بدأت عادة تكريم الأمهات فيما مضي منذ آلاف السنين,مع بداية نسج الأساطير بأن هناك إلها وإلهة قاما بتحريك قرص الشمس في السماء,وجعلا النجوم تتلألأ ليلا.
من أول الأساطير المعروف حكايتها والتي تم تناقلها بخصوص هذا اليوم,تلك الأسطورة التي قصها فريجيا بآسيا الصغري.حيث كانوا يعتقدون أن أهم إلهة لهم هي سيبيل ابنة السماء والأرض…وكانت أما لكل الآلهة الأخري,وفي كل عام يقوم شعب فريجيا بتكريمها ويعد هذا أول احتفال حقيقي لتكريم الأم.
وبالمثل أيضا الرومانيون,كانت لهم أم لكل الآلهة تسمي ماجنا ماتر أو الأم العظيمة وكان الاحتفال بها يوم15مارس من كل عام وتستمر هذه الاحتفالية لمدة ثلاثة أيام,وكان يطلق عليها مهرجان هيلاريا حيث تجلب الهدايا وتوضع في المعبد حتي تبعث السرور علي نفس أمهم المقدسة.
أحد الأمهات:
وبمجئ المسيحية أصبح الاحتفال يقام علي شرفالكنيسة الأم في الأحد الرابع ويقوم كل فرد بشراء وتقديم الهدايا لكنيسته التي تم تعميده فيها.
وبدأ في العصور الوسطي شكل آخر من الاحتفال ارتبط بالعديد من الأطفال الذين يغيبون عن أسرهم للعمل وكسب قوت يومهم وكان من غير المسموح لهم بأخذ إجازات إلا مرة واحدة في العام وهو الأحد الرابع من الصوم الكبير,يعود فيه الأبناء إلي منازلهم لرؤية أمهاتهم وكان يطلق عليه أحد الأمهات,وعندما غزا المستعمرون أمريكا لم يكن هناك وقت للاحتفال بالعديد من المناسبات لذلك تم التوقف عن الاحتفال بأحد الأمهاتفي عام1872.
العيد القومي للأمومة:
كانت العودة للاحتفالات مرة أخري علي يد آنا جارفيس التي ولدت في عام 1864 وعاشت في جرافتون غربي ولاية فيرجينيا خلال فترة شبابها,وكانت تبلغ من العمر عاما واحدا عند انتهاء الحرب الأهلية إلا أنه كان يوجد كره كبير بين العائلات وبعضها في غربي فيرجينيا,وكانت تسمع دائما أمها تردد العبارة التالية:في وقت ما,وفي مكان ما,سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم وماذا برغبتها هذه تترجم في أنه إذا قامت كل أسرة من هذه الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهي النزاع والكره الذي يملأ القلوب.
وعندما توفيت والدةآنا أقسمت لنفسها أنها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة أمها ويجعلها حقيقة,وبناء علي طلبها قام المسئول عن ولاية فيرجينيا بإصدار أوامره بإقامة احتفال لعيد الأم يوم 12مايو عام1907,وهذا هو أول احتفال لعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية.
واستمرت في كتابة الخطابات التي تنادي فيها بأن يصبح هذا العيد عيدا قوميا بكل ولايات أمريكا ويكون في الأحد الثاني من مايو,وبحلول عام1909 أصبحت كل ولاية تقريبا تحتفل بهذه المناسبة إلي أن قام الرئيس ويلسون في 9مايو 1914 بتوقيع إعلان للاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من مايو في جميع الولايات.
هتلر يشجع الأمومة:
وهناك قصة أخري عن بداية هذا الاحتفال في ألمانيا,حيث روجت الشائعات أنهتلر النازي هو أول من نادي بالاحتفال بعيد الأم ليكون هو نفس اليوم الذي يحتفل فيه بعيد ميلاد والدته,وقد تم استغلال هذه المناسبة بعد ذلك لتشجيع السيدات الصغار علي إنجاب أطفال كثير من أجل الاحتفال بهذه المناسبة!!
وتختلف العادات
ويختلف تاريخ الاحتفال من دولة لأخري كما تختلف العادات المتبعة للاحتفال به,فالهند تحتفل أوائل شهر أكتوبر بأهم إلهة هندوسية وتسمي درجا بوجا ويستمر الاحتفال لمدة عشرة أيام ويمثلونها علي أنها طويلة للغاية ولها عشر أذرع وتحمل في كل ذراع سلاح لكي تدمر الشر.
أما في البرتغال وإسبانيا فعيد الأم يوم 8ديسمبر ويرتبط الاحتفال بالكنيسة لكي ينصب علي تكريم السيدة العذراءمريم أم المسيح كما أنه يوم للاحتفال بالأمهات بوجه عام.
في السويد آخر أحد في مايو إجازة ويطلق عليه إجازة العائلة,وقبل فترة قصيرة من الاحتفال بهذا اليوم كان الصليب الأحمر السويدي يقوم ببيع زهور بلاستيكية صغيرة ويتم الاستعانة بهذه الأموال لإعطاء إجازات للأمهات التي لهن أطفال كثيرة.
يقام الأحد الثاني من مايو في هذا اليوم معرضا للصور يرسمها أطفال اليابان بين أعمار 6-14 ويعرف هذا المعرض باسمأمي ليشارك بدوره في معرض أخر يسميبالمعرض الجوال وهذا المعرض يقام كل أربع سنوات,وكما يتضح من اسمه يتجول في العديد من الدول المختلفة وبتفحص الصور يتم معرفة الحياة التي يحياها البنون والبنات تحت رعاية الأمهات في مختلف بلدان العالم.
وفي إثيوبيا لا يوجد يوم محدد للاحتفال بالأم ويرتبط تحديد اليوم بانتهاء الموسم الممطر إما في أكتوبر أو نوفمبر,ويأتي البنات والبنون من كل مكان لزيارة والديهم حاملين معهم مكونات اللحم المفري الذي تعده الأمهات.وتدهن الأمهات والبنات أنفسهن بالزبد ويتغنون بالأغنيات الجميلة للاحتفال بالعائلة كما يقوم رؤساء القبائل وأبطالها بالغناء ويستمر من يومين إلي ثلاثة.
أما في يوغوسلافيا ويقوم الآباء أول أحد من بداية شهر ديسمبر بربط أبنائهم في يوم عيد الطفل ولا يطلقون سراحهم حتي يعترفون بطاعتهم للأوامر,وفي الأحد الذي يليه يتم الاحتفال بعيد الأم,ويقوم الأبناء في المقابل بتقييد الأمهات ولا يطلقون سراحهن إلا إذا أعطين لهم الحلوي والهدايا,وفي الأحد الثالث يكون الاحتفال بعيد الأب,ويربط الأبناء أيضا آبائهم في الفراش أو في كرسي ويطلقون سراحهم بعد وعدهم بشراء الملابس أو الأحذية أو أي شئ آخر غالي في الثمن وتكون هي نفسها فيما بعد هدايا الكريسماس.