في اليوم الثالث من شهر كيهك عيد دخول العذراء طفلة إلي الهيكل بعد أن أتمت مدة الرضاعة وهي ثلاث سنوات,وهذا هو الترتيب الذي ننادي به لبناتنا ولسيداتنا أن الطفل ينبغي أن يرضع من صدر أمه ثلاث سنوات.
فموسي النبي أرضعته أمه ثلاث سنوات,وصموئيل النبي أرضعته أمه ثلاث سنوات وها هي العذراء مريم أرضعتها أمها ثلاث سنوات.وهذا ما نص عليه الكتاب المقدس في سفر المكابيين الثاني الأصحاح السابع تقول الأم لابنهاارحمني أنا التي حملتك في بطنها تسعة أشهر وأرضعتك ثلاث سنوات.ووجدنا وثائق ونصائححتبفي مصر القديمة أيضا تؤكد هذا المعني,وأن الأم ينبغي أن ترضع طفلها من صدرها ثلاث سنواتأعرف يا ابني قدر أمك أنها حملت أوساخك وكان فمك في ثدييها ثلاث سنوات,تقول هذا الكلام توكيدا لهذه المسألة التي ينبغي أن نلح عليها دائما,أن الطفل ينبغي أن يرضع من صدر أمه ثلاث سنوات.وهذا حق طبيعي لأن لبن الأم ليس له نظير أبدا,إنه غذاء ودواء للطفل,فلبن الأم كما يقولون الآن فيه مناعة لا توجد في لبن آخر,ودرجة الدفء فيه لا توجد لها مثيل في لبن آخر.ثم أنه يتمشي مع سن الطفل,حين يكون الطفل صغيرا جدا يكون اللبن خفيفا علي قدر ما تحتمله قدرته وصحته,وكلما نما الطفل يزداد لبن الأم تركيزا من الناحية الغذائية,واتضح أيضا أن لبن الأم يجعل الطفل أكثر ذكاء من أي لبن آخر,إلي جانب أن عملية الرضاعة من صدر الأم تنفع الأم نفسها,فأولا عملية سحب اللبن من صدرها بهذه الصورة التي يقوم بها الطفل,تكون بمثابة مساج أو تدليك لأجهزة المرأة,فتعود إلي وضعها الطبيعي.الأمر الثاني أن الأم التي ترضع طفلها من صدرها تنجو من مرض السرطان,لأن احتجاز اللبن الذي يتكون طبيعيا مهما أنكرت المرأة اجتجازه يسبب مرض السرطان بصدرها,بالضبط كالبول إذا لم ينزل يحدث بولينا,والبراز إذا لم ينزل يحدث تسمما,وهذا ما نسميه وظيفة الإخراج في الجسم,فاللبن إذا لم يأخذه الطفل وهذا حقه الطبيعي,وهو غذاء ودواء فإنه يضر المرأة نفسها,لأنه يسبب لها سرطانا وهذه حقيقة أصبحت مقررة.
فالعذراء مريم رضعت من أمها ثلاث سنوات,وبعد ذلك قدمتها إلي الهيكل كنذيرة,لأنها نذرت لله نذرا بعد فترة عقم طويلة,وهذه مسألة لها حكمتها عند الله,لأنه كان لابد أن العذراء تولد في وقت معين,لأن تدبير العناية الإلهية أن التجسد له زمنلما حل ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموسلما حان ملء الزمان.لما كمل الزمان,فتدبير العناية الإلهية اقتضي أن التجسد يأتي في وقت معين,لذلك كان لابد أن مريم تأتي في الوقت المناسب,لو كان الله استجاب لصلوات أمها حنة وأبيها يواقيم بعد الزواج مباشرة كان الجنين لايكون هو مريم.إنما لابد أن مريم تولد في وقت معين مناسب سابق لعمل التجسد الإلهي,لذلك شاء الله أن يتأخر عن إجابة يواقيم وحنة إلي هذا الوقت بالذات,بعد سنوات طويلة من العقم,وكانت حنة تصلي وتبكي بدموع وتطلب من الله أن يرفع عنها هذا العار,لأن المرأة إذا لم تلد أو تنجب فإنها تحسب نفسها عقيما,وتحسب نفسها أنها غير مثمرة وأنه لافائدة منها.فكانت هذه دائما مرارة المرأة كانت ولازالت,لكن كل امرأة تلد هذا يرفع رأسها أمام زوجها وأمام أهلها وأمام الناس جميعا,أو كما قالت أليصابات عندما بشرت بيوحنا المعمداننزع عاري من بين الناسفكان هذا عارا.
فحنة كانت تصلي وتطلب بحرارة أمام الله أن يعطيها نسلا,وكذلك يواقيم حتي أنه بعد فترة طويلة من العقم نذر صوما أربعين يوما,ذهب يواقيم إلي الصحراء في خلوة تامة وصام أربعين يوما,ظهر له بعدها الملاك جبرائيل وهو دائما الملاك المبشر,وبشره بأن حنة زوجته ستحبل وتلد ابنة,عن طريقها يكون خلاص العالم,ففرح فرحا عظيما لا يعبر عنه,لأن هذه ليست ابنة عادية ولكن ستكون خادمة لسر التجسد,وعن طريقها يتم خلاص العالم بميلاد المسيح منها.كذلك في نفس الوقت كانت حنة في البيت تصلي وظهر لها الملاك جبرائيل وبشرها بأنها ستحبل وتلد ابنة يكون عن طريقها خلاص العالم,فلما رجع يواقيم إلي البيت وأخبر حنة,فرحت وسمع أيضا من زوجته أن الملاك بشرها, فكانت الفرحة أعظم وأعظم حيث اجتمع الاثنان علي هذه الرؤيا, رؤية الملاك جبرائيل قوة الله وجبار الله,بشرهما الاثنين معا بهذا النبأ العظيم,ليست هذه ابنة عادية وإنما ابنة يكون عن طريقها خلاص العالم,واسمها يبقي مدي الأجيال وإلي الأبد.
وهكذا شاء الله أن تنال مريم هذه الكرامة وبر الله بوعده,وحبلت حنة وأنجبت هذه الابنة وأرضعتها ثلاث سنوات,وبعد ذلك كان عليها أن تبر بنذرها وتحمل طفلتها إلي رواق النذيرين بالهيكل,لأن الهيكل به القدس الذي يدخل فيه الكهنة للتبخير وللصلاة وأيضا قدس الأقداس الذي يدخل إليه رئيس الكهنة مرة في السنة,لكن بالنسبة لأماكن الإقامة للكهنة وغيرهم كان هناك عدد من الأروقة أحدها رواق لرجال وكان يسمي رواق إسرائيل,يقف فيه الرجال للصلاة,ثم رواق للنساء تقف فيه النساء للصلاة.
والرواق الثالث هو رواق الكهنة,لأن الكهنة كانوا 24فرقة,وكل فرقة من الكهنة عليها الخدمة لمدة15 يوما في السنة,فكان الكهنة يقيمون هذه المدة وينامون ويستريحون ويأكلون في رواق اسمه رواق الكهنة.
أما الرواق الرابع كان اسمه رواق الأمم وهم الناس الذين من غير اليهود وليسوا من جنسهم,ولكن يميلون للعبادة اليهودية فخصصوا لهم مكانا سموه رواق الأمم.
هذه الأروقة الأربعة التي في الدار الخارجية وهي خارج القدس وقدس الأقداس.
بالنسبة للأطفال النذيرين,الأولاد والبنات الصغار لأنهم يقيمون إقامة دائمة سنوات ,فخصصوا لهم مكانا اسمه رواق النذيرين,مثل صموئيل وكانوا عشرات بل مئات الأطفال الأولاد والبنات الصغار كانوا يقيموا إقامة دائمة.
فالعذراء مريم وهي طفلة بعد الثالثة من عمرها,أقامت في بيت النذيرين,كانت أمها وأبوها يحضران في المناسبات ويلتقيان بها ويقدمان لها ما يلزمها ويحضران لها الكسوة أو طلباتها واحتياجاتها واستمرت مريم في الهيكل حتي سن12 سنة.
والعذراء مريم لها في كنيستنا سبعة أعياد:
1-7مسري عيد البشارة بميلادها.
2-أول يشنس عيد ميلاد العذراء مريم.
3-3كيهك عيد دخول العذراء مريم طفلة إلي الهيكل.في السنة الثالثة من عمرها,لأن الرب يواقيم والأم حنة كانا عقيمين,فنذرا أمام الله نذرا أنه إذا أعطاهما الله نسلا ولدا أو بنتا يهبان الطفل نذيرا في الهيكل,فلما أعطي الله هذه العطية المباركة مريم,ففي الثالثة من عمرها قدمها أبوها وأمها للهيكل نذيرة.
4- العيد الرابع24بشنس حينما دخلت العائلة المقدسة إلي بلدنا مصر,وتباركت مصر بدخول العائلة المقدسة التي أقامت فيها ثلاث سنين ونصف,وبمدة الذهاب والإياب تصير أربع سنوات.
5-العيد الخامس عيد نياحة العذراء مريم ونحتفل به في21طوبة,وهذا هو اليوم الذي فيه نزل المسيح له المجد بنفسه وتسلم روحها,وهو جالس علي الكاروبيم ومعه الملائكة,وحضر هذا اليوم الآباء الرسل ومعهم عذاري جبل الزيتون.
6-العيد السادس عيد العذراء حالة الحديد,ويقع في21بؤونة ويقابل28يونية في الوقت الحاضر,وفي دير المحرق يحتفل أسبوع كامل من يوم20-28 يونية بهذا العيد,لأنه بينما كانت العذراء مريم تحت اضطهاد شديد من اليهود,وفي يوم من الأيام أرادوا أن يحرقوها حية,فاختطفت بالسحب وذهبت إلي مدينة كان القديس متياس الرسول يكرز فيها,ولكن سجنه الملك وظل مسجونا,حتي ذهبت العذراء إلي هذه المدينة,وصلت صلاة فكانت صلاتها ذات فاعلية,وهذه هي الصلاة التي تسمي حالة الحديد,لأنه نتيجة هذه الصلاة ذاب الحديد المربوط به متياس الرسول في السجن وكذلك المربوط به جميع المسجونين,وكذلك الأبواب وجميع المصنوعات المعدنية والحديدية في المدينة,فآمن ملك البلاد بالمسيح وأيضا أهل المدينة,وصار في تقليد الكنيسة المسيحية أن في هذا اليوم تدشن الكنائس الجديدة.
7- العيد السابع هو عيد صعود جسد العذراء إلي السماء محمولا علي أجنحة الملائكة,,وهذا هو الذي نحتفل به في يوم16 مسري وهو نهاية صوم العذراء مريم.علي الرغم من أن نياحة العذراء مريم في21طوبة وجسدها أصعد إلي السماء علي أجنحة الملائكة في اليوم الثالث لوفاتها,أي 24طوبة فإن الكنيسة تحتفل بعيد صعود جسدها إلي السماء محمولا علي أجنحة الملائكة يوم16مسري,لأنه الآباء الرسل لم يروها وهي صاعدة علي أجنحة الملائكة,ولكن عندما أعلمهم توما بذلك,فصلي الرسل والتلاميذ وصاموا خمسة عشر يوما,طالبين أن يروا صعود جسد العذراء,وبالفعل أكرمهم الله بأن يروا صعود جسدها بعد فترة هذا الصيام.
هذه هي السبعة أعياد التي نحتفل فيها بأعياد وهناك عيد آخر أضيف.
8- في24برمهات عيد ظهور العذراء مريم في الزيتون الذي وقع في2أبريل سنة1968م والموافق 24برمهات وأمر البابا كيرلس بأن يضاف هذا العيد إلي السنكسار,وكتب عنه في السنكسار.