كعادتها منذ إنطلاق الشرارة الأولى للثورة تشهد الأسكندرية حراك سياسى مؤثر فى الشارع المصرى،فقد أمتلأت أمس الجمعة ساحات الثغر بالعديد من الوقفات الأحتجاجية ،فقد نظم كل من (حملة دعم البرادعى بالأسكندرية)،وحركة 6أبريل،وحركة كفاية،والحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير(لازم)،وقفة تضامنية صامتة أمام ساحة حديقة الخالدين، لمساندة دولة فلسطين فى تقديم ملفها اليوم فى الأمم المتحدة،إستجابة لدعوة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بدعوة الشعوب العربية للتضامن معهم أثناء تقديم ملف الدولة الفلسطينية للأمم المتحدة ،وقام المشاركين فى الوقفة برفع أعلام فلسطين ولافتات كتب عليها:(لاللبلطجة الصهيونية نعم للدولة الفلسطينية)،(لاللغطرسة الأمريكية لاللفيتو الأمريكى)،..وغيرها من اللافتات الداعمة للقضية الفلسطينية.
وفى سياق متصل شارك مايقرب من 500متظاهر وقفة أحتجاجية أمام ساحة الجندى المجهول ،للمطالبة بإلغاء قانون الطوارىء ،وتفعيل قانون الغدر ،وتعديل قانون الأنتخابات ،وتعديل تقسيم الدوائر الأنتخابية ،حيث شارك فى الوقفة عدد من الأحزاب منها حزب العدل ،وحزب الوفد ،وحزب الوسط ،والمصريين الأحرار ،والتيار المصرى ،والكرامة،إلى جانب عدد من الحركات السياسية منها حركة 6أبريل ،والحملة الشعبية لدعم البرادعى ،وكلنا،وكفاية،ومجموعة من المستقلين،وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها(نعم للقائمة النسبية)،(الشعب يريد تطبيق قانون الغدر)،(الأعلان الدستورى يبطل أعلان حالة الطوارىء)،و(قالوا حرية وقالوا قانون والثوار جوه السجون).وعلى الرغم من أن اللافتات كانت تحمل شعارات لبعض الإنتماءات السياسية إلا أن المئات من النشطاء ومواطنى الأسكندرية اللذين نظموا وقفة أحتجاجية مساء اليوم أمام قيادة المنطقة الشمالية العسكرية للمطالبة بإلغاء قانون الطوارىء ،أكدوا أن الوقفة الأحتجاجية التى تنظم اليوم بعيدة عن أى إنتماءات سياسية أو حزبية أو تيارات دينية ،مشيرين إلى أنهم جميعاً مواطنون يعبرون عن نبض الشارع المصرى،ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات تطالب بإلغاء قانون الطوارىءمنها:(لاللمحاكم العسكرية)،(لاللحكم العسكرى)،(وياحرية فينك فينك الطوارىء بيننا وبينك) ،كما ردد المتظاهرون هتافات منها:(احنا الشعب خط أحمر)،(يسقط يسقط حكم العسكر)،(أوعى تقول الثورة خلاص راحت فين حقوق الناس).
وعلى الرغم مما تشهده التجمعات والوقفات من تلاحم إلا أنه لايخفى على أحد الجو المشحون بين بعض النشطاء والحركات السياسية وبين جماعة الأخوان المسلمين فى الشارع السكندرى ،فعقب صلاة الجمعة فى مسجد القائد إبراهيم ،قامت مجموعة بتنظيم مظاهرة تجوب الشوارع المحيطة بميدان القائد إبراهيم ،قاموا فيها بالتهكم على جماعة الأخوان المسلمين،ووصفوهم بأنهم أصحاب مصالح ،وأنهم يعقدون الصفقات لدخول البرلمان.وعلى الجانب الآخر نفى المستشار محمود الخضيرى حدوث خلاف بينه وبين ائتلاف شباب الثورة بالأسكندرية ،مؤكداً أنه فوجىء بالخبر ..وقال فى تصريح خاص لجريدة وطنى:”أنا لايمكن أن أختلف مع الثوار ،فأنا أحدهم ،وإن كنت كبير فى السن إلا أننى أعتبر نفسى أبن الثورة،ولن أرضى بأن يكون هناك مايعكر الصفو بينى وبين هؤلاء الشباب”.
وأضاف:”أنا ضد رفض الحديث إلا مع أعضاء الحزب الوطنى فقط أرفض أن أتفق معهم فى أى شىء،ولكنى على إستعداد للحوار والتفاهم مع كل من هو مصرى ،وكون لانتفق فى بعض الموضوعات فليس معنى ذلك أننا أعداء “مشدداً على أنه يجب على كافة الطوائف أن تتحد وتنحى خلافاتها حتى لاتسرق الثورة،ونصبح خونة لدماء الشهداء(على حد قوله).وعن رأيه فى ممارسات جماعة الأخوان المسلمين والتى تستفز البعض،يقول المستشار الخضيرى:”أرى أن التصريحات التى يخرج البعض منهم يمكن أن نطلق عليها تصريحات صادمة ،وتسىء إلى فكر الأخوان ،ولهذا أنصح من بيده الأمر أن من يتصدر الدعاية عليه أن يجيد إختيار التعبيرات ،حتى لاتخرج منه عبارات تسىء إلى فكر الأخوان”.وأضاف:”نلاحظ جميعاً الآن أن شباب الأخوان لديهم حالة من الضيق الشديد ،وإن كان هذا يدل على شىء فإنما يدل على أن شيوخ الأخوان لم يستطيعوا إحتواء هؤلاء الشباب على الرغم من أنهم الأهم ،ولهذا أأمل من جماعة الأخوان أن يتسع صدرهم للنقد الموجه لهم .”
يذكر أن بعض وسائل الأعلام كانت قد نشرت خبر بوقوع خلاف بين القاضى السابق المستشار محمود الخضيرى وائتلاف شباب الثورة بالأسكندرية، حول دعمه أستخدام بعض من شباب جماعة “الأخوان المسلمون” أسم ائتلاف شباب الثورة، فى التحضير لأنتخابات البرلمان القادم، وأتهم نشطاء سياسيون بالأسكندرية جماعة “الأخوان المسلمون” بالإعداد لضرب قوائم ائتلاف شباب الثورة بعد ساعات من أعلان ائتلاف شباب الثورة فى القاهرة عن ترشيحه لمائتى شاب على مستوى الجمهورية على قوائمه لأنتخابات مجلس الشعب المقبلة.
==
س.س
24 سبتمبر 2011