كبير موظفي البيت الأبيض, وزير الخارجية,ووزير الخزانة…شغل جيمس بيكر معظم الوظائف الكبري في القسم التنفيذي باستثناء الوظيفة الكبري. ولطالما اشتهر بواقعيته في السياسة الخارجية التي ميزت ولاية جورج بوش الأب, أما التاريخ الحديث المشحون بسياسة التدخل فجعل من بيكر حكيما من حكماء الجمهوريين.
أجري محرر نيوزويك آدم بي كوشنر دردشة مع بيكر تناولت الدور الصائب للمثالية في السياسة الخارجية, وكيفية إدارة عملية السلام وكيفية خروج المرء سليما من البيت الأبيض. وهذه مقتطفات من الحوار:
*كوشنر: كيف ينبغي للرئيس أوباما أن يدير عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية؟
**بيكر: يجب أن يشرك حماس فيها, إذ لا يمكن أن يناقش السلام فيما نصف الأطراف السياسيين الفلسطينيين فقط موجود عند الطاولة. أقترح أن يتبع مقاربة كتلك التي لجأنا إليها وأدت إلي عقد مؤتمر مدريد عام .1991 فلأول مرة في التاريخ أقنعنا جيران إسرائيل العرب ــ جميعهم ــ بمفاوضة إسرائيل وجها لوجه.
*كيف؟
** في تلك الفترة, لم يكن بوسعنا لا نحن ولا إسرائيل أن نتحدث مع منظمة التحرير الفلسطينية لأنها, علي غرار حماس, كانت منظمة إرهابية. فأجرينا مفاوضات مع الفلسطينيين من داخل الأراضي التي كنا نحن وإسرائيل نعلم أنها تتلقي أوامرها من ياسر عرفات الموجود في تونس, ولكن كلينا كان يملك القدرة علي النكران, وقد نجح الأمر!
*هل ينبغي لأوباما أن يشرك سوريا؟
**نعم, ولكن في ظل التحذيرات المذكورة في تقرير مجموعة الدراسات حول العراق. إن زواج سوريا بإيران زواج مصلحة, وإذا أكدنا لهم أنهم سيستعيدون الجولان وعلاقات مطبعة مع الولايات المتحدة, فقد نفطمهم عن إيران. مكاتب حماس تقع في وسط دمشقن والسوريون يزعمون أنهم يستطيعون إقناع حماس بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود, إذا نجحوا في ذلك, سنحصل علي كامل الأطراف السياسيين الفلسطينيين, الذين يمكن أن نتفاوض معهم علي اتفاق سلام.
*هل كانت إدارة بوش هذه لينة أكثر من اللزوم مع إسرائيل؟
**ستبقي أمريكا حاضرة إلي جانب إسرائيل, وينبغي أن نكون علي استعداد للدخول في ضمانة أمنية مع إسرائيل, لجعلها تشعر بالارتياح الكافي كي تتفاوض علي السلام, هذا أمر يتعين علي هذه الإدارة الجديدة أن تفعله, ولكن أفضل ما يمكننا فعله هو أن ننم عن حب صارم بطريقة تشجع إسرائيل علي التفاوض, السلام لا يتحقق من تحرك أحادي ينبع من غزة أو أي مكان آخر.
*ألا تطلب إليهم فكرتك حول الحب الصارم أن يخلوا المستوطنات؟
**ينبغي ألا تكون هناك شروط مسبقة للمتابعة من حيث توقف الرؤساء الآخرين, بالتأكيد ينبغي ألا يتم إنشاء مستوطنات أخري, تماما مثلما ينبغي ألا يتم إطلاق مزيد من الصواريخ علي إسرائيل, ينبغي عدم السماح لأي طرف بفرض وقائع علي الأرض تحول دون توفر إمكانية التفاوض.
*منذ أن غـادرت منصبـك رسمـت المثاليـة السياسـات من دول البلقان إلي العراق. ما دورهـا الصحيـح؟
**علي الإنسان أن ياخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية والقيم الوطنية علي حد سواء. هذا مبدأ ضخم, في نظري: لا يمكن الحفاظ علي أية سياسة خارجية لا تتوفر فيها مصلحة وطنية كبيرة لأنه حين تبدأ الجثث بالوصول إلي الديار نفقد دعم الشعب الأمريكي. إن تجولنا في العالم وممارستنا السياسة الخارجية بحسب مبادئ الأم تريزا سيكون أمرا رائعا. ولكن لا نستطيع ذلك! لماذا لم نذهب إلي رواندا خلال فترة الإبادة الجماعية؟ لأننا لم نكن نستــطيع الحفاظ عــلي هـذه السياسة.
*هل سينصب تركيز أوباما علي المصالح أكثر؟
**سمعت ما قالته هيلاري كلنتون عن البراجماتية في جلسات الاستماع الخاصة بتثبيت تعيينها, وكلامها يشجعني. ينبغي ألا تكون ##البراجماتية## كلمة نابية, البراجماتية تعني تحقيق نتائج, ويمكنها أن ترتكز علي المبادئ.
*تمارس كل من روسيا والصين سياسات خارجية قائمة علي المصالح,فكيف السبيل إلي رسم معالم سلوك روسيا عندما لا يكون لك نفوذ عليها؟
**لدينا نفوذ علي روسيا, ولكن الوضع لن يعود أبدا إلي ما كان عليه عندما كنت وزيرا للخارجية: لقد انهارت الشيوعية, وتفكك الاتحاد السوفييتي وكانت السياسة الخارجية الروسية مناقضة تماما للسياسة الخارجية للولايات المتحدة, نحن بحاجة اليوم إلي التعاون مع روسيا حيث أمكننا التعاون, ومن ضمن ذلك تغير المناخ, وقدرات إيران النووية والتبادل التجاري.
ولكن في المجالات التي تتصرف فيها روسيا بما يسيء لمصالحنا الوطنية, نقوم بمواجهتهم! يؤسفني أن أقول إن في حزبي أشخاصا يتحسرون علي افتقارنا اليوم إلي عدو كبير. لقد فزنا في انتخابات كثيرة خلال الحرب الباردة لأننا كنا حزب الدفاع الوطني وما إلي ذلك. يريد بعض الناس إعادة خلق عدو آخر يتجسد بالصين أو روسيا. نحن لن نتفق معهما طوال الوقت, لكن هذين البلدين ليسا عدوين لنا اليوم. ولكن بوسعنا أن نجعلهما عدوين لنا.
*ما الذي يحتاج كبير الموظفين الجديد, رام إيمانويل, إلي معرفته؟
**لقد قلت له: ##أنت تشغل أسوأ وظيفة في الحكومة##. عليه أن يدرك أنه قد يكون ثاني أقوي رجل في واشنطن, لكنه ليس إلا موظف. قلت له: ##إنك تتجول وأنت عرضة للاستهداف من كل الجهات/ ما دمت تدرك أن أحدا لم ينتخبك وأنهم لا يرغبون في رؤيتك أو سماع صوتك كثيرا, فستقوم بعمل جيد##.
*أدرت وزارة الخزانة خلال انهيار عام 1987, فهل تروقك خطط الإنقاذ والتحفيز؟
**نعم هناك ثلاث مسائل. أولا: وفروا أكبر كمية ممكنة من السيولة, ثانيا: نسقوا سياساتنا الاقتصادية مع شركائنا التجاريين الكبار, وثالثا: لا تتسببوا بأي ضرر: لا تحيدوا عن التبادل التجاري الحر ولا ترفعوا الضرائب في فترات الركود.
نيوزويك