“التغيير” مصطلح لم يعد شعاراً يتشدق به الشعب المصرى منذ 25 يناير الماضى… بل ضرورة يفرضها واقع المجتمع المصرى والظرف التاريخى الفارق الذى تعيشه البلاد اليوم… أيضاً فإن الديموقراطية… الحرية… العدالة الاجتماعية… مدنية… مدنية… مصطلحات تتردد دائماً منذ 25 يناير الماضى وتحمل فى طياتها مطالب شعب عاش زمناً هذا مقداره يعانى الظلم والقمع… ظلام العقول والقلوب… الحلقة الفرغة (الفقر والجهل والمرض)… وغيرها من أمراض السلطة الحاكمة فى مصر…
لهذا وذاك أصبحنا فى مفترق الطرق وعلينا إلتزام الكفاح للوصول إلى بر الأمان… وإذا كنا نقرر حقيقة وضرورة التغيير فإن هذه القناعة لابد أن تنبع من الداخل من ذواتنا ولا تفرض علينا فرضاً… ويأتى الاختيار خطوة على طريق التغيير… شريطة أن يكون هذا الاختيار مرده التحرر الحقيقى من المنافع الذاتية القصيرة المدى وتجنب النظر إلى تحت أرجلنا…
أقول هذا عن الامتحان الذى يخوضه الشعب فى تقرير مصيره… فهذه أول انتخابات برلمانية تجرى بعد 25 يناير والتى لابد أن تكون انتخابات جديدة فى كل شئ ليس فقط فى الشكل الذى تجرى به وإنما أيضاً فى نزاهتها ومصداقيتها… يكرم الشعب أو يهان…
وإنطلاقاً من الهدف الحقيقى لرسالة المؤسسة الثقافية ودورها التنويرى والتثقيفى، قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع مؤسسة المرأة الجديدة والمركز الوطنى للابحاث والاستشارات برنامجاً بعنوان “يااللا نشارك”، وهذا البرنامج الذى يأتى من خلال بيوت وقصور الثقافة فى عدة محافظات- يتضمن أربعة محاور: تعريف بالمصطلحات الانتخابية (من القائمة الفرعية النسبية…)، من يحق له الانتخاب، نصائح انتخابية للناخب والناخبة، أختصاصات اللجنة الانتخابية علماً بأن قصور الثقافة مفتوحة لكل المصريين ولكافة التيارات الفكرية وإنه لا مجال إلى الأقصاء…
إن نظرة إلى هذه المحاور مجتمعة أو منفردة تضع يد المتلقى على مكمن الداء وما هو الدواء… فتجده يدرك أن أتخاذه القرار بانتخاب هذا وذاك من بين التيارات المرشحة المختلفة على الساحة يعود مرده الحقيقى إلى جودة وصلاح المنتخب ومدى مساهمة برنامجه الانتخابى فى تحقيق الاستقرار والرخاء، ولا يعود إلى ما يعرف “بالشنطة” ومصطلح “الشنطة” هو أيضاً مصطلح تردد كثيراً فى الأونة الأخيرة، وهذه “الشنطة” قد تحمل داخلها سلعاً تمونية فاخرة وأحياناً بعضاً من اللحم وغيرها من المحفزات المادية المتعلقة بالاستهلاك الآدمى…! “يا للهول” على حد تعبير يوسف وهبى.
لذلك فإن معركة الشعب ليست معركة من فصيل السلاح الأبيض أو الغاز المسيل للدموع ولا حتى معركة بالعصى… إنها معركة تحرير العقول…
حقاً… يكرم الشعب أو يهان…
—
س.س
25 نوفمبر 2011