انفجرت انبوبة بوتاجاز فى أحد العقارات بحى الزاوية الحمراء بالقاهرة مساء الأربعاء – الموافق 2 سبتمبر – راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 27 عاما ، اذ وصلت المطافى بعد 45 دقيقة من الاتصال بها فارغة من المياه … ترى ماذا حدث ليلة أمس ؟
قبل انطلاق مدفع الافطار بحوالى ساعة ، والجميع يستعدون للالتفاف حول مائدة الافطار .. ومن بينهم أفراد أسرة صغيرة فقيرة فى العقار رقم 26 بشارع مدبولى السيد شعبان بالزاوية الحمراء ، الدور الرابع ،تستعد كسائر الأسر لتناول الإفطار وإعداد الطعام والذى يحتاج بطبيعة الحال للبوتاجاز ، ولان الحى يتسم بالعشوائية فالأهالى يستخدمون الانابيب .. لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا فلم يكتمل الطهى .. أصوات انفجار مدوية خلعت القلوب قبل الحوائط و هدمت الآمال قبل ان تهدم الجدران .
انفجرت أنبوبة البوتاجاز وأتت على كل شىء فى الدور الرابع وأكلت النيران وحدتين سكنيتين لم تترك فيهما شيئاً ، هرع الجميع للهروب وحاولت الابنة أن تمد يداها لتنقذ أخيها سيد عبد المنعم سيد من النيران التى يكتوى بها صارخا لكنها لم تستطع فاللهب كان جبارا جدا فهربت ثم نظرت لابيها قائلة ” سامحنى يا ابويا ماقدرتش امد ايدى وانجى اخويا ”
كان الاهالى أثناء ذلك قد اتصلوا بالمطافى فى حوالى الساعة الخامسة ، وظلت النيران تعلو والدخان الاسود الكثيف يرتفع الى السادسة الا الربع حينما وصلت سيارة المطافى .
حاول الأهالى انقاذ ما يمكن انقاذه لكن السيارة بلا مياه ، فالخراطيم ممتدة للدور الرابع لكنها فارغة ، وأعاد الأهالى الكرة مرة أخرى وقاموا بالاتصال بالمطافى فجاءت السيارة الثانية لتتكرر نفس الماساة التى كان خلالها سيد عبد المنعم قد تفحم تماما ، الى ان جاءت السيارة الثالثة معبأة لتطفىء لهيب النيران لكنها لم تطفىء غضب الاهالى المشتعل .
تقول رباب محروس تسكن بالشقة المجاورة لشقة الفقيد : ” كنت باحضر الفطار .. لقيت السخان فجأة وقع فوقى والحيطة اتهدت جرينا كلنا ، وبعدين عرفنا ان سيد وقع الدولاب فوقه والنار مسكت فيه لغاية ما انتهى “
أما – م . م . ع – أحد السكان فقال : “الناس فى بلدنا ماتسواش حاجة متسواش حتى شوية المية اللى تجيبهم المطافى علشان تنقذ بيهم شاب اتحرق قلب ابوه وامه عليه النهارده ، المطافى جاية بعد ساعة ليه والعربيات فاضية ليه واحنا مش غالين على بلدنا ليه ؟ “
لم يكمل م . م . ع تساؤلاته حتى انطلق شاب اخر رفض ذكر اسمه قائلا : “الحى عايز يبيت الاسر المضارة كلها فى خيم ايواء فى مركز شباب الزاوية الحمراء وعدد الاسر اربعة بس، ليه الحى ما يوفرش سكن مؤقت فورى للناس دى لما بتكون الكارثة كبيرة بنقول صعب توفير مكان لكن اربع اسر بس ايه المشكلة ليه نرميهم فى الخيم ؟”
للتيقن مما حدث التقينا بالنائب ايهاب العمدة عضو مجلس الشعب عن دائرة الزاوية الحمراء وقال : ” اصطحبت والدة الفقيد للمستشفى وتحملت نفقة علاجها على حسابى الخاص واعطيتها 2000 جنيه لاعداد الدفنة ولا يمكن أن افعل أكثر من ذلك لحين وضع تقرير مهندسى الحى ، فإذا قرر الحى ترميم المنزل وعودة السكان إليه سوف اتحمل تكاليف الترميم وإذا لزم الأمر خروجهم من المنزل فترة سوف يستضيفهم مركز الشباب فى خيم الايواء .
قاطعته قائلة : ” أى خيم ايواء يا سيادة النائب التى تتحدث عنها .. هل هذه الخيم آدمية” ، فقال : “ما باليد حيلة لكن اذا كانت مدة خروجهم شهر أتعهد بتأجير شقق سكنية للأسر المضارة خلال هذا الشهر على نفقتى الخاصة”
محمود البنا أحد سكان شارع مدبولى قال : “جاءت لجنة بعد وقوع الحادث للمعاينة المبدئية بعد أن فصلنا نحن السكان الكهرباء عن العقار للأمان وقالت اللجنة لابد من معاينة لجنة أخرى من الحى صباح – الخميس – لتحديد المطلوب ويجب اخلاء العقار حالا .. طيب والناس دى تترمى فى الشارع ؟ “
بعد الحديث عن خيم الايواء توجهت إلى عبد العزيز خليفة رئيس حى الزاوية وقال : ” لا يمكن ارسال اللجنة الثانية مساءً لان الرؤية تستحيل فى ظل تلك الاوضاع ولكن صباح الخميس سوف تذهب لجنة تتكون من استشاريين هندسيين من خارج الحى ومن داخله وهذه اللجنة خاصة بمعاينة المبانى الايلة للسقوط وستصدر اللجنة قرارها وسننفذه ولن نترك الناس فى الشارع “
سألته : متى تصدر اللجنة قرارها حتى لا ينام الناس فى الشارع ؟ فقال “على اكثر تقدير اليوم التالى للمعاينة ، وللعلم اليوم التالى هو الجمعة والسبت اجازة رسمية لن تعمل فيهما اية لجان ”
أما عن الخيام فانكر عبد العزيز مسألة الخيام تماما قائلا : المركز به حجرات مجهزة للمبيت والاسرة ولا توجد خيام ، فى حين أكد عضو مجلس الشعب ان المركز مجهز بالخيام اثناء الكوارث .
نتسائل متى تصدر اللجنة قرارها ؟ وماذا سيفعل الحى مع المشردين الذين ينامون – اثناء قراءة هذه السطور – فى الشارع ؟ ، هذا ما سنعرفه خلال الايام القادمة.
*الفيديو المرفق يوضح خراطيم المياه الفارغة التى تصل للدور الرابع والاهالى يحاولون فى عجز ودون جدوى
تاريخ التحديث: 3/9/2009