الطفل عند الولادة يكون قادرا علي الاتجاه بعينيه نحو الضوء, كما أن حدقة العين تستجيب للضوء, لذلك من الطبيعي أن تلاحظ حولا متقطعا وذلك لعدم اكتمال نمو العضلات الستة المحركة للعين ومراكز حركة العين بالدماغ أيضا, ولكن من الشهر الأول إلي الشهر الثاني يكون الطفل قادرا علي التركيز بعينيه علي أي شئ ومتابعته, وتقل درجة الحول ولكنها لا تختفي بالضرورة… أما في الفترة من ثلاثة إلي ستة شهور يكون الطفل قادرا علي تثبيت ومتابعة الأشياء الصغيرة, وتصبح العينان متوازيتين وتقدر قوة الإبصار ما بين 6 علي 6 إلي 6 علي 18… ولذلك فإن قوة الإبصار للطفل حينما يبلغ من العمر ستة شهور لابد أن تكون ممتازة دون وجود أي حول, لذلك إذا خرج طفل عن هذا الترتيب فإنه قد يكون انعكاسا لمشكلة في الجهاز البصري وتصبح مراجعة الطبيب الإخصائي ضرورية.
بسؤال د.عصام الدين عبد العظيم استشاري طب العيون عن أسباب ضعف الإبصار عند الأطفال أجاب قائلا:
هناك علاقات مهمة تقتضي من الوالدين مراجعة الطبيب الإخصائي مثل وجود خلل واضح في العين أو العينين أو وجود عتامة في العين أو كبر حجم العين عن الطبيعي أو وجود اهتزاز أو حول بدرجة كبيرة وثابتة أو تثبيت نظر الطفل إلي جهة واحدة أو إلي الإضاءة فقط طول الوقت أو قيام الطفل بدعك عينيه بصورة مستمرة أو وجود دموع بشكل متواصل… بجانب مشاكل عامة مثل إصابة الطفل بالتشنجات أو حدوث نقص الأوكسجين عند الولادة أو تأخر عام في النمو أو أمراض الجهاز العصبي العامة أو وجود حالات ضعف الإبصار وراثية في العائلة.
والحقيقة أن تطور النظر عملية مستمرة علي مستوي عصب العين ومركز البصر بالدماغ حتي سن التاسعة,وأي ضعف يظهر خلال هذه المرحلة الحرجة سوف يؤدي إلي خلل في تطور النظر علي مستوي مركز البصر في الدماغ, واستمرار هذا الخلل ولو لعدة أسابيع قليلة فإنه يؤدي إلي ما يعرف بالكسل أو الخمول… وهذا يعني استمرار ضعف النظر حتي لو أزلنا السبب الأول لضعف الإبصار… لأن الدماغ يكون قد تعود علي مستوي النظر الضعيف وعلاج هذا الكسل يحتاج إلي تنشيط العين الكسولة بتغطية العين السليمة لفترة معينة بعد إزالة السبب الأول لضعف النظر.
هناك أسباب عديدة لضعف النظر عند الأطفال منها الأخطاء الانكسارية, قصر النظر, طول النظر وهو ما يحتاج إلي علاج بالنظارة الطبية, الحول حيث إنه عادة ما يحدث كسلها في العين المنحرفة, ويحدث الحول في سن مبكرةبسبب نقص في التناسق العضلي العيني, ويكمن خطره في فقد جزئي للبصر في إحدي العينين, وهي التي تسمي العين الكسولة, وهذا يقتضي العلاج المبكر ويفضل أن يكون قبل سن الثالثة من العمر… قد يكون بالنظارات أو القطرات, ولكن في أغلب الحالات تكون الجراحة ضرورة لتقويم العينين بشكل دقيق… أما بعد الجراحة فيجب إجراء بعض التمرينات المهمة لتتمكن العينان من أداء وظائفهما معا بدقة متناهية… ومن أسباب ضعف الإبصار أيضا عتامة القرنية أو المياه الزرقاء أو الجلوكوما الخلقية أو المياه البيضاء الخلقية, أو أمراض الشبكية الوراثية.