يدور كتاب حديقة المتعة حول تجارب سينمائية عبر العالم للكاتبة السورية نجاح سفر عن عالم متنوع تسعي فيه إلي الاحتفال بالسينما كمجمع فنون شامل في إطار ثلاثة أقسام…القسم الأولسينما المخرجين وفيه تتعرض إلي العوالم السينمائية التي برز فيها ستة من أعظم المخرجين في تاريخ السينما وهم أمير كورستوريكا, ولويس بونويل, وهيتشكوك, وبرنارد برتولوتشي, وفرنسيس كوبولا, وزانغ موه. أما القسم الثانيتجارب سينمائية وفيه كتبت عن ست من التجارب السينمائية في بلدان مختلفة حيث عرضت السينما الكورية, والسينما البرازيلية, والسينما الإسبانية, والسينما التركية, والأندونيسية, وأخيرا السينما الصينية.
وفي النهاية اختتم الكتاب باستعراض بعض الموضوعات التي تتعلق بالسينما في علاقة مباشرة أو غير مباشرة فيما يتعلق بجماليات السينما, وناقشت فيه لغة السينما لغة الأدب والتعاطف مع الإله ضد البشر.
السينما في فن سابع أي أنه يحوي بداخله سبعة فنون, وتقول الكاتبة إن السينما بدايتها قامت بتصوير لحظات الحياة اليومية ثم تطورت بها الحال فصارت مهمتها أعمق وأشد تحولا حتي ليمكنها أن تجمع معا كل لحظات الحياة بما يجاوز أحيانا قدرة العقل والحلم والخيال.
القسم الأول(سينما المخرجين)
من قلب يوغسلافيا ولد المخرج أمير كوستوريكا في ساراييقو وهو الذي حاز علي عدد كبير من الجوائز في أكبر المهرجانات العالمية رغم أنه لم يتجاوز السادسة والأربعين جاءت باكورق أعمال كوستوريكا في فيلمه التليفزيونيهنا تهل العرائس, والذي أثار جدلا كبيرا أدي إلي منحه في النهاية وجاء هذا المنع نتيجة تعامله الصريح مع المحظورات الجنسية أما فيلمه التالي فهوصدمة تيتانيك والمأخوذ عن قصة كتبها أديب نوبل اليوغسلافيإيفو أندريتش وقد نال عنه جائزة أفضل إخراج في مهرجان التليفزيون القومي في بورتوروز.
وفي عام1985 نال الجائزة الكبري عن أحسن فيلم بترشيح جمعية نقاد الفيلم الدولية عن فيلمأبي في رحلة عمل أكمل كوستوريكو تعليمه في الإخراج بجامعة كولومبيا في نيويورك وكان أحد أصدقائه الأمريكيين ديفيد أتكنز قد سلمه سيناريو عن أول أفلام كوستوريكا الناطقة باللغة الإنجليزية وهوحلم أريزوناالذي قام بإخراجه عام1993 من بطولة فاي دونواي وقد نال الفيلم جائزة الدب الفضي وجائزة خاصة أخري في مهرجان أفلام برلين عام1993 أما بداية التحول الكبير في أفلامه فكان فيلمتحت الأرض.
أما المخرج الكبير هيتشكوك ولد عام 1899 في لندن ودخل صناعة السينما عام1920 كمصمم عناوين بشركة أفلام إنجليزية ثم تمت ترقيته إلي مخرج في عام 1925, وبدأت سلسلة أعماله تتوالي ومن أهم أعماله حديقة المتعة وفيلمالثاني وكانت موهبته كمخرج حاذقة حيث صارت بعدها صناعة الأدوار المميزة من سماته وكان هيتشكوك يركز في أفلامه علي العاطفة وقصص الرعب والإثارة التي جلبت له ست مرات ترشيحات لأوسكار كأفضل مخرج.
أما عن القسم الثاني( تجارب سينمائية) فقدمت فيه الكاتبة نماذج سينمائية من شتي البلدان كالسينما الكورية التي تتميز, موضوعاتها الشعبية والتي تحاول في سينماها أن تصلح مسألة الوحدة القومية بين الكوريتين(الشمالية والجنوبية) التي اضطربت بعنف من خلال الاختلافات الشاسعة ما بين الفوارق الاجتماعية للشعب والأوضاع الرسمية للأمة, لهذا تسعي كوريا في هذه السينما للتغلب علي آثار القلق والتناقضات المحلية في الحالة الراهنة.
أما عن السينما البرازيلية فهي واحدة من أكثر السينمات في العالم تقدما من جهة المنظور السياسي وهي سينما مبدعمة من الناحية الشكلية بالإضافة إلي أنها تطرح قيما ثقافية تشبع الجمهور البرازيلي فنا ومتعة.
وعن السينما التركية تقول الكاتبة إنها واجهت الكثير من المشاكل في بدايتها ولكنها اليوم وصلت إلي مستوي رفيع وأثبتت نفسها بمهارات متعددة حيث أثبتت هويتها الخاصة ومن أشهر أفلامها الحديثة رحلة ساعة اليد -يبتزا-البلدة اللص-حكايات شعبية.
وعن السينما الصينة تحدثت الكاتبة وقالت بدأت السينما في الصين في عام1896 بما يعرف بسينما التلصص(المقصود بها التلصص علي السينما الغربية) ولكن غضون القرن العشرين اتسع الاتجاه في السينما مع الجيل الخامس للسينمائيين حيث انتهت مرحلة التلصص ومرحلة السينما التعليمية إلي سينما الموجة الجديدة في عام1966 التي تميزت بالحماسة الثورية المعتادة وظهرت محاولات واعية الدخول في موضوعات مستجدة تمثل التحديات المعاصرة وتتعامل بشكل جاد مع التغير الثقافي الذي صار يمثل ركيزة في تقاليد الحداثة وأسئلة الهوية واستكشافات الذات الوطنية والدخول في أنواع سينمائية غير معروفة مع بعض التحرر في المشاهد وتمثلت هذه الجاليات المستجدة لدي عدد من المخرجين أمثال شين كيغ- إدوار ديانغ ستانلي كوان الذين يقدمون حساسية جديدة تسهم في وصف الموضوعات الصينية المعاصرة التي تعتمد علي توكيد المشاعر الداخلية أكثر من كونها تمثل المجتمع من الخارج.