بعد أسبوع من إتمام الصلح في عزية بشري الشرقية بمركز الفشن والتي شهدت أعمال عنف طائفي ضد الأقباط,تعرض أقباط عزبة جرجس المجاورة لأحداث عنف جديدة يوم 3يوليو الجاري وأسفرت عن حرق منزلين وأربعة أجران من القمح ومحاولة إشعال النيران في سيارة ملك للكنيسة وإصابة أربعة آخرين منهم سيدة نقلت للمستشفي للعلاج,وقام الأمن بفرض طوق أمني حول العزبة وإلقاء القبض علي 11 قبطيا و5 مسلمين,ثم ألقي القبض علي قبطيين آخرين يوم الثلاثاء الماضي وتباشر النيابة التحقيق في تداعيات الأحداث والمحاضر التي حررها الأقباط ضد مسلمي القرية بشأن الإتلاف والحرق وتعرض منازلهم للقذف بالطوب.
كان أهالي عزبة جرجس التابعة لمركز الفشن بمحافظة بني سويف استيقظوا صباح الجمعة 3يوليو علي أصوات صراخ النساء بعد اشتعال حرائق اندلعت في منزل المواطن فوزي إسكندر حنا المجاور لمبني خدمات تابع لكنيسة القديس يوليوس الأقفهصي بالعزبة,كان الأقباط علي وشك افتتاحه ككنيسة نظرا لضيق المكان الذي يمارسون الشعائر فيه منذ 30 عاما ولا تزيد مساحته علي 40 مترا مربعا وكادت النيران تشتعل في سيارة الميكروباص الخاصة بخدمة الكنيسة,وأسرع الأقباط لمحاصرة النيران في ظل تأخر سيارات الإطفاء حوالي الساعة ونصف الساعة منذ الإبلاغ عن الحرائق.
وأثناء توجه القمص سمعان شحاتة كاهن القرية والذي يخدم أربع قري أخري لقسم شرطة الفشن لتحرير محضر بالواقعة حدث أن تعرض الأقباط لعمليات عنف مباشرة من مسلمي القرية بالتعدي عليهم بالضرب وقذف منازلهم بالطوب وتحطيم جرار زراعي ملك سمير عبد السيد وإصابة أربعة آخرين منهم فيبي سامي (24سنة) التي أصيبت بجرح غائر في الرأس فضلا عن حرق أربعة أجران للقمح ملك الأقباط.
أقباط القرية أكدوا أنهم تلقوا تهديدات بالهجوم عليهم في حال تحويل المبني الجديد لمكان تمارس فيه الشعائر الدينية,حيث إن المبني القديم والذي لا تزيد مساحته علي 40مترا مربعا أصبح متهالكا ولا يسع أقباط القرية.
وطني التقت نيافة الأنبا إسطفانوس أسقف ببا وسمسطا والفشن حيث قال: المكان الذي كان أقباط عزبة جرجس يقيمون فيه الصلوات ضيق ولا تزيد مساحته علي 40مترا مربعا في الوقت الذي يبلغ تعداد أقباط العزبة حوالي 1500,وتقدمنا بطلب للجهات الأمنية منذ ستة أشهر لتخصيص مبني آخر أوسع من الحالي وبدأنا في تجهيزه. علما بأن الأحداث المؤسفة الأخيرة جرت قبل أن نبدأ الصلاة بالمكان الجديد.
وبخصوص عزبة بشري تلقينا مؤخرا وعدا من محافظ بني سويف الدكتور عزت عبد الله بتخصيص مساحة 215مترا مربعا لبناء مكان للصلاة غير المكان الحالي,ونحن الآن في انتظار موافقة الإدارة الهندسية علي الرسومات.
وعد دون موافقة
وفي تصريح لـ وطني قال القمص عبد القدوس حنا وكيل مطرانية ببا والفشن وسمسطا: هناك تراخ أمني واضح في حادث الاعتداء علي أقباط عزبة جرجس,حيث إن مبني الخدمات مقام منذ فترة وهناك كاهن يقوم بالخدمة في هذه العزبة وهو القس سمعان شحاتة منذ فترة طويلة وكان قبله كاهن آخر يخدم منذ سنوات طويلة وبالتالي ليس هناك أمر جديد حتي ينقلب مسلمو العزبة علي الأقباط,ويعتبر ما حدث بمثابة توابع لحادث عزبة بشري بهدف غلق مبني الصلاة مشيرا إلي أن الجهات الأمنية وعدت بمكان آخر لإقامة الصلاة فيه عوضا عن المكان الحالي وحتي الآن لم يتم الحصول علي أي موافقات بشأن هذا المكان الجديد علي أن لا تقام أي شعائر بالمبني الحالي وأن يترك كمسكن فقط نظرا لأنه مجاور لمسجد علي حد قولهم.
في شهر واحد
يذكر أن عدة حوادث مؤسفة وقعت خلال شهر واحد والبداية كانت من خلال أحداث عزبة بشري الشرقية بالفشن والاعتداءات علي أقباط القرية لمنعهم من ممارسة الشعائر في مبني مقام منذ 3سنوات حيث تم عقد جلسة صلح بحضور نيافة الأنبا إسطفانوس أسقف الفشن وببا وسمسطا والقيادات الأمنية وتم الاتفاق علي عدم ممارسة الصلاة في المبني الحالي علي أن يتم استبداله بقطعة أرض أخري لإقامة مبني للصلاة فيه وحتي الآن لم يتم تنفيذ الوعود بمنح الحق في إقامة المبني وفي الوقت نفسه تم الإفراج عن 19قبطيا تم القبض عليهم بشكل عشوائي عقب الأحداث التي وقعت في 31يونية الماضي وحتي الآن تخضع القرية لحصار أمني تخوفا من تفجر الأحداث في أي لحظة,في الوقت الذي تم فيه استبعاد القس إسحاق قسطور كاهن القرية إلي مركز سمالوط بالمنيا تخوفا من تعرضه لأي مواجهات وحل بديلا عنه القس حنانيا لاحتواء الأوضاع.