من الأبواب التي ظلت ثابتة في صفحة من دفتر أحوال الوطن خلال فترة التسعينيات باب غدا تشرق الشمس يقدمه أسبوعيا الدكتور ميلاد حنا. تناول من خلاله كثيرا من الموضوعات الشائكة التي تهم المجتمع المصري بصفة عامة والقبطي بصفة خاصة.. نذكر منها الموضوعات التالية: سنكسار عبدالنور, الخيط الرفيع بين التدين والتعصب, ذكريات سبتمبرية, المحليات, حتي البرلمان, اعتذار… استوقفني من هذه المقالات الثرية مقالا قدمه الدكتور ميلاد حنا يوم 9 أكتوبر عام 1992, حيث أحدث ضجة شعبية ووطنية ضخمة علقت عليها جميع الصحف والجرائد القومية والمستقلة في ذلك الوقت, وكان بعنوان: في التاسع من أكتوبر. رصد من خلاله يوما تاريخيا كان بالفعل تعبيرا عن عبور مصر من السلبية إلي الحركة. حيث عقدت اللجنة المصرية للوحدة الوطنية في هذا اليوم الاجتماع التاريخي الشعبي في قلب القاهرة, وحضره آلاف مؤلفة التفت جميعها حول شعار المرحلة المقبلة, هو إن مصر لكل المصريين. أما نجما الاحتفال فبلاشك كانا رمز السماحة والحب قداسة البابا وفضيلة المفتي. أعقب كلماتهما معا عرضا فنيا للفنان الشعبي علي الحجار الذي أبدع في غناء تحفة سيد درويش: أنا المصري كريم العنصرين, ثم جال كل من حمدي غيث وعبدالله غيث ولطفي لبيب ونبيل الحلفاوي يرددوا شعار أحمد شوقي وعبدالمعطي حجازي وغيرهما من كبار الشعراء. اخترنا بعض الأبيات من شعر بيرم التونسي:
نزل هنا عمرو وهبط
بيننا وبينكم ياقبط
عهود وداد مستحيلة
قرآن محمد قال لنا
عيسي المسيح روح ربنا
والست مريم ستنا
تنزل في أكبر منزلة
أبويا ناسب بسخرون
واسم خالي جاورجيوس
وجد أمي فلتاؤس
وأنا اسمي طه أبوالعلا
ومن زجل صلاح جاهين جاءت الأبيات التالية:
عرب مسلمين ونصاري بيلفهم علم
كما التفت الهلالات بالصلبان
عرب مسلمين ونصاري وحدة ماتنقسم
ولو تتقسم شمس النهار نصفيه
كفي من أمور فرق تسد يا عدونا
كفي دس يا حرباية يا لوان
أنا الشعب مارجرجس مع الخضر في جسد
بالروح ضارب قيده يا شيطان