كنا نظن أن صورة عدو المرأة التى
قدمتها الأفلام الكوميدية قد أنتهت من زمن .بعد أن حصلت المرأة على جزء من حقوقها
وعرف المجتمع حق قدرها وحصلت على عدد من المناصب .ولكن يبدو أن من فات قديمه تاه
ومن أرد أن يرضى الأصوليات الدينية يتجاهل دوران عجلة الزمان ويعود إلى عصر الكهوف
الحجرية فينسى كل كفاح المرأة وتاريخها ومكانتها باعداً عنها المناصب والتقدير
الذى تستحقه .وللأسف الشديد فأن من يفعل ذلك الآن هو الدكتورعصام شرف رئيس مجلس
وزراء مصر بعد ثورة 25 يناير .تلك الثورة التى شاركت فيها المرأة بأكثر من دور
رئيسى فرأينها ثائرة تستنشق القنابل المسيلة للدموع ورأينها شهيدة تدفع حياتها
فداء للحرية وأيضاً مصابة تحتمل الإعاقة مدى الحياة لكى تستقيم أمور وطنها .و واقفة
ببسالة وشجاعة إلى جوار الرجال فى اللجان الشعبية تقوم بعمل الشاى والأغذية
للساهرين من أجل حماية الوطن ليأتى الدكتور عصام ويشكل وزراته لمرتين
متتاليتين متجاهلان المرأة بصورة مستفزة وكأن الثورة لم تعطيها شيئا بل أخذت
الذى عندها .فقد كانت متواجدة كوزيرة فى ظل النظام السابق لتأتى الثورة وبدل أن
تعطيها مناصب أكثر ونجدها محافظة لا نجدها على الإطلاق وقد يرجع البعض هذا التجاهل
بأن هناك محاولة لترضية التيارات الدينية التى ترى أن المرأة ناقصة عقل ودين
والرجال قوامون عليها .ولايقبلون أن ترأس الرجال أو أن الأمر يرجع إلى شخصية عصام
شرف حيث إنه لايحبذ التعاون مع المرأة ( فقد يكون عصبى وحازم فى الخفاء )
وسواء أكانت
هناك أسباب أخرى فإنه لابد من الإعلان إن هذا الظلم الواقع على المرأة بعد الثورة
أمر مرفوض رفضاً باتاً .خاصة وإن أسماء السيدات المحترمات اللواتى يستحقن الوزارة
أكثر من الحصر وللأمثلة نذكر المستشارة تهانى الجبالى صاحبة الدور الكبير فى
المطالبة بحقوق المرأة والنائبة جورجيت قلينى التى تحدت بجسارة لا نظير لها النظام
السابق بعد جريمة نجع حمادى وقالت للغولة عينك حمراء على الملاء والدكتورة نادية
مكرم التى تصدت لرجال الأعمال الفاسدين فأخرجوها من وزارة البيئة والقائمة طويلة
فهل لا تراها يا دكتور شرف
—-
س.س
18 يوليو 2011