استمرارا لفعاليات إحتفالية حكايات يناير التي
تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة سعد عبد الرحمن التي تقام على مسرح منف
بالعجوزة، أقيم العرض المسرحي “كان سوء تفاهم”
لفرقة كان سوء تفاهم، تأليف جماعى للفريق، ومن إخراج محمد بركات، بدأ العرض بأغانى
وطنية، ولافتات منثورة فى كل أتجاه، كتب عليها “ياشهيد نام وأرتاح وأحنا نكمل
الكفاح، الشعب يريد إسقاط النظام، ، أرحل متورطش الجيش، الجيش المصرى جيشنا، حسنى مش
ريسنا، كفاية كده، الجيش والشعب إيد واحد”. تدور أحداث العرض حول فساد
الإعلام المصرى وتعتيمه على الحقيقة التى كانت تحدث فى الميدان فضلا عن تشويه صورة
الثوار وإتهامهم بالخيانة، ولكن تظهر الحقيقة ويسقط الفساد عندما يعاين الشباب
الواقع الحى فى الميدان، ويسقط الفساد، وتقوم مصر حرة كما قامت، فالعرض يأتى فى
إطار التوثيق بالفن، وهذا يتوافق مع مضمون الإحتفالية ” حكايات يناير”
فقد جاءت اللافتات التى شكلت فضاء المسرح ليكون محاكاة لميدان التحرير أيام ثورة
25 يناير 2011، ثم شكلوا عدة صور درامية صامتة تحكى مشاهد حية من الميدان
كالأعتداءات بالضرب وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، واستشهاد الكثير من الأصدقاء، والتعدى
الأمنى والضرب بالعصى والأحذية، حيث بدأ المشهد الأول بظهور شاب يلتف حوله باقى
الفريق يلصقون عليه لافتات كُتب عليها”
قهر، حرية، ظلم، عدالة، عنف، فقر، ذل، مهانة، أحترام، حرية، استقلال، ضرب، قتل،
فساد، إرادة” حيث يشعر الشاب بالثقل ومع الحركات العنيفة التى يتلقاها من
الجموع الذين يضربونه بسبب وبدون، فيتهاوى، وهى صورة لا تحتاج لتفسير ولكنها
توثيقية بالحقيقة كما جاء فى الميدان مجسدا هذا الشاب مصر التى عانت الكثير من
الألم حتى تنال حريتها، تلاه مشهد لزوج وزوجته فى سن متقدمة من العمر يجلسون فى
رعب فى منزلهم يشاهدون التلفاز والمقارنة بين القناة الأولى وتلاعبها بالمشاهد،وبث
مشاهد للثورة المضادة التى فى صالح الرئيس الراحل
حسنى مبارك والحقيقة التى يشاهدونها على قناة الجزيرة، وحالة الرعب التى
تنتاب ساكنوا البيوت وهى الحالة التى شهدها الشعب بالكامل حين كان يتلصص الخوف
ويتسرب تحت جلودهم، ويأخذ الشباب يجسدون مفارقات البرامج الإخبارية فى كلا من القناة
الأولى التى قدموه تتر برنامج حديث المدينة لمقدمه مفيد فوزى، وهو الداعية
الإعلامية للسلطة ولحملة الثورة المضادة التى تؤيد مبارك بإعتباره عضو فى الحزب
الوطنى، وصورة درامية أخرى للترويج الإعلامى السييء الذى أساء للشباب ونتج عنه
تأثر الشارع المصرى بما أثاروه ضد الثوار، فحين أن الوضع فى الميدان هو حالة راقية
من الوطنية والإستشهاد الحقيقى فى سبيل تحرير الوطن، لذلك قام عدد من الشباب
بإقناع أمثالهم، فيحتشد الشباب فى الميدان، ويحدث أن يقاتلون ضد المظاهرة المؤيدة
لمبارك ويموتون واحدا تلو الأخر، ثم يأتيهم البيان الذى أعلن فيه التنحى فينهضون
مبتهجين، وتستمر الأغانى الوطنية الحديثة والقديمة كأغنية أزاى أرضيكى حببتى،
ويابلادى يابلادى، ومن أغانى سيد درويش الوطنية، غنوا “أهو ده اللى صار وأدى
اللى كان”، وأغنية “قوم يامصرى مصر دايما بتناديك”، وأغنية “بلادى
بلادى بلادى لك حبى وفؤادى”. حيث وقفوا متجهين للغرب والشرق ليملئون العالم
بأغانيهم الوطنية وكأن الميدان صار وطن جديدا جدد روح مصر، وجعلها تولد من جديد
بدماء الشهداء وأصوات الأطفال ودموع الأمهات، وجروح المصابين لتنهض مصر ملكة متوجة
فى وسط ميدانها الحر.
==
س.س
أول إبريل 2011