أعطي السيد المسيح مفهوما جديدا للعظمة كانت سماتها:
(1)الهدوء والاتضاع:
نزل إلي العالم هادئا بدون ضجة,وكان يستطيع أن ينزل في صفوف ملائكته,وعلي سحابة عظيمة أو في مركبة نورانية ويحيط به الشاروبيم والسارافيم,وترتج له السموات وكل قوي الطبيعة,وتهتز له كل نجوم السماء وكواكبها….ولوحدث ذلك فهو أمر يليق بالرب ومجده…!!لكنه دخل العالم في صمت بعيدا عن كل مظاهر الترحيب في غير ضجيج,وبطريقة بسيطة هادئة,وكل الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين.
ولد من أم فقيرة يتيمة,وفي قرية هي الصغري بين رؤساء يهوذا,وسكن في الناصرة التي يتعجب الناس لخروج شئ صالح منها(يو1:46),ودعي ناصريا.وعاش في بيت نجار بسيط,وعاش ثلاثين سنة مجهولا دون أن يلتفت إليه أحد.
(2)التحمل وإنكار الذات:
منذ طفولته,هرب من أمام هيرودس,فلم يستخدم قوته الإلهية…هرب مثل سائر الناس الذين يهربون من الضيق!هرب من القتل وهو الذين يملك الحياة والموت…وتحمل السفر وجاء إلي مصر وعاش فيها سنوات…أخلي ذاته,فاحتمل ضعف البشرية,وهو المنزه عن كل ضعف…أخلي الرب ذاته,ليخزي الذين يفتخرون ويتكبرون…فلم يولد في قصر الملك,ولا علي سرير من حرير,وإنما في مذود للبهائم…الذي أصبح فيما بعد أعظم من عروش الملوك…فيزورن اليوم الناس من مشارق الشمس إلي مغاربها ليتباركوا منه.
وكما يقول معلمنا قداسة البابا شنودة الثالث:ليس المكان هو الذي يمجد الإنسان,ولكن الإنسان هو الذي يمجد المكان,والعظمة الحقيقية إنما تنبع من الداخل.
(3)المحبة والتسامح:
كان محبوبا,يهابه الناس عن توقير لا عن رعب لأنه لم يعامل أناسا كعبيد من صنع يديه,بل كانت تربطه بهم رابطة الحب…لأنه كان يريد محبتهم لا تذللهم…هكذا قال لتلاميذه:لا أعود أسميكم عبيدا…لكني سميتكم أحباء(يو15:15).
وكان محبا للفقراء والمساكين والمزدريي هؤلاء أحبوه وهو أحبهم فهو الذين أخلي ذاته من أجلهم..نعم أحبوه فتبعوه,ونحن نحبه لأنه أحبنا أولا….
فهل ونحن نحتفل بعيد ميلاده نتذكر سر عظمة السيد المسيح كإنسان أخلي ذاته…وأرانا أن العظمة الحقيقية تنبع من الداخل فكلما يصير القلب نقيا يأخذ صورة الله,ويصير حقا علي مثاله ليتنا نضع أمامنا في عيد ميلاده صورة السيد المسيح الإله في إخلائه لذاته.
عميد معهدي
الدراسات القبطية والرعاية والتربية
ومقرر لجنة التعليم بالمجلس الملي العام