غزة هي شريط قاحل علي الحافة الجنوبية الشرقية للبحر المتوسط,تحد القطاع إسرائيل من الشمال والشرق وسيناء من الجنوب,وقطاع غزة منطقة مأهولة بالسكان حيث يبلغ عدد السكان الذين يقطنونها حوالي1.5مليون فلسطيني,خضعت تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي في حرب1967.
أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن أسف مصر لفشل مجلس الأمن في اعتماد بيان رئاسي حول الأوضاع في قطاع غزة,وأن العناصر الأساسية للرؤية المصرية للوضع الحالي ترتكز علي تحمل إسرائيل المسئولية القانونية الأساسية وكذلك المسئولية الإنسانية,وأن الاحتضان المصري للإخوة الفلسطين جاء تقديرا لصعوبة ما يمرون به من واقع مرير.
حول هذه الأزمة في قطاع غزة والتدهور الذي انتاب هذا القطاع,كان لنا هذا الحوار مع السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق ومدير تحرير مجلة الدبلوماسي بوزارة الخارجية.
*في البداية نود أن نتعرف علي الأسباب التي جعلت إسرائيل تقيم حصارا علي قطاع غزة بفلسطين؟والنتائج المترتبة علي هذا الحصار؟
**بدأ الحصار علي القطاع بعد منتصف شهر يونية الماضي,عندما استولت حركة حماس علي كافة الأجهزة الأمنية والحكومية في قطاع غزة,واعتبرت إسرائيل حماس منظمة إرهابية ومن هنا رفضت التعامل معها بصفة رسمية كما تري إسرائيل أن حماس بإطلاقها صواريخ من غزة علي مدينة سيدروت الإسرائيلية تنفذ عمليات إرهابية لذلك قامت بعمليات فرض الحصار من منطلق الدفاع عن النفس,واعتبرت غزة منطقة معادية.
قطاع غزة يعتمد في اقتصاده علي المنتجات الزراعية وبعض المنتجات الصناعية التي تقوم من جانبها بتصدير كميات منها خارج فلسطين سواء لإسرائيل أو للدول الأوربية وتستفيد من العائد في استيراد مستلزمات مواد الإنتاج سواء لقطاع إلي البناء أو لمدخلات الصناعة,وبالتالي أدي الحصار-والذي بدأ من أكثر من سبعة شهور-إلي انخفاض معدل الشاحنات المحملة بالبضائع للقطاع وأيضا إلي فساد كم كبير من المواد الغذائية والمنتجات الزراعية بسبب انقطاع التيار الكهربائي,الأمر الذي نتج عنه أيضا ارتفاع نسبة البطالة والتي وصلت نسبتها أكثر من 60%من إجمالي عدد العاملين في قطاع غزة وفي بعض القطاعات أكثر من70% وذلك بسبب إغلاق العديد من المصانع وطرح الإنتاج داخل الأسواق المحلية الذي قلل من دخول العملة الأجنبية التي تساعد في الاستيراد وكل ذلك أدي إلي التأثير السلبي علي الاقتصاد الفلسطيني وتدهور أحوال أبناء القطاع.
*ماذا عن كيفية حماية الحدود المصرية لتلافي حدوث هذه الأزمة مرة أخري؟
**بحثت مصر في بداية الأزمة وانقطاع التيار الكهربائي عن القطاع ,كيفية إمداد القطاع بالكهرباء,ولكن لمشاكل أمنية أدت إلي حدوث انقطاعات وتوقف أعمال المحطة وأصبح القطاع يعاني من ظلام دامس وبالتالي أدت الأوضاع التي يعاني منها سكان غزة إلي الانفجار البشري وبالتالي كان من الضروري أن تقوم مصر بهذا الدور وهو فتح المعابر أمام الشعب الفلسطيني. وكما قال الرئيس حسني مبارك إننا لا نسمح بتجويع أبناء الشعب الفلسطيني,لذلك تم فتح المعابر حتي يستطيع سكان غزة من قضاء وشراء جميع مستلزمات الحياة,ولكن لا يمكن أن يستمر الوضع بهذا الشكل فكل دولة لها حدودها الخاصة بها,وقضية المعابر تخص الأمن المصري,ونحن لا نمانع في مساعدة الشعب الفلسطيني ولكن في إطار خطة منظمة وتمت إشراف قانوني,حتي لا يتسني لبعض العناصر المغرضة القيام بأعمال غير محسوبة,فهذا الوضع الاستثنائي وغير العادي والذي تم معالجته سواء علي مستوي منظمات المجتمع المدني في مصر عن طريق الهلال الأحمر المصري أو علي المستوي الحكومي ومن الصعوبة أن يتكرر مرة أخري.ويبلغ عدد المتبقين من الفلسطينين الآن حوالي20ألف مواطن,وجار حاليا محاولة إقناعهم لعودتهم إلي أراضي الوطن بالإضافة إلي رغبة2000 مواطن فلسطيني السفر إلي خارج البلاد وبالنسبة لمعبر رفح فمصر تقوم حاليا بإجراء تنظيم عملية ضبط الحدود مع الأطراف المعنية ومنها الاتحاد الأوربي وإعادة الوضع علي الحدود إلي الشكل المقبول ولإعادة العمل باتفاق المعابر الذي ينظم عملها بما في ذلك معبر رفح,وبما يحقق رفع الحصار عن القطاع,وأيضا تأمين الحدود بعد كاف من القوات المصرية بالشكل الذي يضمن ويساعد علي حماية الحدود.
*كيف يمكن تجاوز هذه الأزمة؟
**يتم ذلك عن طريق توصيل القنوات بين الحكومة الفلسطينية وحركة حماس وأن يتفهم كل طرف منهما أبعاد الصراع حيث إنهما يخضعان لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي ولا يملك أحدهما السلطة,لذلك لابد من الاتفاق بينهما علي تحرير أنفسها في البداية وإقامة دولة فلسطينية حرة,وبعد ذلك يأتي حل الإشكالات الداخلية التي لا مكان لها في ظل الظروف الراهنة والتي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني وليس السلطة,وضرورة قيام حماس بالتراجع عن الانقلاب التي نفذيه وسيطرت من خلاله علي القطاع.
*ما تقيمك للدور العربي في ظل الوضع الراهن؟
**الدور العربي غير كاف وليس علي المستوي المطلوب فلا توجد الوسائل والآليات التي تجعل المبادرة العربية ذات قيمة وموضعا للتنفيذ,لذلك لابد من ممارسة الضغوط علي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية من جانب الدول العربية بطريقة أو بأخري وذلك لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات أوسلو وأخيرا ما قره مؤتمر أنا بوليس,فالدول العربية فقدت قدرتها علي الضغط سواء علي الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل للالتزام بهذه الاتفاقيات الدولية.
أما عن الدور المصري فالقضية الفلسطينية مرتبطة بالأمن القومي منذ قديم الزمان,فمصر في مقدمة الدول المسئولة عن المساهمة في حل القضية ولا تستطيع أن تتخلي عن دورها المميز والفعال في مساندة الشعب الفلسطين.