تتصدر فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في مصر المشهد السياسي أثناء وبعد الثورة وهي الوزيرة التي لم تطولها التعديلات الوزارية منذ25 يناير وظلت في موقعها تمسك بملفات غاية في الحساسية ولدت في مدينة بورسعيد في الثاني عشر من شهر نوفمبر عام1951, وتولت وزارة التعاون الدولي في نوفمبر2001 لتصبح أول سيدة يتم تعيينها في مثل هذا المنصب في مصر والعالم العربي.
بدأت أبو النجا مشوارها المهني بالانضمام إلي السلك الدبلوماسي عام 1975, عندما التحقت بالعمل في وزارة الخارجية المصرية. وكانت أولي مهامها في الخارج هي عضوية البعثة الدائمة لمصر لدي الأمم المتحدة في نيويورك, حيث مثلت مصر في اللجنة الأولي للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي, وكذلك في اللجنة الثالثة المعنية بموضوعات الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان.
وفي عام 1987, انضمت أبو النجا إلي فريق الدفاع المصري برئاسة السفير نبيل العربي- أمين جامعة الدول العربية الحالي ووزير الخارجية السابق- في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف, والتي أصدرت حكمها لصالح مصر بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية طويلة وشاقة, مما أدي إلي استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل.
ونظرا لعلاقات العمل الممتدة مع الدكتور بطرس بطرس غالي, عندما كان وزيرا للدولة للشئون الخارجية, تم اختيار أبو النجا, بصفتها الدبلوماسية المصرية الوحيدة للعمل معه كمستشار خاص عندما تم انتخابه أمينا عاما للأمم المتحدة عام1992.
وخلال الفترة من 1997 حتي 1999, شغلت فايزة أبو النجا منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية الثنائية, حيث لعبت دورا بارزا في تحسين علاقات التعاون بين مصر والدول الأفريقية, واعترافا بإسهاماتها العديدة لصالح أفريقيا, تم التنويه عنها في كتاب الدكتور/ شارون فريمانحوار مع قيادة نسائية أفريقية قوية: الإلهام, والدافع, والاستراتيجية باعتبارها واحدة من القيادات النسائية الإحدي عشرة الأكثر قوة في أفريقيا.
شغلت فايزة أبو النجا قبل انضمامها إلي مجلس الوزراء في الفترة من 1999 حتي نهاية 2001 منصب مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة في جنيف وكافة المنظمات الدولية في المدينة السويسرية. كما شغلت منصب مندوب مصر الدائم لدي منظمة التجارة العالمية, ومؤتمر نزع السلاح, وهكذا ومرة أخري تصبح أول سيدة في مصر تشغل أي من هذه المناصب. ولعبت أبو النجا من خلال هذه المناصب دورا مؤثرا عبر مشاركتها في العديد من المؤتمرات الدولية المهمة, والتي كان من أهمها المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية في كل من سياتل 1999 والدوحة 2001, ومؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في نيويورك2000, ومؤتمر الأمم المتحدة العاشر للتجارة والتنمية في بانجكوك2000, وفي مؤتمر معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام2000, ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الأنكتاد في بانجكوك.
انتخبت فايزة أبو النجا عام2010 كعضو بمجلس الشعب عن مدينة بورسعيد حيث فازت بأحد المقعدين المخصصين للنساء عن المحافظة.
وزيرة التخطيط والتعاون الدولي
وبعد ثورة 25يناير أدت السيدة فايزة أبو النجا وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمين الدستورية أمام المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة. فقد كانت السيدة فايزة محمد أبو النجا تشغل منصب وزير التعاون الدولي وتم إضافة وزارة التخطيط ضمن مهامها.
استثمارات ومشاريع
وفي الشهور الماضية خرجت الوزيرة الوحيدة في وزارة شرف بعدة تصريحات أهمها إقامة أكبر ميناء في العالم في منطقة الملاحات بالإسكندرية حيث قال الدكتور خالد العطية, وزير التعاون الدولي القطري إن اجتماعات اللجنة الوزارية المصرية – القطرية برئاسة فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي أسفرت عن اتفاق للمشاركة في استثمارات منطقة شرق بورسعيد, وتقدر الاستثمارات المبدئية بحوالي 9مليارات دولار ومن المتوقع أن توفر مليون فرصة عمل وأبدي استعداد الحكومة القطرية لإقامة أكبر ميناء في العالم في منطقة الملاحات بالإسكندرية والذي سوف يوفر 200ألف فرصة عمل.
وصرحت أبو النجا إن الجانب القطري رحب بالمشاركة في مشروع الإسكان منخفض التكاليف, والذي يهدف إلي بناء مليون وحدة سكنية غضون 5سنوات بمعدل200ألف وحدة سنويا في مختلف محافظات مصر.
تصريحات محافظ مصر في البنك الدولي وصندوق النقد
وفي تصريح قوي لم نشهده من قبل خرجت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ومحافظ مصر في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي فايزة أبو النجا تؤكد أن مصر لا تخضع لأي إملاءات من صندوق النقد أو البنك الدوليين. سواء كان في عهد النظام السابق أو في النظام الحالي, وقالت :إن مصر لا تستمع إلا لصوت مصلحتها فقط أولا وأخيرا, وأن مساعدات الدول الصديقة لا تخضع لشروط تمس بسيادة مصر.
وفي نفس السياق قدمت الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي, احتجاجا رسميا للسفارة الأمريكية في القاهرة بسبب ما وصفته بـانتهاك الوكالة للسيادة المصرية بعد قيام الوكالة الأمريكية للتنميةUSAID بعمل حلقات شرح جماهيرية لإجراءات التقدم بطلب للحصول علي المعونة. وكشفت عن أن الحكومة المصرية قلقة من تصرفات جهاز المعونة الأمريكية وأن تصرفاته تمس السيادة المصرية.
وأوضحت لصحيفة وول ستريت جورنال, أن تجاوز الحكومة المصرية في تقديم منح الوكالة الأمريكية يتناقض مع بنود اتفاقية المعونة الأمريكية الموقعة مع واشنطن عام1978 حيث قالت صحيفة وال ستريت جورنال الأمريكية في تحقيق لها, أن المسئولين المصريين يرفضون أي تمويل أمريكي لعمليات التحول الديموقراطي في مصر وأن تكون المعونات الأمريكية مشروطة بأي شروط.
وذكرت الجريدة علي لسان د.فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي والتخطيط قولها إن مصر لا تحتاج في هذه المرحلة لأي شخص يقول لها ماهو الصالح وغير الصالح الذي يجب أن تفعله مصر أو تفرض علينا ما تريده.
وانتقدت الوزيرة قيام جهاز المعونة الأمريكية بالقاهرة بتوجيه المعونات إلي جهات بعينها دون التنسيق مع الحكومة المصرية, وقالت الوزيرة إن الحكومة المصرية لم تخبر بأي إعادة هيكلة للمعونات الاقتصادية وما المبالغ التي ستقتطع.
وقالت الصحيفة, إن هذا الموقف من المسئولين المصريين تسبب في قلق عميق لدي المسئولين الأمريكيين.