إن جميع الثورات فى العالم كله، تجرى على أسلوب لايتغير، هو إضطهاد سابق يجمد ويتعنت ولا يقبل المفاوضة، ثم إنفجار، ثم تغيير يؤدىإلى محو هذا الإضطهاد.
ويبدو لنا من النظر فى الثورات (كما يذكر الرائد الكبيرسلامة موسى فى كتاب الثورات) أن الشعب كله ينهض بها، ولكن عند التأمل نجد أن طبقةواحدة تحس الإضطهاد أو الضغط أكثر من غيرها، وهى التى تضطلع عندئذ بالدعوة إلىالثورة، وتوضح فلسفتها وتهيئ محركاتها، حتى ينضم الشعب كله إليها، بعد أن يعرفعدالة موقفها وشرف غايتها، وواضح إنه إذا لم ينضم الشعب إليها فإنها لن تنجح.
هنا يأتى دور الفكر الذى تنبثق منه الثورات، ثم تعودلتصب فيه مرة أخرى، ولأن الفكر الإنسانى يختلف من زمن لأخر ومن بقعة لأخرى، فأنثورة 25 يناير نجدها تختلف عن مثيلاتهافى عصور سابقة من التاريخ كثورة 1919، وثورة 1952 من حيث أدواتها والتى تبلورتحينذاك فى منشورات ورقية مطبوعة يقوم بها الثوار متطوعين، بالإضافة إلى المقالاتوالقصائد الشعرية المكتوبة… والنتيجة عادة هى القبض على هؤلاء ومطاردتهم، أماثورة 25 يناير، فتبلورت أدواتها فى الفكر الإلكترونى الذى يتخذ من الثقافةالإلكترونية “ثقافة الإنترنت” منطلقاً أساسياً فى القصد على الهدف، والأراءأى المسار الذى يتخذه هذا الهدف، لقد صاغ شباب الإنترنت برنامجاً جديداً للتغييرعلى كل المستويات (السياسى، الاجتماعى، الثقافى) وحققوا نجاحاً خالداً يتنامىيوماً بعد يوم…
وقد طرحت الهيئة المصرية العامة للكتاب قضية “مواقع التواصلالاجتماعى والثورة” للمناقشة أدارهانادر الفرجانى وشارك فيها أسماء محفوظ ،ومحمد حسن عبد الحافظ ،وعبد الحكم سليمان، ومحمد عاطف .
وقال الفرجانى : حتى الأن لا نستطيع أننعرف المدى الحقيقى لما أرتكبته العصابة التى كانت تحكم مصر، فهذا النظام نهب وسلبوسيطر على فئة المثقفين وأهدر حق الإعلام وجعله يبعد عن دوره الحقيقى. وعن الوضعالحالى وحكومة من الناس البسطاء قال الفرجانى : يخطأ من يظن أن السلطة الإنتقاليةفى مصر الأن هى سلطة ثورية فالثوار لم يصلوا للحكم ، والسلطة الحالية ليست ثوريةوغير حريصة بشكل كامل على تحقيق مطالب الثوار ، وهى حكومة المجلس الأعلى للقواتالمسلحة لأنه هو الذى عينها وهو الوحيد منله الحق فى عزلها وهذا المجلس بحق سعى فى خطوات مهمة وحافظ على كثير مما أراده الثوارولكن ليس كما ينبغى أو كما يريد الثوار.
وأكد الفرجانى أن الشعب هو صاحب السيادةالحقيقية ومصدر السلطات لأن داخل السلطة الإنتقالية رئيس الوزراء حاول أن يغيروزير واحد لم يعرف، ولكن تم التغيير الوزراء بعد 8 يوليو ، فالضغط الشعبى هوالسبيل الوحيد، فالمجلس العسكرى أصدر إعلان دستورى وحده دون أى قيود أو ضوابط أوأى ألية لتحقيقه ولم يترك سبيلاً للشعب إلا الضغط على النظام الحاكم .
تغيير كامل للنظام
وقالت أسماء محفوظ : فى 25 يناير أكتشفناان الشعب المصرى يستطيع الدفاع عن أرضه ويفهم الديموقراطية عكس ما كان النظام يشاع. والثورة هى تغيير كامل للنظام وليس وجوه فقط ، الموقف الذى تعرضت له كانالإتهام إنه ليس من حقى ولا أى من حق أحد أن ينتقد ويحاسب الحاكم وأى بلد لن تتقدمإلا بالنقد لكل مسئول، ولن أكف عن الإنتقاد ، والمجلس العسكرى سحبالبلاغ لأنه كان يعلم أن هذا حقى .
وعن سيناء قالت يجب أن تكون سيناء رمز للبلدوللأسف النظام القديم لم يجعل سيناء رمزاً ويجب أن نذهب جميعاً إلى سيناءونتواصل مع سكانها .
وقال عبد الحكم سليمان : تطور الثورةوإختمارها بدأ مع دخولنا القرن 21 وكان استخدام الإنترنت بسيطاً ، وبدأت تتكون جبهات مثل جبهة إنقاذ مصر ، ثم جاءتحركة 6 إبريل ودعوتها للإضراب العام فى 2008 ، والجمعية الوطنية للتغيير ، وظهرت أسماء محفوظ يوم 24 يناير على اليوتيوبوتدعو الشباب للنزول يوم 25 وأكدت على إنه يوم فارق فى تاريخ مصر الحديث ، وإختمارالثورة فى العقل الجمعى للناشطين على الإنترنت هو ما جعلهم يتجمعون فى ميدان التحرير، وما يعيب ميديا الإنترنت أنكاتب الخبر ليس صحفياً محترفاً ، وعدم إنتقاء الألفاظ.
وعن الوضع الحالى قال عبد الحكم: أتصور أن ما يحدث إلى الأن وقد يمتد الفوضى التى تعقب أى ثورة فى العالم فى كلالأماكن ،الفوضى المتمثلة فى قرارات المجلس العسكرى ، والحكومة ، وكل أداء المجتمع، وأعتقد أن هذا لن يطول لأن المزاج المصرى معتدل ولا يميل إلى العنف وسوف نعانى منهذه الفوضى لشهور أن لم تكن سنوات.
قال محمد حسن عبد الحافظ: كانت المشكلةأن السلطة الغاشمة استوعبت أسباب الثورات التقليدية وطريقتها وبدأت أن يحتاطواتماماً ويقدموا المصدات التى تحمى السلطة من الإنقلاب والتغيير ، بما فى ذلك تحويلالمثقفين إلى دعاة إيدولوجين وغير فاعلين لأنهم الصف الأول للنهوض ، ولكن لم يدركواأن عندما تتغير أداة الثورة يمكنهم التجمع وشبكات التواصل الاجتماعى قدمت هذهالأداة ، الثورة ليست وليدة يوم ولا ثورة الياسمين فى تونس وإنما تراكم سنواتطويلة وأسباب كثيرة. وأضاف الثورة كانت حتمية والجميع يعلم ذلك ولكن لا يعرف متىستقوم ويحدث التغيير.
قال محمد عاطف : أرى أن هيئة الكتابمختلفة فى أول فاعلية لها بعد الثورة وجاءت فى منطقة شعبية وكنت أرى هذا المكان منقبل كان مخزن أو خرابة ، ولم أكن أتخيل هذا التحول ، ومعرض مدينة نصر كان ملتقى لبائعىالفيشار والكشرى ، أما هذا فمعرض حقيقى للكتاب وأرى جمهوراً كبيراً فى الندوةويحملون كتب ، إضافة إلى الحرية فىالندوات ،فهذا المعرض معرض الثورة ومعرض مدينة نصر كان يذهب له نخبة معينةويستمعوا لكلام مكرر من أفراد النظام دون الاستماع لأى وجهة نظر معارضة ، وعنالإنترنت والتواصل الاجتماعى قال عاطف : إنه وفر لنا الحرية وكان بدلاً لنا عن الصحف و وقفنا به أمام تجبر النظام الذىأحتكر الصحافة والتلفزيون والإذاعة وطوال الوقت لم نكن نشعر أن ما بثته هذهالوسائل يعبر عنا ومن خلال الإنترنت أصبحنا ننشر ما نريده على المدونات وكسرنا منخلاله حاجز الخوف .
إ س
16- 9- 2011
فى ندوة ” مواقعالتواصل الاجتماعى والثورة”
الفوضى موقتة ولن تستمر طويلاً
إن جميع الثورات فى العالم كله، تجرى على أسلوب لايتغير، هو إضطهاد سابق يجمد ويتعنت ولا يقبل المفاوضة، ثم إنفجار، ثم تغيير يؤدىإلى محو هذا الإضطهاد.
ويبدو لنا من النظر فى الثورات (كما يذكر الرائد الكبيرسلامة موسى فى كتاب الثورات) أن الشعب كله ينهض بها، ولكن عند التأمل نجد أن طبقةواحدة تحس الإضطهاد أو الضغط أكثر من غيرها، وهى التى تضطلع عندئذ بالدعوة إلىالثورة، وتوضح فلسفتها وتهيئ محركاتها، حتى ينضم الشعب كله إليها، بعد أن يعرفعدالة موقفها وشرف غايتها، وواضح إنه إذا لم ينضم الشعب إليها فإنها لن تنجح.
هنا يأتى دور الفكر الذى تنبثق منه الثورات، ثم تعودلتصب فيه مرة أخرى، ولأن الفكر الإنسانى يختلف من زمن لأخر ومن بقعة لأخرى، فأنثورة 25 يناير نجدها تختلف عن مثيلاتهافى عصور سابقة من التاريخ كثورة 1919، وثورة 1952 من حيث أدواتها والتى تبلورتحينذاك فى منشورات ورقية مطبوعة يقوم بها الثوار متطوعين، بالإضافة إلى المقالاتوالقصائد الشعرية المكتوبة… والنتيجة عادة هى القبض على هؤلاء ومطاردتهم، أماثورة 25 يناير، فتبلورت أدواتها فى الفكر الإلكترونى الذى يتخذ من الثقافةالإلكترونية “ثقافة الإنترنت” منطلقاً أساسياً فى القصد على الهدف، والأراءأى المسار الذى يتخذه هذا الهدف، لقد صاغ شباب الإنترنت برنامجاً جديداً للتغييرعلى كل المستويات (السياسى، الاجتماعى، الثقافى) وحققوا نجاحاً خالداً يتنامىيوماً بعد يوم…
وقد طرحت الهيئة المصرية العامة للكتاب قضية “مواقع التواصلالاجتماعى والثورة” للمناقشة أدارهانادر الفرجانى وشارك فيها أسماء محفوظ ،ومحمد حسن عبد الحافظ ،وعبد الحكم سليمان، ومحمد عاطف .
وقال الفرجانى : حتى الأن لا نستطيع أننعرف المدى الحقيقى لما أرتكبته العصابة التى كانت تحكم مصر، فهذا النظام نهب وسلبوسيطر على فئة المثقفين وأهدر حق الإعلام وجعله يبعد عن دوره الحقيقى. وعن الوضعالحالى وحكومة من الناس البسطاء قال الفرجانى : يخطأ من يظن أن السلطة الإنتقاليةفى مصر الأن هى سلطة ثورية فالثوار لم يصلوا للحكم ، والسلطة الحالية ليست ثوريةوغير حريصة بشكل كامل على تحقيق مطالب الثوار ، وهى حكومة المجلس الأعلى للقواتالمسلحة لأنه هو الذى عينها وهو الوحيد منله الحق فى عزلها وهذا المجلس بحق سعى فى خطوات مهمة وحافظ على كثير مما أراده الثوارولكن ليس كما ينبغى أو كما يريد الثوار.
وأكد الفرجانى أن الشعب هو صاحب السيادةالحقيقية ومصدر السلطات لأن داخل السلطة الإنتقالية رئيس الوزراء حاول أن يغيروزير واحد لم يعرف، ولكن تم التغيير الوزراء بعد 8 يوليو ، فالضغط الشعبى هوالسبيل الوحيد، فالمجلس العسكرى أصدر إعلان دستورى وحده دون أى قيود أو ضوابط أوأى ألية لتحقيقه ولم يترك سبيلاً للشعب إلا الضغط على النظام الحاكم .
تغيير كامل للنظام
وقالت أسماء محفوظ : فى 25 يناير أكتشفناان الشعب المصرى يستطيع الدفاع عن أرضه ويفهم الديموقراطية عكس ما كان النظام يشاع. والثورة هى تغيير كامل للنظام وليس وجوه فقط ، الموقف الذى تعرضت له كانالإتهام إنه ليس من حقى ولا أى من حق أحد أن ينتقد ويحاسب الحاكم وأى بلد لن تتقدمإلا بالنقد لكل مسئول، ولن أكف عن الإنتقاد ، والمجلس العسكرى سحبالبلاغ لأنه كان يعلم أن هذا حقى .
وعن سيناء قالت يجب أن تكون سيناء رمز للبلدوللأسف النظام القديم لم يجعل سيناء رمزاً ويجب أن نذهب جميعاً إلى سيناءونتواصل مع سكانها .
وقال عبد الحكم سليمان : تطور الثورةوإختمارها بدأ مع دخولنا القرن 21 وكان استخدام الإنترنت بسيطاً ، وبدأت تتكون جبهات مثل جبهة إنقاذ مصر ، ثم جاءتحركة 6 إبريل ودعوتها للإضراب العام فى 2008 ، والجمعية الوطنية للتغيير ، وظهرت أسماء محفوظ يوم 24 يناير على اليوتيوبوتدعو الشباب للنزول يوم 25 وأكدت على إنه يوم فارق فى تاريخ مصر الحديث ، وإختمارالثورة فى العقل الجمعى للناشطين على الإنترنت هو ما جعلهم يتجمعون فى ميدان التحرير، وما يعيب ميديا الإنترنت أنكاتب الخبر ليس صحفياً محترفاً ، وعدم إنتقاء الألفاظ.
وعن الوضع الحالى قال عبد الحكم: أتصور أن ما يحدث إلى الأن وقد يمتد الفوضى التى تعقب أى ثورة فى العالم فى كلالأماكن ،الفوضى المتمثلة فى قرارات المجلس العسكرى ، والحكومة ، وكل أداء المجتمع، وأعتقد أن هذا لن يطول لأن المزاج المصرى معتدل ولا يميل إلى العنف وسوف نعانى منهذه الفوضى لشهور أن لم تكن سنوات.
قال محمد حسن عبد الحافظ: كانت المشكلةأن السلطة الغاشمة استوعبت أسباب الثورات التقليدية وطريقتها وبدأت أن يحتاطواتماماً ويقدموا المصدات التى تحمى السلطة من الإنقلاب والتغيير ، بما فى ذلك تحويلالمثقفين إلى دعاة إيدولوجين وغير فاعلين لأنهم الصف الأول للنهوض ، ولكن لم يدركواأن عندما تتغير أداة الثورة يمكنهم التجمع وشبكات التواصل الاجتماعى قدمت هذهالأداة ، الثورة ليست وليدة يوم ولا ثورة الياسمين فى تونس وإنما تراكم سنواتطويلة وأسباب كثيرة. وأضاف الثورة كانت حتمية والجميع يعلم ذلك ولكن لا يعرف متىستقوم ويحدث التغيير.
قال محمد عاطف : أرى أن هيئة الكتابمختلفة فى أول فاعلية لها بعد الثورة وجاءت فى منطقة شعبية وكنت أرى هذا المكان منقبل كان مخزن أو خرابة ، ولم أكن أتخيل هذا التحول ، ومعرض مدينة نصر كان ملتقى لبائعىالفيشار والكشرى ، أما هذا فمعرض حقيقى للكتاب وأرى جمهوراً كبيراً فى الندوةويحملون كتب ، إضافة إلى الحرية فىالندوات ،فهذا المعرض معرض الثورة ومعرض مدينة نصر كان يذهب له نخبة معينةويستمعوا لكلام مكرر من أفراد النظام دون الاستماع لأى وجهة نظر معارضة ، وعنالإنترنت والتواصل الاجتماعى قال عاطف : إنه وفر لنا الحرية وكان بدلاً لنا عن الصحف و وقفنا به أمام تجبر النظام الذىأحتكر الصحافة والتلفزيون والإذاعة وطوال الوقت لم نكن نشعر أن ما بثته هذهالوسائل يعبر عنا ومن خلال الإنترنت أصبحنا ننشر ما نريده على المدونات وكسرنا منخلاله حاجز الخوف .
إ س
16- 9- 2011