فكرة المشروع
اتفق كل من الدكتورة نجوي علي صبري مديرة وحدة البحوث الصيدلانية بجامعة عين شمس والدكتور أسامة حسين مدرس الصيدلة الإكلينيكية بجامعة القاهرة علي أن عمل الصيدلي الإكلينيكي عمل فعال لايقتصر علي مجرد الوقوف في الصيدلية بل يتجاوز ذلك إلي العمل في المستشفيات والعيادات الخاصة حيث يتركز عمله في متابعه علاج المرضي وتاريخ المرض بالإضافة إلي الاكتشاف المبكر للأعراض الجانبية للأدوية التي يتناولها المريض مثل الحساسية بجانب مساعدة الطبيب في اختيار الدواء المناسب وضبط جرعاته العلاجية وتنبيه الحوامل والمرضعات بخطورة بعض الأدوية عليهن فهذا التخصص من الصيادلة علي دراية كاملة بعلم الأمراض والأنسجة والتشريح والتركيب الكيميائي للأدوية نظرا لما تم تدريسه لهم في الكلية مع التدريب العملي في المستشفيات الجامعية بالتالي فإن الصيدلي الأكلينيكي قادر علي توفير الوقت والجهد والمال والأمان للمرضي فهناك كثير من الأدوية تسببت في الفشل الكلوي والقصور في وظائف الكبد وغيرها حتي أنها أدت إلي الوفاة في بعض الأحيان نتيجة الخطأ في تعاطي الجرعات أو التفاعل الكيميائي في الدواء أدي إلي أعراض جانبية خطيرة علي حياة المريض بالرغم من ذلك بقي هذا القسم الذي أنشيء منذ عام 1997 بلا أدني اهتمام حتي شهد عام 2000 تخريج أول دفعة لكن بقيت المشكلة قائمة في كيفية التطبيق العملي لهذا العلم.
المشكلات عديدة
أكدت الدكتورة عزة منسي مديرة وحدة الصيدلة الإكلينيكية بمستشفي عين شمس أن المشكلة هي سوء فهم الأطباء لدور الصيدلي الإكلينيكي فهم يعتقدون أنه سيأخذ مكانهم في العمل كما أنه لاتوجد الإمكانات العلمية من طاقم تدريس وأجهزة علمية لتخريج كوادر في هذا المجال بجانب أنه لايوجد دعم مادي من وزارة الصحة فلا يتمتع الصيدلي الإكلينيكي بأي حقوق وظيفية سواء في الجامعة أو الحياة العملية حيث يرفض الطبيب البشري المعالج الاستعانة بالصيدلي الإكلينيكي لمعرفة الآثار الجانبية للأدوية بالإضافة إلي أن الصيادلة الإكلينيكيين أنفسهم في احتياج إلي إرسالهم في بعثات للخارج بغرض الحصول علي خبرات في هذا المجال خاصة أنه لاتوجد هيئة تدريس في الأصل لتخريج مثل تلك الكوادر الحاملة للدكتوراة فبالرغم من تطبيقها في السعودية منذ 20 عاما إلا أن مصر ليس بها ولادكتور واحد صيدلي حامل للدكتوراة في هذا التخصص .
أضافت أن الصيدلة الأكلينيكية طبقت لأول مرة في أمريكا عام 1950 ثم توالي تطبيقها في دول عدة مثل كندا,إنجلترا,فرنسا,السعودية,والإمارات .ثم في مصر وتم تخريج أول دفعة لهذا التخصص عام 2000 ولم تعمل إلي الآن رغم أن الناس يعرفون أهمية عمل الصيدلي بالإضافة إلي إلزام وزارة الصحة بتواجد الصيادلة الإكلينيكيين في المستشفيات الجامعية والخاصة والعيادات ومعاقبة من يخالف ذلك باللوائح والقوانين.
تطوير المناهج
أوضحت الدكتورة عصمت منصور,رئيسة قطاع الرعاية الصحية بوزارة الصحة أ نه لابد من تطوير المناهج بكليات الصيدلة لتتيح للخريجين الجدد القدرة علي مساعدة المريض والطبيب مع ضرورة إنشاء أقسام متخصصة للصيدلة الإكلينيكية بجميع كليات الصيدلة اعتمادا علي المناهج الموجودة في أوربا وأمريكون بالإضافة إلي ضرورة إعداد دورات متخصصة للصيادلة القدامي لتعريفهم بما هو جديد في هذا المجال فالصيدلي العادي قد لايملك خبرة الصيدلي الإكلينيكي الذي يراعي الجرعات والآثار الجانبية للأدوية محذرين المرضي من خطورتها ففي ظل التكنولوجيا والكمبيوتر يتاح للصيادلة تسجيل ومتابعة تواريخ المرض وجرعات الأدوية والخطورة تكمن في تعود بعض الصيادلة علي أنهم بائعون في محل فالبيع الكثير يعني المكسب وقد ينسي أحدهم أنه بجرعة واحدة لتشخيص دواء ما قد يؤدي إلي فقد شخص بريء حياته والسبب أنه وثق بكلماته وتشخيصه!!