يعد الاقتصاد الأمريكي المتأرجح سببا في ارتفاع معدل الجريمة عام 2009,فارتفاع معدل البطالة دفع الكثيرين إلي طرق الأبواب غير المشروعة للرزق,بل إن ما يطرأ من عجز في الميزانية العامة سيجبر العديد من المدن الأمريكية علي خفض عدد رجال الشرطة أو علي الأقل ستفشل في تعيين عدد كاف منهم بما يتناسب مع أعداد السكان المتزايدة.
ويبدو أن الطريقة التي تستخدمها سلطات نيويورك لإحكام الأمن والتي يغلب عليها سمة عدم التسامح قد أثبتت جدارتها.
مأمور المدينة وليام براتون الذي يرأس شرطة لوس أنجلوس الآن,وعمدتها رودلف جلياي الذي سعي لانتخابات الرئاسة…كلاهما استحوذ عليهما إحساس عظيم تجاه الثقافة الشرطية وهما علي علم بتفعيل نشاط رجال الشرطة بالجمع بين الثناء والتخويف.
السياسة الشرطية الجديدة عام 2009 تخلت تماما عن أسلوب عدم التسامح وبدأت طريقة جديدة يطلق عليها عملية وقف إطلاق النار حيث تركز السلطات علي هؤلاء القتلة وبعضهم من تجار المخدرات المفرج عنهم وآخرين من المصابين بطلقات عيارية. وتقوم هذه الطريقة علي إسناد فريق من العاملين الأشداء يطلق عليهم مكافحو العنف للتصدي لأعمال العنف في الطرقات بالتعاون مع رجال دين محليين.
في تقرير لهيئة قضائية في مايو 2008,تم تقييم عملية وقف إطلاق النار إذ وجد أن كل خمس مناطق من أصل سبعة قد توقفت فيها طلقات النيران,وهبطت معدلات الجريمة في أربع مناطق عن باقي مناطق المدينة التي لم تطبق فيها عملية وقف إطلاق النار.
تأتي تلك العملية كحل مناسب لمشكلة خطيرة عانت منها المدن الداخلية الممتدة من لوس أنجلوس حتي لندن.فكثير من الشباب يقومون بالاعتداء لأسباب واهية…كالذي يقتل شخصا لمجرد أنه نظر إلي صديقته بشكل لا يرغبه غير مبال بالسجن.
ومن ناحيته شبه وسلي سكوجان عالم الأمراض,وهو كبير مهندسي عملية وقف النار… جريمة إطلاق الأعيرة النارية بالأزمة الصحية…وأكد أن الجريمة الوحشية مرض يمكن معالجته.
عملية وقف إطلاق النار تنتشر بشكل سريع في مدن متعددة كبلتيمور ونيويورك وكنساس ومدن أخري.
عن إيكونوميست