أزمة الغذاء العالمية التي برزت خلال عامي2007-2008-هل ستتكرر؟هذا ما يتوقعه ديفيد مالون-رئيس مركز البحوث الكندي للتنمية الدولية والذي أجاب عن السؤال السابق في الندوة التي نظمتها الجامعة الأمريكية هذا الأسبوع,قائلاستعود الأزمة الغذائية العالمية التي احتلت عناوين الأخبار قبل سبعة أشهر.وستؤثر علي جميع طبقات المجتمع,فعلي الرغم من إمكانية التصدي لها من قبل الطبقتين الغنية والمتوسطة فإنها ستعصف بالفقراء,إذ أن 50% من ميزانية الأسرة تذهب إلي مصاريف الطعام,الأمر الذي سيدفع الفقراء إلي تغيير عاداتهم الغذائية واستهلاك طعام أقل تكلفة وأقل قيمة غذائية,وعند زيادة أسعار المواد الغذائية سوف تذهب أكبر نسبة من دخل الأسرة إلي الاستهلاك الغذائي,مما سيكون له أسوأ الأثر علي الاحتياجات الأخري.حذر مالون من أن الزيادة في أسعار المواد الغذائية ستعني عدم توفر المصاريف اللازمة للتعليم الخاص,خاصة في الدول النامية,وبالتالي خروج الأطفال من التعليم بالإضافة إلي تعرض حياة الأطفال للخطر.مشيرا إلي أن الأسباب وراء الزيادة في أسعار المواد الغذائية ترجع للتغيرات في أسعار البورصة والنمو المستمر في الإنتاج الزراعي وتغير المناخ والمضاربات المالية الجديدة,وأضاف أن الزيادة في أسعار المواد الغذائية دائما ما تتزامن مع الزيادة في أسعار النفط التي تتأثر بالصراعات في المناطق الساخنة من العالم,تلك المناطق التي تتأثر بنقص الغذاء أكثر من غيرها مثل العراق وغزة ودارفور ثم أردف مالون قائلا:البترول أهم مدخلات الإنتاج الزراعي لذلك عندما يزيد سعر الوقود ترتفع أسعار المواد الغذائية أيضا كذلك المياه أيضا من أهم مدخلات الإنتاج الزراعي لذلك فتدهور البيئة أحد أسباب الأزمة الغذائية العالمية لأن الزراعة المستخدم الرئيسي للمياه وفي الوقت نفسه من أكثر الأنشطة إساءة لاستخدام المياه علي الصعيد الدولي.ومصر أمامها الكثير من العمل لترشيد استهلاك المياه في مجال الزراعة.وكيفية إعادة تدوير المياه وكيفية استخدامها بطريقة أكثر عقلانية.
علي الرغم من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية سبب هلعا بين المواطنين في مصر,إلا أن مالون يعتقد أن مصر قامت بعمل جيد في زيادة النشاط الزراعي.إذ علق في هذا الصدد:أنا متفائل بالنسبة لمصر.لقد قامت بدور كبير في زيادة النشاط الزراعي علي مدي السنوات الثلاثين الماضية.,لكن بسبب النمو السكاني والفقر الشديد ,يجب تحسين الأداء الزراعي أكثر.خاصة أن إمدادات المياه واستخدامها ليست مثالية,لذلك فإن استصلاح المزيد من الأراضي لأغراض زراعية يتطلب سياسة عامة أفضل.
الجدير بالذكر أن مالون شغل منصب مساعد وزير الخارجية والتجارة الدولية الكندي ورئيس أكاديمية السلام الدولي وسفير ونائب الممثل الدائم لكندا بالأمم المتحدة والذي ترأس مفاوضات لجنة الأمم المتحدة الخاصة بعمليات حفظ السلاملجنة 34ومشاورات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في قضايا حفظ السلام.