ليكن صوتك مرفوع.. لتحدد ملامح بلدك ومصيرها
لم نكن نعرف يوما ما طريقة تصويت سوي الانتخابات بالبطاقة الانتخابية التي لم يكن يعرفها أيضا سوي بضعة ملايين لكن الأكثر لم يعرف أين الطريق لها ومتي يتم استخراجها ولأن لها مواعيد معينة ومعاناة معينة أيضا لم يقدم عليها الكثيرون وبالتالي فالمتقدمين للانتخابات كانوا قليلين بالنسبة لتعداد المصريين.
وعندما جاء قرار المجلس العسكري بالتصويت علي التعديلات الدستورية باستخدام بطاقة الرقم القومي قرارا مريحا للكثيرين فقصر الطريق علي الجميع وأتاح الذهاب للجنة الانتخابية دون تعطيل وإن كان هذا له عيوبه أيضا من حيث استخدام صوت البسطاء وبطاقاتهم دون وعي لكن هذه قضية أخري.
وتواكبا مع التطور رأي المجلس العسكري أن تجري الانتخابات البرلمانية المقبلة عبر الإنترنت بما يسمي الانتخابات الإلكترونية لكن هل هذا النظام مناسبا الآن وما مميزته وما عيوبه.
تجربة مبدئية
يقول اللواء الدكتور ممدوح عطية خبير الاستراتيجية والأمن القومي: إن المجلس العسكري يقدر طلبات ورغبات الشعب وهذه حقيقة ويحاول أن يحقق هذه المطالب, لذلك عندما وجدت الانتخابات ببطاقة الرقم القومي بعض الانتقادات رأي المجلس أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة أقل احتمالية تشكك أي أن تكون الانتخابات نزيهة بأعلي نسبة ممكنة.
وأري أن تجربة الانتخابات الإلكترونية تجربة مبدئية للانتخابات بعد المقبلة وغيرها وما لم يعجب قد يعجب فمن ينتقد هذه الطريقة الجديدة في الانتخابات قد يرتاح لها فيما بعد إذ تحقق عنصر الأمان في التصويت وهو ما يسعي المجلس العسكري لتحقيقه.
ويضيف اللواء عطية: قد تتحقق سرية التصويت بوجود مراكز متخصصة لإجراء العملية الانتخابية بها كوادر مدربة علي إجراء عملية التصويت وتوضيح ذلك الناخبين وأكيد هناك دراسة ستجري لضمان عدم اختراق عملية التصويت.
أمية إلكترونية وقرصنة
لكن يري نبيل عبدالفتاح مدير مركز الأهرام للدراسات التاريخية والاجتماعية أنه في ظل الأمية الإلكترونية أري أن الأمور غير مهيأة علي الساحة السياسية والثقافة الإلكترونية ذاتها وأتوقع وقوع بعض المخالفات التي تحتاج إلي معرفة ووعي رقمي مميز ولا تقتصر المسألة علي الكمبيوتر كأداة اتصال وبالتالي قد تحدث أشكال من القرصنة بهدف إحداث حالة من الارتباك والخلل إذا قمنا بإقرار التصويت الإلكتروني الذي سيقتصر علي عدد قليل من الكتل التصويتية من الشباب الذين يعرفون الكمبيوتر وأري أن هناك عمليات قرصنة ستتم حتي لو كانت مركزية.
ويضيف عبدالفتاح أن البعض يريد كليهما معا ببطاقة الرقم القومي والإلكتروني معا لضمان نزاهة الانتخابات بأقصي مدي متاح.