يطلق عليها البعض اسم المدينة البيضاء… إنها عمان عاصمة الأردن منذ قديم الزمان,والتي ازدهرت في أيام اليونان والرومان وحملت اسم فيلادلفيا مدينة الحب الأخوي,كما أنها تعتبر مدينة المفارقات,يلتقي فيها القديم والحديث.
هي واحدة من أقدم المدن التي أقيمت علي أنقاض مدينة قديمة عرفت باسم ربة عمون,ثم عمان اشتقاقا من هذا الاسم,واتخذها العمونيون عاصمة لهم,وهي إحدي عواصم بلاد الشام الأربعة,وإحدي المدن الشامية القديمة التي أصبحت عاصمة لإمارة شرق الأردن ومن ثم المملكة الأردنية الهاشمية بعد استقلالها عام 1946 عن بريطانيا.
ولغلبة اللون الأبيض علي أبنية المدينة,أطلق عليها البعض المدينة البيضاء لأن معظم العمارات والدور أنشئت من الحجر الأبيض,المصقول أحيانا والمسمسم أحيانا أخري,والذي تتخلل بعضه العروق الملونة الرائعة,كما أن هناك أبنية أنشئت من الرخام الأبيض المصقول,وفيما مضي كانت أبنية المدينة تغطي سبعة تلال,مثلها مثل مدينة روما,أما الآن فإن أبنبتها تنتشر علي تسع عشر تلة,بعد أن ضاقت علي سكانها فارتقوا سفوحها واستمروا في الاتساع عبر قممها حتي انتشرت المدينة بأطرافها فوق 20 جبلا.
وتقع عمان – والتي ترتفع 750مترا عن سطح البحر وترتفع جبالها 918 مترا – في وسط المملكة علي خط عرض 31 شمالا وخط طول 35 شرقا في منطقة تكثر فيها الجبال.
وتعد عمان نقطة استقطاب للكثير من الجاليات العربية لموقعها المتميز ولعمارتها المعاصرة,كما تستقطب عمان الكثير من السياح سنويا من دول أوربا الغربية وأمريكا الشمالية واليابان وأستراليا من الدول العربية المجاورة والقريبة,وكثير من عائلات دول الخليج العربي تحديدا,إذ تكثر بها المعالم السياحية عموما والعلاجية الطبية خصوصا.
ومن أهم المناطق التي يرتادها الزوار مناطق شارع الثقافة وعبدون وشارع الوكالات وسوق الصويفية وسوق الرابية وشارع مكة وشارع المدينة المنورة وشارع الجامعة الأردنية وسوق جبل اللويبدة وشارع الرينبو وسوق جبل الحسين وسوق أم أذينة,وبالطبع مناطق وسط البلد,لاحتواء هذه المناطق علي جملة من المطاعم والمقاهي المتنوعة ذات الطابع الشرقي والغربي فبالإضافة للمطاعم الأردنية,هناك العديد من المطاعم اللبنانية, الإيطالية, الفرنسية, التركية, الصينية, الهندية, الأمريكية, العراقية واليمنية.
وفي عمان ما لا يقل عن 36 فندقا من فئة الأربعة والخمس نجوم معظمها أنشئ في عمان الغربية والعديد منها يتبع سلسلة فنادق عالمية مثل الإنتركونتينتال والفورسيزونز والميريديان والجراند حياة والراديسون ساس والشيراتون وفندق رويال في عمان يتميز بعمارته التي تظهر في أفق المدينة وكأنها قلعة تعلو جبل عمان.
الأربعاء الأسود
في 9 نوفمبر 2005 وفيما يعرف شعبيا بيوم الأربعاء الأسود تلقت عمان ضربة عنيفة بتفجير ثلاثة من فنادقها خلال عملية انتحارية إرهابية,أودت بحياة 65 من المدنيين,وإصابة الكثيرين,مما أثر إلي حد كبير علي سكانها ووفود السياح إليها ولكنها سرعان ما استعادت وضعها السابق من خلال تشديد الأمن واتخاذ الإجراءات المناسبة حيث تستقبل الزائرين طوال العام وخاصة في فصل الصيف عند عودة المغتربين وزيارة السائحين والمصطافين وزيادة الفعاليات الترفيهية والثقافية.
معالمها الأثرية
وتتمتع عمان بالعديد من المعالم الأثرية الشهيرة والتي نتجت عن حضارات قديمة نشأت فيها لتترك وراءها هذه الصروح الأثرية…
المدرج الروماني
يقع في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية عمان علي سفح جبل الجوفة,وهو مسرح روماني,وتقع إلي جانبه ساحة الفورم,وتبلغ مساحتهما معا7.600متر مربع ويعود تاريخ بنائهما علي الأرجح إلي القرن الثاني الميلادي وتحديدا بين عامي 138م و161م إبان عهد القيصر أنطونيوس بيوس.
ويتسع مسرح المدرج الروماني لنحو 6آلاف متفرج,أي أنه أكبر من المسرح الجنوبي في جرش,الذي يتسع إلي 5آلاف متفرج,ويستعمل حتي يومنا هذا للعروض الفنية لجودة نظام الصوت فيه,وكان يبلغ علو بناية منصة المسرح الأصلية حوالي ثلاثة طوابق,أي أعلي من الأعمدة في ساحة الفورم. كان هناك معبد صغير في أعلي المسرح,منحوت في الصخر,كان به تمثال للآلهة الرومانية.
والمدرجات مقسمة إلي 44صفا,في ثلاث مجموعات رئيسية. كانت مجموعة الصفوف الأولي تستعمل لعلية القوم وكبار الشخصيات,بينما كانت مجموعات الصفوف الثانية والثالثة مخصصة لباقي الشعب.
ويوجد متحفان صغيران علي جانبي المسرح متحف الحياة الشعبية والثاني الأزياء الشعبية,الأول يحكي تطور حياة سكان الأردن واستعمالهم للأدوات والأثاث علي مدي القرن السابق,وخاصة حياة الريف والبدو,والمتحف الثاني يتناول,أزياء المدن الأردنية والفلسطينية التقليدية والحلي وأدوات التزيين التي تستعملها النساء.
عين غزال
اكتشفت بلدة عين غزال أثناء بناء شارع العام بين الزرقاء وعمان في عام 1972,وهي مستوطنة زراعية ورعوية,وتعد من أهم آثار عصر ما قبل الفخار.
وقد استخرج منها تماثيل بارتفاع ما يقارب 1.3 مترات مصنوعة من الجص الليموني البلاستر,وكانت طرق الدفن تقسم حسب أهمية الشخص في المقابر التي وجد في هذه المستوطنة الحجرية.
سبيل الحوريات
يقام هذا البناء علي جانب سيل عمان في وسط العاصمة الأردنية,ويعود إلي الفترة الرومانية القرن الثاني الميلادي,ويعتبر البناء من الأبنية المهمة والعامة من المدن الرومانية وتقوم دائرة الآثار الأردنية العامة بإجراء التقنيات الآثرية في الموقع لإظهاره بالشكل اللائق.
كهف أهل الكهف
يقع في قرية الرجيب علي بعد 4كم شرق مبني التليفزيون الأردني و1.5 كم شرق أبو علندا,ويعتقد أنه الكهف الذي ذكر في القرآن الكريم في سورة الكهف.
جبل القلعة
اتخذه العمونيون منذ القدم مقرا لحكمهم في المدينة وكل من أتي بعدهم,حيث يعد أحد أقدم جبال مدينة عمان السبعة.
وعندما جاء الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي,بني علي قمته القصر الأموي,كما أنه ما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه,منها جدران الأسوار,والآبار المحفورة في الصخر الجيري. كما عثر في جبل القلعة علي أربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود إلي القرن الثامن ق.م.
يوجد في جبل القلعة أيضا,آثار وأعمدة رومانية كورنثية وآثار إسلامية تعود إلي العصر الأموي,حيث القصر الأموي هناك,بالإضافة لمتحف الآثار الإردني علي قمة الجبل.
متحف الآثار الأردني
بني عام 1951م علي موقع جبل القلعة وسط عمان,ويضم مجاميع القطع الأثرية الواردة للمتحف من الحفريات الأثرية التي أجريت في مختلف مواقع الأردن وتشمل هذه المجاميع قطعا فخارية متنوعة وزجاجية ومعدنية وتماثيل من الفخار والجص والحجر,ونقوش وكتابات وأختام ومجموعات من الحلي الذهبية,ونقود تمثل مختلف العصور التاريخية.
المسجد الحسيني
سمي المسجد الحسيني نسبة للشريف الحسين بن علي (قائد الثورة العربية الكبري في الجزيرة العربية وبلاد الشام),ويعد أقدم مساجد العاصمة الأردنية عمان,يقع في وسط العاصمة في أول شارع طلال الذي يخترق وسط البلد.
بني هذا المسجد – والذي سمي أيضا بالمسجد الأموي – علي أنقاض مسجد قديم بناه أحد الأمراء الهاشميين في مطلع القرن العشرين,وهو ذو فناء كبير,وهو مزخرف بنقوش إسلامية جميلة.
قصر العبد قصر عراق الأمير
قصر أثري يقع في الأردن علي بعد نصف كيلومتر جنوب بلدة عراق الأمير التي تبعد 15كم غرب عمان,يعود تاريخه إلي العصر الهيلنستي في القرن الثاني قبل الميلاد,وقد بناه هركانوس من أسرة طوبيا العمونية في عهد الملك سلقوس الرابع,وسمي بقصر عراق الأمير لأن مدخله يشبه باب المغارة والأمير هو طوبيا.
يبلغ طول القصر 38مترا وعرضة 18مترا,أحيط بحوض كانت توصل إليه المياه من الينابيع المجاورة. يوجد لهذا القصر مدخلان شمالي وجنوبي ويتألف من طابقين استعمل الطابق السفلي منه للخزين وقاعات للحرس أما الطابق الثاني فلم يكتمل بناؤه لأن هركانوس الذي قام ببنائه انتحر بسبب تهديد الجيش السلوقي للمنطقة. يتميز القصر بالتماثيل التي تعلوه منها لنسور وأسود بعضها متقابل وبعضها متدابر.
الرجم الملفوف
أحد أقدم المعالم التاريخية التي شيدها العمونيون في عمان,ويقع غرب الدوار الرابع في جبل عمان في منطقة مشرفة علي وادي صقرة,وهو كباقي الأبراج العمونية التي أحاطت بربة عمون,كانت تهدف إلي حماية المدينة ومراقبة تحركات الأعداء,وقد بني من الحجارة الصوانية الصماء وجاء بشكل دائري ويرتفع أربعة أمتار.
وقد أوضحت الحفريات أن البرج كان يتألف من طبقتين أو ثلاث طبقات,وكان له مدخل رئيسي وفيه أربع غرف بدون سقف.
السياحة العلاجية
حسب تصريحات البنك الدولي تصل عوائد السياحية الطبية في الأردن إلي 700 مليون دولار أمريكي في العام,فالأردن هي الأولي في المنطقة والخامسة علي مستوي العالم في هذا المجال.
هناك عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة في عمان,التي يرتادها المرضي العرب من دول الخليج العربي والعراق واليمن ودول المغرب العربي,حيث إجراءات تخفيض الأسعار والجودة العالية عن العلاج في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية,بالإضافة للمهارة والخبرة المتميزة في مجال أمراض وجراحة القلب وكذلك تطبيق الكثير من الجراحات الدقيقة بمستشفياتها.