أكد الدكتور أيمن الدسوقي، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء ورئيس برنامج الفضاء المصرى عدم وجود أى إحتمالية لسقوط القمر الصناعي “UARS” الباحث عن طبقات الغلاف الجوى العليا، على الأراضى المصرية مشيرا إلى أن القمر يبلغ طوله 35 قدماً وعرضه 15 قدماً فيما يبلغ وزنه ستة أطنان وتم إرساله مع فريق من رواد الفضاء فى عام 1991، ولكن فى عام 2005 تعطل وأصبح لا قيمة له موضحاً أن عندما يخترق الغلاف الجوى سيحترق معظمه وستنصهر الأجزاء المصنوعة من الالومنيوم والبعض الأخر سيتحول الى ركام فى الفضاء مشيراً إلى أن ثلثين الكرة الآرضية مياه والثلث الأخر يابسة ,من المتوقع أن يتحطم القمر على سطح كوكب الأرض، ولكن على الرغم من عدم تحديد مكان سقوطه إلا أن علماء ناسا يرجحون سقوطه على إحدى المناطق النائية غير المأهولة أو فى أحد المحيطات وقد ينشطر القمر الصناعي إلى ما يقرب من 26 قطعة منفصلة يبلغ طول الواحدة منها عشرة أمتار و وزنها 532 كيلوجراما وستتناثر هذه القطع فى الفضاء ويحترق معظمها فى الغلاف الجوى الخارجى قبيل سقوطها على سطح الأرض، أما التى ستسقط فإنها سترتطم بالأرض على مساحة 800 كيلومتر نفياً فى الوقت ذاته سقوطها على بشر أو فى جمهورية مصر العربية مؤكدا أنه منذ الدخول لعصر الفضاء من 60عاماً لم يحدث أى حادث أثر سقوط أقمار صناعية وعن أليات الحماية والاستعدادات التى يمكن إتخاذها.
أكد أن هذا الأمر معن به الجهات التى تطلق الأقمار لأنها هى التى تعرف مسارها وبالتالى وكالة ناسا هى المعنية بمتابعة هذا الأمر موضحاً أن مسألة التعاون بين الجانب الروسى والأمريكى والمصرى فى هذا المجال بأن هناك إتفاقيات مع الأمم المتحدة بشأن مكافحة تأثيرات الركام الفضائى فضلاً عن التبادل فى البيانات والمعلوت وعن إحتمالية سقوط مصر سات 1 الذى فقد فى الفضاء منذ عام أكد هناك من 20إلى 30سنة حتى يسقط على الكرة الأرضية الجدير بالذكر أنه فى عام 2001 سقطت بقايا وحطام صاروخ وقمر صناعى تابع لوكالة “مير الروسية وانشطرت إلى 400 قطعة حديدية صغيرة وسقطت على سطح الأرض دون أى أضرار.
ومن جانبة أكد د.أحمد عبد الهادى رئيس مجلس الفضاء المصرى أن القمر الصناعى الأمريكى سيتحطم بالكامل فى الفضاء ويحترق بنسبة 90%داخل الغلاف الجوى قبل أن يسقط على الأرض مؤكداً إحتمال سقوطه على اليابسة لاتتجاوز 2%مفترضاً فى حالة سقوطه على اليابسة التى تمثل 25% من مساحة الكرة الأرضية فهناك جبال و وديان ومنخفضات وأماكن غير مأهولة بالسكان مؤكداً أن لا يوجد إحتمال سقوطه على بشر.
ونفى عبد الهادى وجود أى تعاون بين الجانب المصرى والأمريكى أو الروسى فى مجال الفضاء مؤكداً وجود تعاون فردى فقط من قبل المتخصصين المصريين فى مجال الفضاء ونوه فى حالة حدوث خسائر لنا حق المطالبة بتعويض عن الخسائر التى يمكن أن تنجم من قبل الجانب الأمريكى بحسب القانون الدولى مؤكداً أن مصر خارج الخريطة الفضائية وأن بعض الدول سبقت مصر فى هذا المجال مثل الجزائر والأمارات ونيجيريا ,كينيا ,غينيا وجنوب أفريقيا فضلاً عن التقدم الهائل فى البرنامج الفضائى الإسرائيلى مطالباً بأن يكون لمصر برنامج متطور للحاق بركب هذه التكنولوجيا الحديثة التى لها الأن تطبيقات واستخدامات عديدة فى المستقبل سوف تكون أسياسية فى الحياة اليومية مثل برامج الإتصالات الفضائية والبث التليفزيونى وتحديد المواقع مؤكداً أن مصر تمتلك برنامج فضائى متهالك.
ومن جهته أكد د.صلاح محمود الرئيس السابق للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنه فى تاريخ الأقمار الصناعية لم يسجل حادث وقع على البشر فنسبة 90%يسقط فى المياه و10%يسقط على اليابسة لأن تكوين القشرة الأرضية نسبة 75%مياه المحيطات والبحار ونسبة 25%يابسة مؤكداً أن التجمعات البشرية معظمها تتركز فى النصف الشمالى للكرة الأرضية كأوربا وأسيا وأفريقيا موضحاً أن الأقمار الصناعية تطلق قريبة من خط الأستواء وهى غير مأهولة بالسكان مشيراً إلى أن القمر الصناعى الأمريكى هو واحد من أكبر الأقمار الصناعية الأمريكية التى خرجت عن السيطرة ودخلت المجال الأرضى خلال السنوات الثلاثين الماضية ويذكر فى 1979إنتهى العمر الأفتراضى للمعمل الفضائى الضخم سكاى لاب والذى يزن نحو 78طناً أى 15ضعف القمر الأمريكى والذى سقط فى المحيط الهندى بالقرب من الشواطىء الاسترالية حتى أن أجزاء من المحطة وجدت فى أماكن مختلفة فى الغرب الاسترالى بالإضافة إلى القمر الصناعى النووى لوزموس عام 1954 وهو قمر روسى عسكرى تم إطلاقه 1978وفقد التحكم به فى مداره وسقطت حطامه على الأراضى الكندية موضحاً أن المدار هو الموقع الذى يتخذه القمر الصناعى فى الفضاء الخارجى حول الأرض مع سرعة دوارنها حول نفسها ويختلف مدار كل قمر عن الأخر وفقاً لطبيعة القمر ومهمته المكلف به.
وحذر د.سيد دسوقى الأستاذ بكلية الهندسة قسم الفضاء والطيران جامعة القاهرة من تأثيرات الركام الفضائى الناتج عن إحتراق وإنصهار الأقمار الصناعية داخل الغلاف الجوى والتأثيرات البيئية الشديدة على المناخ مؤكداً أن من يعمل بالعلم والتكنولوجيا لا يراعى البعد البيئى والتى بفضل تأثيراتها سيتحول الغلاف الجوى إلى غلاف حديدى مشيراً إلى أن القمر الأمريكى يسبح فى الفضاء منذ خروجه عن نطاق سيطرة وكالة ناسا منذ عام 2005والتى أطلق على متن المكوك ديسكفرى عام 1991مشيراً إلى إنه مخصصاً لأبحاث الغلاف الجوى العلوى مؤكداً أن تكلفته تقدر 750مليون دولار وإنه لايمكن تحديد مسار القمر الصناعى إلا بعد دخوله الغلاف الجوى بحوالى ساعتين مشيراً إلى إنه يمر فوق معظم كوكب الأرض من أقصى شمال كندا إلى الجزء الجنوبى من أمريكا الجنوبية موضحاً أن القمر سينصهر بسرعات كبيرة فكلما زادات السرعة كلما أرتفعت درجة حرارة القمر الصناعى فى الفضاء وهو يندفع نحو الأرض بسرعة 5أميال(8كيلومتر) فى الثانية الواحدة.
—
س.س
٢٣ سبتمبر ٢٠١١