعي دون رعية ليس له عمل, والأب دون أبناء لا يدعي أبا فأنتم شغلي الشاغل ودونكم ليس لي شغل.. عندما استلمت عصا الرعاية قالوا لي: استلم عصا الرعاية من يد ربنا يسوع المسيح الذي ائتمنك علي رعيته ومن يدك يطلب دمه.. وتلقيت المسئولية الكبيرة التي قبلتها بشكر لأنه لو أخطأ أحد من الرعية فلن يحاسب هو فقط من الله, ولكن الله سوف يحاسبني عليه ويسألني: لماذا تركته في الخطية؟.. لذلك أقوم برسامة آباء أساقفة وقسوس لرعايتكم.. ولهذا أيضا لابد أن أحاسب الأساقفة وأحاسب القساوسة عما إذا كانوا قد قاموا برعايتكم أم لا.
** ووجه قداسة البابا الشكر للحضور علي محبتهم وعلي مشاعرهم الطيبة.. وقال نشكر ربنا علي كل ما عمله في الكنيسة, لأن الرب يقول بدوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئا, كل نهضة في الكنيسة من بنآء وخدمة هي من عمل الرب.. والكتاب يقول إن لم يبن الرب البيت فباطل تعب البناؤون وليس لنا أن نفتخر بعمل قام به الرب وننسبه لأنفسنا.