لازالت ليالى رمضان الثقافية والفنية التى تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بمحكى القلعة تتأـلق، وقد جاء لقاء الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة بالمفكرين والفنانيين والاعلاميين حيا متشعبا فى قضايا ثقافية عديدة، وقد شهدت فعاليات هذه الليالى حضور شخصيات ثقافية عدة منها : د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة، المهندس محمد أبو سعدة مدير صندوق التنمية الثقافية وحسام نصار رئيس العلاقات الثقافية الخارجية ود. أشرف رضا مدير الأكاديمية المصرية بروما د. عماد أبو غازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيليـة المحبوس حاليا على ذمة قضية سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمي فان جوخ من متحف محمود خليل وحرمه، ومحمد غنيم والكاتبـة الكبيـرة ماما نعـم الباز ود. سيد خطاب والكاتب الصحفى حلمى النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب، بالاضافة الى عدد من الشخصيات العامة وقيادات الهيئة
وبدأت الفعاليات باستقبال الحضور بمجموعة المزمار البلدى لفرقة النيل للآلات الشعبية وبورسعيد والفرافرة وقنا والشرقية “أدب الخيل ورقصة الحنة” والتنورة التراثية والجمال حملة الطبول، ثم تفقد السيرة الهلالية التى يرويها الراوى عزت القرشى، كما تفقد خيمة العريش للمطرب حميد ابراهيم ومعارض إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق والمجلس الأعلى للأثار والمجلس الأعلى للثقافة والمركز القومى لثقافة الطفل وصندوق التنمية الثقافية، وتفقد معرض الفنون التشكيلية الذى تقيمه الادارة العامة للفنون التشكيلية بالهيئة، وأعمال أتوبيس الفن الجميل وأبدى سعادته واعجابه، بمعرض لوحات الأطفال التى نتجت عن الورش التى أقامها الأتوبيس، مشيراً الى أن هذه الأعمال تنُم عن عمل منهجى، وبمسرح سارية الجبل قُدِم عرض فني لفرقة الأطفال المركزية لقصور الثقافة بقيادة الفنان هانى شنودة تضمن مجموعة من الأغانى منها “ودى مين، والنشيد الوطن بلادى بلادى”، كما تفقد مجموعة الورش التى تنظمها الادارة العامة للجمعيات الثقافية والتى طالب القائمون عليها بزيادة فترة الورشة من 3 أيام الى 10 أيام، ووافق الفنان فاروق حسنى على هذا الطلب حتى يتمكن المشاركون فى هذه الورش من استعياب ماتهدف اليه هذه الورش، وورشة الخيامية للسيدات والفتيات التى تنظمها الادارة العامة لثقافة المرأة بالهيئة، وورش القرية والجرن وورش الادارة العامة للقصور المتخصصة “حصير، كليم، خيامية ـ نحاس ـ خط عربى، ومعرض لحرف التقليدية “نحاس، زجاج معشق، أرابيسك، خيامية، كما تفقد جناح قطاع الفنون التشكيلية والذى يضم لوحات المهرجان الجرافيكى الى جانب لوحات مركز الفن والحياة وورشة رسم ليلية، وتفقد مشروع ذاكرة الوطن الذى يتم من خلاله عرض منجزات نخبة من العديد من شخصيات مصر العظيمة مع مقتطفات تاريخية منهم مثل الرئيس محمد حسنى مبارك وقرينته، عبد المنعم رياض، أحمد زويل، طلعت حرب، مصطفى كامل، طه حسين، أم كلثوم،
وبمسرح محكى القلعة شاهد دراما استعراضية من خلال استلهام حكاية ألف ليلة وليلة من أشعار سعيد الفرماوى وموسيقى أحمد شعتوت وفكرة وإخراج عصام السيد.
أعقب ذلك عقد اللقاء السنوى لاتحاد الكتاب بالمحكى مع وزير الثقافة بحضور الكاتب الكبير محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب ود. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العاة لقصور الثقافة والكاتب الكبير محمد السيد عيد نائب رئيس اتحاد الكتاب، والكاتب الصحفى حُزين عمر، الى جانب الكُتاب وجمهور المحكى حيث رحب محمد سلماوى بسيادة الوزير والحضور قائلاً: أنه جرت العادة فى افتتاح الموسم الثقافى لاتحاد الكتاب بمحكى القلعة عقد لقاء فاروق حسنى وزير الثقافة مع الكُتاب والجمهور ليحدثنا عن انجاز المرحلة الأولى من المتحف الكبير وهل صحيح أنه سيكون أكبر متحف فى العالم أكبر من اللوفر فى فرنسا والمتحف البريطانى، الى جانب مشروع اتمام الترميم وافتتاح المركز الاسلامى الذى يضم أكبر مجموعة للفن الاسلامى.
وفى كلمته أشار فاروق حسنى وزير الثقافة الى المشروعات الضخمة التى يعتبرها مشروعات قومية ومن أهمها مكتبات القرى والنجوع حيث أن مصر ليست هى القاهرة والاسكندرية ولابد من الاتجاه للريف والصعيد لإقامة مكتبات فكل عام نبنى من 10 الى 15 مكتبة زادت المكتبات عن 100 مكتبة الآن، وأضاف أن أهمية هذه المكتبات تكمن فى اكتشاف الموهوبين من الشباب، بالإضافة لمنع الارهاب، كما أشار الى مشروع المتحف الكبير الذى يقع على 117 فدان ويُعرض فيه 50 ألف قطعة أثرية للجمهور، 50 ألف للأكاديميين، لقد انتهينا من مرحلتين الأولى والثانية وهى عبارة عن مخازن ضخمة وأضخم معامل تحوى 12 معمل مبنية بأحدث التقنيات الحديثة، بالاضافة لمحطة المياه والطاقة الضخمة، ووصف المشروع بأنه أهم مشروع ثقافى فى القرن القادم لأن استعابه للأثار المصرية سيمنحنا فرصة لعرض هذه الأثار على العالم، كما أشار الى متحف الحضارة الذى يقع على بحيرة عين الصيرة الى جانب مشروع القاهرة التاريخية أو الاسلامية، فقد انتهينا من ترميم 180 أثر اسلامى لاعادة القاهرة التى ضاعت من بين أيدينا بالتعديات الانسانية التى حدثت بها، فقد كانت فى حالة يرثى لها، مؤكداً أن المهم هو كيفية جعل هذه الأماكن للزيارة، كما تطرق سيادته الى فكرة الاستثمار الثقافى، مؤكداً أن هذه المشروعات السابقة هى فى هذا الإطار، بالاضافة لمشروع القراءة للجميع الذى أنشأ مكتبات ودور نشر فقد كانوا 42 مكتبة أصبحوا الأن 420 مكتبة، وأضاف أن كل الدول لديها من المشروعات الاقتصادية للاستثمار بها، أما مصر فاقتصادها قائم على الثقافة فهى تملك الفكر والأدب والشعر والتراث العبقرى المتنوع الذى وضع مصر فى مركز متميز فى محيطها العالمى، وتطرق الى تحدث البعض عن عظمة فترة الستينات والثلاثينيات مشيراً الى أن هذا العصر له عظمته أيضاً فهو ملئ بالوسائط الجديدة والاقتصاديات الجديدة فثقافة اليوم هى ثقافة الآن من خلال المراكز الابداعية التى أنشأت المتاحف، فقد أصبحت 44 متحف فى خلال عشرين عاماً وهذا معناه أن مصر زاخمة بالتراث الانسانى.
حوار مفتوح
ثم فتح باب الحوار مع سيادة الوزير فحول طلب أحد الحضور انشاء قناة تليفزيونية لوزارة الثقافة بالاضافة الى وضع تمثال لفنان الشعب سيد درويش فى دار الأوبرا المصرية أسوة بتمثال الفنانين الكبار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، علق محمد سلماوى قائلاً: أن المطالبة بأن تكون لوزارة الثقافة قناة ثقافية فهذا يعنى احساس من الناس بأن هناك نقص فى الجرعة الثقافية فى التليفزيون المصرى، فأجاب سيادة الوزير بأنه كان فى ذهنه إقامة قناة ثقافية لإدراكه بأن التليفزيون المصرى يفتقر الى المعين الثقافى ولكنه وجد الكثير من المشاكل التى تواجه هذه الفكرة بداية من تكلفتها الى إعداد كوادر من مخرجين ومصورين ومعدين، وأشار الى أنه مؤخراً طلب المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون التعاون فى العمل الثقافى وسوف تقام قناة ابداع، وستكون وزارة الثقافة شريك كامل فيها من خلال إعداد برامج ثقافية الى جانب المادة الثقافية الضخمة التى يمكن أن نمدهم بها.
أما بالنسة لمطالبة وضع تمثال سيد درويش فى دار الأبرا فإن سيد درويش له تمثال موضوع فى المسرح المسمى بإسمه بالاسكندرية، وسوف يُنقل تمثاله الذى أقامته هيئة قصور الثقافة الى مسرحه بالاسكندرية، أما بالنسبة لطلب أن يقام لسيد درويش متحف خاص به فلم نجد أى شئ خاص بفنان الشعب ليوضع فى متحف خاص به كما أن سيد درويش وبالرغم من أوبرتاته العظيمة والرائعة ولكنها ليس لها تأثير حالياً كما كان لها فى الماضى وما يمكن تقديمه الآن هى أوبريت العشرة الطيبة وشهرزاد، وحول الاشكالية الموجودة بين المتلقى والمبدع ومايمكن لوزارة الثقافة فعله تجاهه، أجاب سيادته بان الفجوة الموجودة بين المبدع والمتلقى سببها المتلقى، لأن دور المبدع هو الابداع، ووزارة الثقافة تتيح للمتلقى حضور الأنشطة المختلفة من سينما ومسرح وندوات مُقامة فى القلعة وقصور الثقافة، ولكنه نادراً مايحضر الى تلك الأنشطة، وعلق الكاتب الصحفى يسرى السيد قائلاً أنه قبل معركة اليونسكو طالبنا سيادتكم بعمل خارطة طريق للثقافة المصرية وأن يقام لقاء عام للمثقفين المصريين لوضع هذه الخريطة فوافقتم، وفى الفترة الأخيرة أعلن المثقفون بإقامة مؤتمر موازى بعد أن تم استبعاد جزء كبير من المثقفين من اللجنة التحضيرية لمؤتمر الوزارة وتم ضم قيادات وزارة الثقافة فأصبح المؤتمر الذى سيقام شبه حكومى واقترح ضم مجموعة من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الموازى لمؤتمر الوزارة، كما طالب يسرى السيد بايجاد حل عاجل وجذرى لعلاج الأدباء ووضع آلية لذلك بعد ماحدث للشاعر الكبير محمد عفيفى مطر وأجاب الوزير قائلاً: اللجنة التحضيرية للمؤتمر لم تستبعد أحد من المتقدمين اليها والوزارة تتلقى الأفكار فى شكل ورقة عمل ترسل للمجلس الأعلى للثقافة، الى جانب اننى سعيد بعمل مؤتمر موازى طالما هذا فى صالح الثقافة والمجتمع ولو خرج هذا المؤتمر بتوصيات ليس لدى مانع فى تطبيقها، ثم تساءل الوزير هل نحن حكومة فى اسرائيل؟ واجاب أنا مندوبكم فى الحكومة ولايمكن القول اننى استدركت أحد لخدمة الحكومة فكل الأطياف موجودة وكل الاستراتيجيات موجودة، ونحن نقيم مؤتمر المثقفين ليكون دستور لأى وزير ثقافة يأتى من بعدى وليكون ميثاقا للمثقفين.
وأضاف إذا كنا نتحدث عن أعضاء اللجنة التحضيرية من قيادات وزارة الثقافة فاليوم قيادات وزارة الثقافة ليسوا موظفين فقط ولكن أعضاء فى المجلس الأعلى للثقافة بقيمتهم الفكرية بالاضافة أن لديهم خبرة وضع البرامج والتصورات، وحول الحل العاجل والفورى لعلاج الأدباء علق مقترحاً الاتجاه لشركات التأمين للتعاقد مع اتحاد الكتاب بحيث تصرف شركة التأمين على علاجهم وذلك نظير اشتراك الأدباء بمبلغ بسيط فى البداية.
وعلق رئيس اتحاد الكتاب قائلاً: أنه من خلال الوديعة الموضوعة تحت حساب اتحاد الكتاب تعمل بها تأمين على الأعضاء فالعضو يدفع 100 جنيه والاتحاد يدفع 600 جنيه وهناك برنامج آخر مع المراكز الطبية المتخصصة والذى يُعطى فيه الدعم المادى لعضو الاتحاد المريض مثل حالة الكاتب الكبير فاروق عبد القادر الذى امتدت يد اتحاد الكتاب له فهناك مظلة تأمين على جميع أعضاء الاتحاد ولكن المشكلة هى فى العلاج فى الخارج مثل حالة الكاتب محمد ناجى الذى شاركنا مع جهات أخرى فى جمع المال له لعلاجه بالخارج، وحول مطلب أن يكون هناك تواصل بين القيادات والجمهور من خلال دورات فى التنمية البشرية علق الوزير قائلاً المفروض أن يكون هناك تدريب من خلال مركز إعداد الرواد لأن المحرك الثقافى له سمات محددة وهى فهم معنى البرنامج الى جانب حصيلة جيدة من المعلومات والثقافة ومعرفة بالجمهور، واقترح أن يكون مع مدير أى قصر ما يوازى له واحد من المجتمع مشيراً الى نجاح التجربة فى قصر ثقافة الأنفوشى وتكون مهمة موظف القصر الربط بين هذا الشخص المختار والادارة، وحول تساؤل عن أسباب حجب جوائز الدولة فأجاب أن جوائز الدولة تنقسم الى أربعة أقسام هى التشجيعية والتفوق والتقديرية ومبارك وماحجبت هى الجوائز التشجيعية وذلك من خلال اللجان لأنها تجد أن مستوى الأعمال ضعيف أما جائزة التفوق فقد كان بها اشكالية وقد أقمنا أسلوبا جديدا هذا العام وهو قانون الـ 1/2 بالاضافة لواحد وبالفعل لم يحجب من الجائزة الكثير، وحول تساؤل عن توقف سلسلة اشراقات جديدة منذ ست سنوات فهل هناك خطط أخرى لمساعدة الأدباء على النشر، فعلق الوزير قائلاً: هناك نشر فى هيئة قصور الثقافة مثل هيئة الكتاب الى جانب أن كل السلاسل الباقية فى هيئة الكتاب تطبع فى موعدها الطبيعى.
وحول مطالبة بأن يكون هناك ترجمة من العربى للغات الاجنبية من خلال المركز القومى للترجمة عقب الوزير قائلاً بأن هذا المطلب غير قابل للتنفيذ لأن الترجمة لأى لغة مطلوب بعدها مترجمين لإعادة صياغة هذه الترجمة الى جانب وجود دار نشر تتولى هذه المسألة وهذا غير متوفر.
ثم تحدث حسام نصار رئيس العلاقات الثقافية الخارجية عن سياسة وزارة الثقافة خارج مصر مؤكداً محاولة البحث عن المشترك الثقافى بين الثقافة المصرية والثقافة الهندية أو التركية مثلاً بما يسمى “الأقلمة الثقافية” لمحاولة خلق أثر ايجابى فى المكان الذى نتواجد فيه وأشار د. أشرف رضا مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما إلى أنه فى إطار نشر الثقافة المصرية بإيطاليا هناك خطة افتتاح المتحف المصرى فى روما وهو أول متحف مصرى فى روما بالاضافة للعديد من الأنشطة الثقافية المقامة بروما مثل المسرح وقاعة الفنون التشكيلية وجائزة روما الكبرى حيث يتم إعلان ويتقدم اليه شخصيات مصرية تذهب للأكاديمية بروما وهناك الكثير ممن أثروا الحياة الثقافية فى مصر بعد عودتهم من روما.
==
س.س
أغسطس 2010