الإدمان هو أوسع الأبواب لدخول أصحابه إلي عالم الإجرام وهو أحد أبشع الأمراض التي تقود إلي الانحراف السريع,أسست الكنيسة الأسقفية بمصر مركز باسمطريق الحياةللوقاية من الإدمان وتأهيل المدمنين بالإسكندرية.
داخل المركز التقينا الدكتور إميل نبيلطبيب نفسيومدير المركز وتحدث قائلا:فكرة إنشاء المركز كانت تراودني منذ سنوات لاهتمامي الشديد بهذه القضية وتبنت الكنيسة الأسقفية في يناير الماضي الفكرة وبالفعل تم إنشاء مركزطريق الحياةلعلاج الفئات غير القادرة بأجر رمزي,وذلك لأن التكلفة الحقيقية للعلاج تصل إلي آلاف الجنيهات,ويعمل بالمركز فريق علاجي معظمه من المدمنين الذين تماثلوا للشفاء,أضاف إميل نبيل:المدمن يمر بعدد من المراحل من البرنامج العلاجي الذي يستغرق من 4 إلي 6 أشهر يلتقي خلالها المدمن مع أسرته من خلال تبادله الزيارات معهم ويخرج في أول وثاني إجازة لأسرته ومعه مرافق من المركز,وبعد ذلك يخرج في إجازات أسبوعية لمدة يوم أو يومين بدون مرافق وأهم شيء في العلاج هو الإرادة ونقوم بمتابعتهم لمدة سنة كاملة بعد الشفاء,من خلال لقاءات أسبوعية أو شهرية,نشجعهم بعد ذلك للالتحاق بمدرسة الدراسات الدولية لمعالجة الإدمان.
ويوجد داخل المركز مصنع صغير للجلود يعمل به من يتلقي العلاج داخل المركز,ولكن المشكلة التي تواجهنا الآن هي إيجاد فرص عمل لمن تماثل للشفاء من المدمنين,مشكلة التمويل,فالمدمن يدفع تكلفة رمزية لاتكفي لعلاجه لمدة 6 أشهر,كما نسعي لإنشاء مركز آخر للفتيات لعلاج الإدمان خلال عام 2010 .
التقينا عددا من النماذج الحية داخل المركز والتي تحدثنا مع بعضها,فذكر ماجد:كنت طالبا بإحدي الكليات,وكان أخي الأكبر مدمنا وأدمنت عن طريق بعض الأصدقاء بالدراسة وبعد وفاة والدي اتجهت للمخدرات بعنف,ولكن بعد ضغط من الأسرة أتيت هنا في المركز للعلاج رغم عدم اقتناعي,وبعد شفائي عدت مرة أخري للمخدرات وبشراهة,ولكنني سرعان ما عاودت الاتصال بالمركز وطلبت الرجوع للعلاج,والآن تماثلت للشفاء,وإن كنت لا أستطيع أن أعوض الماضي,ولكنني أملك الحاضر بعد أن أصبحت شخصا آخر.
أما نبيل (40 سنة) فقال:تعاطيت المخدرات منذ أن كان عمري 10 سنوات تناولت خلال هذه السنوات كل أنواع المخدرات,وبسببها دخلت السجن أكثر من مرة وأتيت إلي المركز عن طريق أحد الأشخاص وأقلعت عن المخدرات,عن طريق أصدقائي من الجيران تركت الدراسة واتجهت للمخدرات وفعلت كل ماتروقه لي نفسي وتاجرت فيها بمرافقة أصدقاء السوء وسببت لي مشاكل نفسية لسنوات طويلة,بالإضافة إلي أنه تم سجني عدة مرات وفي عام 1998 دخلت أحد المستشفيات للعلاج وتم شفائي وأقلعت عن المخدرات لمدة 6 سنوات وخلال هذه المدة تزوجت وأنجبت,ولكنه للأسف الشديد في العامين الماضيين حدثت معي بعض المشاكل وعدت مرة أخري للمخدرات,ولكن أتيت إلي المركز وتم علاجي,وأنا الآن في المرحلة الأخيرة من العلاج وأعمل الآن في إحدي المزارع.
ومع الطفولة والابتسامة البريئة تقابلنا مع مينا(14 سنة) والذي رفض التحدث إلينا لأنه لايستطيع,هو أول من أتي إلي المركز منذ يناير الماضي لأنه أصبح مدمنا بسبب أصدقاء السوء والظروف الاقتصادية للأسرة وترك علي أثرها المدرسة,ولكنه تلقي العلاج بالمركز وبعد شفائه يأمل في استكمال دراسته وكله أمل في المستقبل.
داخل المركز عدد من المدمنين,كل واحد منهم له قصة مختلفة,ولكن الذي جمعهم داخله هو الإرادة والعزيمة للإقلاع عن المخدرات وبقدر ما تجد في نظرات عيونهم المستقبل الذي يحمل في طياته كثيرا من الإشراق والأمل,فإنه يحمل قدرا من الحذر من المستقبل.