ضمن فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د.أحمد مجاهد وتقام بمحكي القلعة عقدتواحة الشعراء.أمسية شعرية بعنوانمن الطمي إلي الدهشة للاحتفاء بالشاعر الراحل محمد عفيفي مطر من خلال قراءات لمجموعة من قصائده قرأها الشعراء شرين العدوي, شوكت المصري, صبحي موسي, طاهر البربري, ممدوح المتولي مع فقرة موسيقية للفنان عهدي شاكر وأدارها الشاعر عادل سميح, أعقبها عرض فيلم تسجيلي بعنوانمحمد عفيفي مطر من وحي الظمأ.
ثم عقدت ندوة بعنوانمحمد عفيفي مطر-من الطمي إلي الدهشة تحدث فيها الناقد شريف رزق الله قائلا شهدت حياة محمد عفيفي مطر الشعرية ثلاث مراحل, ثم انتقل إلي مرحلة جديدة بعد اعتقاله عام 1990 نتيجة لاعتراضه علي ضرب العراق, مشيرا إلي أن عفيفي مطر كان أكثر الشعراء صديقا للحركة الشعرية في جيله, وكان مجددا, وأكد د.شاكر عبد الحميد علي حب عفيفي مطر لأهله ووطنه ويظهر هذا بشكل كبير في كتاباته الشعرية والنثرية, وأشار إلي أنه قام بدراسة بعنوانسبع وردات إهداء لعفيفي مطر لأن هذا الرقم موجود في معظم أعمال الشاعر في المرحلة الثانية, مشيرا إلي ولع الراحل بالتراث الفرعوني والريفي والطمي, وأن الصمت حاضر في شعره علي هيئة سكون أو هدوء أو موت أو تذكر وأشار إلي أن تجربة عفيفي مطر تحتاج إلي مؤتمر كامل للإحاطة بكافة جوانبها.
وأشار د.محمود الضبع إلي أن الراحل عندما ظهر علي الساحة الشعرية كانت هناك دراسات تضع الشعر المتحدث الرسمي باسم الوطن, عفيفي مطر شاعر ستيني من الذين كانوا يعانون من أزمة الشكل الشعري وعندما ظهر كان معه علمان هما صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي ولم يسر علي دربهما لأنه كان مفتونا بالتجريب, كان له مرتكزات ينطلق منها في كل قصيدة وكان يري نفسه مقلدا للتعبير عن المظلومين والمطحونين في المجتمع.
وفي شهادته قال سعيد الكفراوي إنني أحس الفترة الماضية بالفقد لرحيل محمد عفيفي مطر نتيجة لسنوات تزيد عن الأربعين سنة لمعرفة الراحل حتي خلال فترة السفر خارج البلاد فكان بالنسبة لي أبا, هو أحد الناس الذي قال إنني لم أقف في سبيل رزق أحد, عندما أعنقل ذهبت لزيارته في معتقل القلعة ولم نتكلم ولكن أحسست بألمه, وقال الشاعر حلمي سالم إن دروس الراحل لجيله وللأجيال التالية عديدة, مشيرا إلي أنه قال إنالشعر ملزم لا ملتزم بمعني أنه ملزم للناقد فقط فعلي الناقد أن يري ما في هذا الشعر, ملزم للقراء بمعني أن علي القراء ألا يطلبوا في النص شيئا في ذهنه هو, ملزم للشاعر بمعني أن الشعر الجيد يلزم شاعره أن يكون جيدا وأن يجدد من نفسه, ملزم بمعني ملزم للقضية, فالراحل كان يري الشعر فعل وليس رد فعل.
كما قال الشاعر جمال القصاص إن عفيفي مطر شاعر استثنائي بامتياز, طور وجدد وأضاف له إنجازه في خريطة الشعر العربي, وأشرف بأنني تتلمذت في مدرسة الراحل, بيني وبينه ذكريات, عفيفي مطر نسيج شعري خاص مشيرا إلي أن نص الراحل نص محايد, حينما أقرأ قصائده أتعايش مع النص لأنه نص حاشد بكافة القضايا في الحياة, هو نص يبدأ بالحركة وتظل معه حتي نهايته, الراحل كان يتأمل نصه باعتباره التجلي الأمثل للوجود.
وقال الشاعر محمد محمد الشهاوي: صداقتي مع الراحل عمرها 43 عاما وهو مدي زمني لم يتح لغيري, لم تكن صداقة اثنين فقط بل صداقة أسرتين, وأشار إلي أن شعر عفيفي مطر هو قوس قزح الشعر المحمل بكل معطيات الفن التشكيلي الراحل كان الرافض المرفوض المختلف والمختلف عليه وهذا طبيعي لشاعر يقول لا لترقيع الثوب القديم.