هو الآن يعد من أنجح رجال الأعمال في مجال الفنادق, لكنه كان يسمي في يوم ما – علي سبيل الدعابة – أشهر غاسل أطباق في العالم.##
بدأ عنان جلالي العمل في قطاع الفنادق قبل أكثر من 40 عاما في البلد الذي تبناه, الدنمارك. واليوم أصبحت مجموعة شركاته المعروفة باسم مجموعة هلنان, تمتلك 14 فندقا فخما في أوربا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. غادر جلالي وطنه الأصلي, مصر, بلا نقود أو أي مؤهلات دراسية, لكنه نجح في خلق آلاف من فرص العمل, ونشر المعرفة عبر الحواجز الثقافية, وتولي رعاية المنح الدراسية ومشروعات لبرنامج النوايا الحسنة.
حصل علي لقب ##فارس دانبروج## وهو أعلي درجات التكريم في الدنمارك. وما زال حتي الآن حينما يتحدث مع الناس علي اختلاف مراتبهم, من الموظفين إلي أصحاب السمو الملكي, فإنه يثير لديهم شعورا بالارتياح- وجميعهم ينادونه باسم عنان. عمل كبير مستشاري الرابطة الدولية لرؤساء الجامعات كسفير لمؤسسة القلب في الدنمرك, وحصل علي العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية. وقد دعت حكومة أوباما جلالي للمشاركة في القمة الرئاسية رواد الأعمال التي عقدت في العاصمة واشنطن يومي 26 و27 أبريل.
وحكاية رجل الأعمال الصعبة التصديق تعود إلي العام 1947 حينما ولد في حي مصر الجديدة بمدينة القاهرة. وفي صباه انضم جلالي إلي فريق الكشافة وأصبح أحد قادتها, كما نشط في عدة منظمات اجتماعية. كما كان معجبا بعصر النهضة الأوربية. وفي العام 1967 حينما حدثت الحرب في الشرق الأوسط, سافر جلالي إلي أوربا ولم يكن في جيبه سوي عشرة جنيهات إسترلينية (أي ما يساوي حاليا 40 دولارا).
وفي فيينا, كان يبيع الصحف علي نواصي الشوارع, وتعلم اللغة الألمانية. وبعد وقت قصير هاجر مرة أخري إلي الشمال, إلي الدنمرك. وهناك عمل في مطبخ فندق هفايد هاس بمدينة إيبلتوفت, وسارع بالتطوع لأداء مزيد من المهام الإضافية كما تلقي دروسا في إدارة الفنادق والمطاعم. وترقي بسرعة في وظائف الفندق إلي أن أصبح المدير العام له. وقبل أن يبلغ الثلاثين من عمره أصبح المدير الإداري لسلسلة فنادق هفايد هاس, التي كان عددها ثمانية فنادق, وتملك قاعة للموسيقي وشركة للإدارة.
وفي العام 1982 أسس جلالي مجموعة شركاته _ مجموعة هلنان- التي تمتلك الآن العديد من فنادق شركة هفايد هاس. وكون اسم الشركة ##هلنان## من المقطع الأول لاسم مكان مولده, مصر الجديدة أو هليوبوليس, والمقطع الثاني من اسمه عنان. فحسبما قال عنان ##لا ينبغي أن ندير ظهورنا لأصولنا أو لمجتمعاتنا أو لبلادنا أو عقائدنا أو أسرنا.## ومن المهم أن نحترم أصول ومعتقدات الآخرين.
ومن بين الجمعيات الخيرية التي يدعمها جلالي في مصر جمعية ##الأسرة المقدسة##, التي ترعي الحوار بين المسلمين وغير المسلمين, وتسلط الضوء علي الحضارات التي ازدهرت في مصر: الفرعونية, والقبطية والإغريقية والرومانية والتركية والعربية. وقال عنها ##إنني أكن الاحترام والتقدير لكل تلك الثقافات المختلفة. وإنني أقدر تلك الحضارات علي اختلاف عقائدها.##
وأشار جلالي إلي أنه يهتم اهتماما خاصا باللاجئين, وقال ##لقد رأيت العديد من اللاجئين وهم يواجهون صعوبات اجتماعية واقتصادية ومعيشية, وغالبا ما يسفر ذلك عن سوء فهم بين مختلف الشعوب والعقائد.## وساعده هذا التقدير لتاريخ ووجهات نظر الآخرين في عمله التجاري أيضا. وقال ##قبل أي شيء, يجب أن أحترم الآخرين لأنني أحتاج إليهم في إعطائي رأيا مخلصا وصادقا.##
ولكن لم تكن الأفكار النبيلة وحدها حول القيم الثقافية هي التي جعلت من جلالي رجل الأعمال البارز هذا. وكيف استطاع هذا الرجل الذي وصل إلي أوربا بلا نقود ولا شهادة جامعية أن يصبح ثريا وشخصية محبوبة.
وهو يعزو السبب في هذا إلي الخبرة قبل أي شيء آخر. فيقول ##إن الخبرة هي أقوي شيء يمتلكه البشر, وهي حتي أقوي من القوة المالية.##
فالخبرة التي اكتسبها من الفشل زودته بالمعرفة التي ساعدته علي تحقيق أهدافه.
وهناك درس آخر علمته الخبرة لجلالي, وهو ضرورة التكيف والتأقلم . فكما قال ##كان علي أن أتغير مثل الحرباء حسبما تتطلب البيئة المحيطة.##
يو إس جورنال