طوينا آخر صفحة في..2011 تلك السنة الزاخمة بأحداث جسام لم.. أمر طوال حياتي بمثلها.. لم نلتقط فيها أنفاسنا فقبل أن نطوي حدثا إلا وندفع في براثن آخر بكل قوة أو بكل قسوة.
حقا كانت سنة الثورة 25يناير.. إلا أنها كانت أشبه بـ##أسبوع آلام طويل##.. فمنذ لحظاتها الأولي تغيرت كل علامات الفرح بعام جديد وبشجرة الكريسماس وبابا نويل فانطفات الأنوار وارتدي كلنا السواد علي جريمة كنيسة القديسين.. وتوالت الأحداث بعدد كبير من الشهداء كما لو كنا في عام كامل للشهداء.. وكادت المذيعات في القنوات المختلفة لا يغيرن الأسود حزنا علي الشباب المصري الذي سالت دماؤه متتابعة في الإسكنرية فالتحرير, فالمقطم, فإمبابة, فماسبيرو, فالقصر العيني.. إلخ تاركين الأمهات الثكلي, والأيتام والأرامل.. وصوت دمائهم يصرخ إلي الله طالبا العدل والقصاص.. والله يحذر ويقول: ##صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض##.
إلا أن الله كان يرسل دائما في المشهد القاتم شعاعات من الأمل حتي لا نسقط ونهوي فكم من تعزيات لأهالي وأسر الشهداء وكم من حب وتعاطف وتوحد من أخوتنا المصريين المسلمين المؤمنين أن مصر لن تصمد بدون مسلميها ومسيحيها.. تمسك الشعب بحقه في القصاص من الظالمين والمفسدين والسافكين دماء أبنائه ويقظته لعدم التسويف واللعب عليه جاء ببوادر لم تكتمل إلا أنها قد تكلل في عام.2012
كما كانت سنة صعاب وضيقات كانت أيضا سنة تعزيات للكثيرين ورجوع ويقظة.
دعونا نستقبل العام الجديد وكلنا ثقة في أن الله هو ضابط الكل بكل ما تعنيه الكلمة وأننا منقوشون علي كفه, وأنه لن يكون لأحد سلطانا علينا ما لم يكن قد أعطي من فوق.
نسألك يارب أن تكون سنة 2012 هي سنة القيامة والفرح بعد انقضاء سنة الآلام.