لم يعد للصمت وجود… فالأصوات خرجت من حناجرها ليكن صوتك مرفوعا… لتحدد ملامح بلدك ومصيرها
نسمع عن هذا الحزب وذاك وتراودنا كثيرا أسئلة عما هو الحزب بالأساس وما دوره في الدولة, ولو أردت أن أشارك فيه كيف أحقق ذلك, وما جدوي أن أشارك فيه… كل ذلك يطرح الآن علي الساحة المصرية التي أصبحت بالقطع سياسية من الطراز الأول… فمن منا لا يجلس مع أصدقائه ومعارفه إلا ويفتح حوارا سياسيا قصيرا أو ممتدا, صحيحا أم يشوبه أخطاء بحكم توصيل المعلومة علي مراحل ومن شخص لآخر, وما يزيد من روح الاستفسار أن أجد صديقي تقدم للالتحاق بحزب ما وأصبح عضوا فيه… فكيف أكون مثله الآن في بلد تشهد تعددا غير مسبوق من الأحزاب المختلفة أهدافها واتجاهاتها.
في البداية اختلفت طرق التعبير عن ماهية الحزب لكن جميعها تؤدي لتعريف واحد… فالحزب هو اجتماع عدد من الناس يعتنقون العقيدة السياسية نفسها ويري آخرون أنه تعبير سياسي عن الطبقات الاجتماعية هدفها العمل السياسي, أو أن الحزب هو تكتل المواطنين المتحدين حول ذات النظام إلي غير ذلك من التعريفات ويري البعض أيضا أن خلاصة تعريف الحزب هو مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف سياسية وأيديولوجية مشتركة ينظمون أنفسهم بهدف الوصول إلي السلطة وتحقيق برامجهم ولابد أن تكون أفكارهم ومبادئهم تصلح للتحقيق علي أرض الواقع.
ويري بعض الخبراء أن الأحزاب لابد أن تكون متجهة للارتفاع بمستوي الوطن ووضع مصر في مكانها اللائق لا أن تكون هناك نزاعات بينها.
الأحزاب ومدنية الدولة
فيقول اللواء الدكتور ممدوح عطية الخبير بالاستراتيجية والأمن القومي: أن المنضمين للحزب لابد أن يتم اختيارهم بناء علي الكفاءة والتجانس في العلم والتكنولوجيا والثقافة والحفاظ علي الأمن القومي, كل هذه العناصر تتحد إرادتها علي عمل برنامج قومي لرفعة شأن البلد بعيدا عن أي تعصب ديني أوفكري وسيظهر ذلك من المشاركة فيما بعد, وهذا الحزب يطرح برنامج يوافق عليه الشعب يكون قادرا علي تنفيذه وليس مطلقا للشعارات الزائفة.
يضيف الدكتور عطية: عندما تكون هناك أحزاب كل له كيان اعتباري أتوقع ألا يكون هناك فساد, ولابد أن تجتمع الأحزاب علي أن مدنية الدولة والاهتمام بالتعليم وتأهيل الشعب المصري بعد المخاطر التي تعرض لها وتحسين مستوي معيشة الفرد… وهذه هي الدولة التي نحلم بها والتي قال عنها الغرب إنها مؤهلة لتكون دولة عظمي.
نريد المشاركة
ويري سيد عبد العال أمين عام حزب التجمع أن المشاركة في العمل العام لها عدة أشكال منها الأنشطة الرياضية والجمعيات الأهلية والأحزاب واحدة من هذه الأشكال ومن يريد أن يشارك في صنع القرار وسياسة البلاد وإثبات الديموقراطية بالطبع يشارك في أحزاب لأن المواطن إذا قرر أن يكون له دور يحافظ فيه علي مستقبل بلده وأولاده من خلال المشاركة في إدارة البلاد من خلال برنامج.
أما عن كيفية الاشتراك في أحزاب يضيف عبد العال أن الأحزاب لها مواقع إلكترونية يستطيع من يريد أن يدخل علي هذه المواقع وأن يعرف مقر الحزب وعليه ملئ الاستمارة للعضوية في الحزب وحضور الاجتماعات الخاصة والأنشطة المختلفة التي يقوم بها الحزب.
أما عن عدد الأحزاب وكثرتها في الآونة الأخيرة فيري عبد العال أن هذا ليس منه ضررا فنحن انتقلنا من نظام حكم استبدادي سابق إلي نظام ديموقراطي وشكل من أشكاله التعددية الحزبية والسياسية داخل المجتمع والحكم في النهاية للجمهور هو الذي يستطيع تحديد ما إذا كان الحزب يستكمل مهامه أن يجمد نشاطه والعدد الكبير الذي نراه الآن من الأحزاب ممكن ينخفض لنصف العدد فيما بعد علي حسب الجمهور المشارك والنشاطات المقدمة من قبل كل حزب.