أميرة أمين فتاة تبلغ من العمر 26 عاما تعيش مع أسرتها بحي شبرا..خريجة كلية العلوم جامعة عين شمس.. تعمل سكرتيرة في إحدي الشركات.. لاتنتمي لأي حزب سياسي أو لأي نشاط في المجتمع المدني عاشت قبل الثورة مثل الكثير من الشباب في عزلة عن الحياة العامة لاتجد نفسها سوي مع الأصدقاء من خلال الشبكة العنكبوتية ومواقع التعارف الاجتماعي الفيس بوك الذي هو بمثابة بيت الأسرة للشباب المصري.. أميرة تعيش مع أسرتها ومصدر أخبارهم الوحيد التليفزيون المصري.. فلم تسمح الأسرة بدخولالدشولذا كانت متابعتها للثورة من خلال قنوات التليفزيون المصري.
المدهش أن ألتقي بها مساء الاثنين الماضي لأجدها تشارك في حملة تنظيف ميدان التحرير والشوارع الجانبية.. فحاورتها حول أسباب تحول حياتها من فتاة سلبية ترفض الاختلاط في الحياة العامة إلي فتاة إيجابية قررت التخلي عن حياتها القديمة والمشاركة في حملة تغيير مستقبل مصري.
متي قررت المشاركة في الثورة؟
كنت أعيش مثل جميع شباب جيلي في حياة مغلقة علاقتي بالحياة من خلال الفيس بوك والاشتراك في الجروبات الشبابية والسياسية مثل كلنا خالد سعيد وقرأت رسالة علي الجروب بأن الشباب سوف ينزل يوم25 يناير للتظاهر كنت أظنها مظاهرة معتادة وسوف يقوم الأمن بتفريقها مثل سائر المظاهرات, وتابعت الأحداث من خلال التليفزيون المصري الذي وصف الشباب بمجموعة تسعي لإحداث فوضي حتي جاءت جمعة الغضب ونشر التليفزيون خبر حظر التجوال وكنا نتساءلهو الشباب عايز إيه وبعد جمعة الغضب بدأت حالة الفوضي وبدأ البلطجية يثيرون الفزع بالمنطقة وأحضرنا السكاكين وإيد الهونووقفنا طوال الليل خلف باب منزلنا ثم بدأت مجموعة من البلطجية دخول الشارع وإطلاق النيران حتي تصدت لهم اللجان الشعبية.
وما الصورة التي وصلت لك من خلال التليفزيون المصري عن هؤلاء الشباب؟
كنا نتصور أن هؤلاء الشباب عملاء ويتقاضون أموالا لفعل هذه الأمور ولذا شعرنا أن الاستقرار لن يكون إلا مع الرئيس مبارك, لذا شاركت في مظاهرة تأييد للرئيس مبارك الأربعاء الذي وقعت فيه أحداث العنف بالتحرير وخرجنا مسلمين وأقباطا بمسيرة سلمية نعبر عن رأينا دون الاحتكاك بأي من المعارضين حتي سمعنا شائعات أن الشرطة قامت بدس بلطجية لضرب المعارضين وبعدها بدأ التليفزيون المصري يغير سياسته اتجاه الشباب ويتحدث عنهم بشكل جيد وبدأت وجهة نظري تتغير.
كيف شعرت بهذا التغير؟
شعرت بالتغير عندما أدركت إني متضررة من هذا النظام فأنا خريجة علوم وأعمل سكرتارية ومستوي معيشتي لايساعدني علي حل معادلة كيمائية حتي الآن بعد التخرج.. فأنا جزء ممن دفعوا الثمن وقررت المشاركة مع المعارضين بداية من يوم الأربعاء قبل جمعة الوداع الأخيرة.
كيف كانت مشاركتك بعد تغير موقفك؟
قررت المشاركة في عملية تنظيف وتجميل ميدان التحرير وشوارع وسط البلد وشعرت إني إنسانة إيجابية وأن هذا وطني الذي يجب الحفاظ عليه وإعادة تجديده وإنه كما تم تغيير النظام يجب نغير سلوكياتنا إلي الأفضل وقررت أن أشارك في عمليات الاستفتاء علي الدستور والانتخابات المقبلة وهذه سوف تكون المرة الأولي في حياتي التي أشارك فيها بالانتخابات.
لماذا لم تشاركي في أحزاب سياسية أو حركات احتجاجية؟
ليس لدي فكرة عن الأحزاب السياسية ولا أعرف أسماءها ولكن ما أشعره الآن أن الأحزاب تحاول القفز علي الثورة كما أن الحركات الاحتجاجية كانت ضعيفة وصوتها غير مسموع.
ما أهم الأشياء التي ترين أنه يجب تغييرها خلال الفترة القادمة؟
يجب البدء بتغيير منظومة التعليم الفاسد وتطويره وتغيير سلوكيات الشعب فما نراه الآن من ثقافة التطوع يجب أن يستمر, كذلك الحفاظ علي قيمة العمل والانتماء.
هل تفكرين بعد الثورة في الانضمام لأي حزب سياسي؟
سوف أنضم في حالة تكوين حزب 25 يناير لاستكمال عملنا لرفع اسم مصر.
ماذا تعرفين عن الدولة المدنية والعلمانية وجماعة الإخوان؟
العلمانية استغفر الله العظيم هذا كان رد أميرة لمفهوم العلمانية أما الإخوان قالت أسمع أنها جماعة محظورة.
انتهي حواري مع أميرة التي عادت لاستكمال عملها في تنظيف الشوارع ولكن يبقي أنها قدمت نموذجا للكثير من الشباب الذي لايعرف شيئا عن الثقافة السياسية ولا يعرف الكثير عن الدولة المدنية بل أنهم كانوا في عزلة تامة داخل منظومة الإنترنت ومواقع التعارف ولذا تتحمل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية الدور الأكبر خلال الفترة المقبلة لتوعية الشباب ودمجهم في منظومة العمل المنظم لتدعيم مدنية الدولة وغلق الباب أمام تيارات دينية استحوذت علي قطاع عريض من الشعب خلال السنوات الماضية في ظل غياب الأحزاب عن الحياة السياسية والشارع المصري.