الاضطرابات الهستيرية تحدث عادة في سن الشباب بعد موقف مؤثر أو صدمة غير متوقعة لا يستطيع الإنسان تحملها.
ما أنواعها وأعراضها وكيفية حدوثها وعلاجها؟
هذا هو محور حديثنا هذا الأسبوع مع د.نادية نظير جرجس استشارية أمراض المخ والأعصاب حيث قالت:
للاضطرابات الهستيرية أنواع عديدة أبرزها:
*اضطرابات الحركة والإحساس:حيث يفقد المريض إحدي وظائف الحركة أو الإحساس- عادة ما يكون جلديا-فيبدو المريض وكأنه يعاني من اضطراب جسدي بينما لا يجد الطبيب أي سبب عضوي عند الفحص الإكلينيكي وكافة الفحوصات المختلفة.
وعادة ما يكون هذا العجز الحركي حيلة لا إرادية تساعده علي الهروب بعد صراع بغيض ودوامة عنيفة,ورغم ذلك فهو ينكر عادة وجود مثل هذه الصراعات أو المشاكل رغم وضوحها للآخرين.
من الأمثلة علي ذلك حالة عروس تقدم لها عريس يعمل ويقيم بأستراليا,ولذلك ستستقر حياته الزوجية هناك,بينما هي وحيدة والديها ولا تستطيع الانفصال عنهما,وقبل موعد السفر بأسبوعين أصيبت بشلل هستيري.
ومن الغريب أن هذه الاضطرابات تختلف من وقت لآخر تبعا لعدد ونوع الأشخاص المحيطين بالمريض وتبعا للحالة الانفعالية ذاتها.
بدراسة الحالة قبل المرض نكتشف عادة اضطرابات سابقة في شخصية المريض ومشاكل في علاقاته بالآخرين…وكثيرا ما نلاحظ حالات مرضية عضوية في الأقارب تتشابه مع تلك الأعراض التي يشكو منها المريض…ولعل أكثرها شيوعا هو عدم القدرة علي تحريك طرف أو جزء من طرف أو عدة أطراف…وقد يكون الشلل جزئيا أو كاملا أو في صورة ضعف أو بطء في الحركة أو ترنح يؤدي إلي اضطرابات في السير أو عدم القدرة علي الوقوف,وقد يكون في صورة ارتعاشات أو اهتزازات في أحد الأطراف أو بالجسم كله,أو فقد الصوت.
النوبات الكاذبة!
أحيانا تظهر هذه الاضطرابات علي شكل تشنجات تشبه إلي حد كبير النوبات الصرعية,إلا أن المريض لا يتعرض بأي حال من الأحوال إليعضلسانه أو الإصابة بكدمات نتيجة سقوطه علي الأرض,أو سلس بولي أثناء النوبة,أو فقد الوعي كما يحدث في نوبات الصرع…ولذلك يطلق عليها النوبات الكاذبة.
فقدان البصر الهستيري!
هناك أيضا فقدان البصر الهستيري,حيث يشكو المريض من العمي رغم أن حركته العامة تكون طبيعية جدا ولذلك يثير الدهشة…كما أن هناك الصمم الهستيري ولكنه أقل شيوعا.
قد يتعرض المريض لفقدان الذاكرة الهستيري..حيث ينسي حدثا معينا من هول الصدمة التي تعرض لها,بينما تكون ذاكرته في باقي مناحي حياته طبيعية جدا.
أما الشرود الهستيري فيتلخص في قيام المريض الفاقد للذاكرة برحلة بعيدا عن منزله أو مقر عمله,وعادة ما تكون لمكان معروف لديه جيدا من قبل,وغالبا ما يكون له مدلول عاطفي عنده,ومن المثير للدهشة أنه يحافظ علي مظهره جيدا فيبدو سلوكه طبيعيا بين الغرباء!!
قد يتعرض الإنسان للذهول الهستيري ويعاني من غياب الحركة الإرادية وعدم الاستجابة لأي منبهات خارجية مثل الضوء أو الضجيج أو اللمس فيرقد المريض أو يجلس فترات طويلة دون حركة لا تظهر فيها الإ حركة العينين فقط!!
وهناكالغيبة والتملك..وفيها يفقد المريض بشكل مؤقت إحساسه بشخصيته وإدراكه للعالم الخارجي,فيتصرف وكأنه تملكته شخصية أخري أو قوة خارجية,وعادة ما تظهر من المريض حركات أو تمتمات متكررة غير مفهومة!
قد يتعرض المريض لتعدد الشخصية,حيث يعاني من شخصيتين مختلفتين لكل منهما ذكرياتها الخاصة وسلوكياتها المتميزة,وربما تكون سمات إحداهما علي نقيض الأخري.وعادة لا تظهر الشخصية في وجود الأخري,مما يسبب للمريض دوامة من المشاكل.
تنصح د.نادية بضرورة التعامل مع كل حالة بشكل علمي تحت إشراف الطب النفسي,حيث يتم تقديم العلاج النفسي سواء السلوكي أو التدعيمي أو التحليلي أو المعرفي بالإضافة إلي العلاج الدوائي المناسب,ولا ينبغي أن ننسي أهمية التقرب إلي الله كأفضل وسيلة للوقاية من الاضطرابات النفسية.