المصريين بيحتفلوا كل سنة، في الوقت ده ، بعيد شم النسيم ، اللي ها يوافق السنة دي يوم الإتنين خمسة إبريل 2010 بالميلادي / 1726 بالقبطي / 1431 بالهجري / 6251 بالتقويم المصري !!!
العيد الأصلي كان بيحتفل فيه المصريين بقدوم نسمات الصيف مع بداية فصل “شمو” الصيف رسمي –حسب تقسيمة الفصول المصرية- يعني في يوم 25 برمهات ، واليوم ده هو بداية حاجة إسمها “الإعتدال الربيعي” ، بيتساوى فيه الليل بالنهار ، وحسب قصص قدماء المصريين ، هو اليوم اللي خلق فيه الإله (خنوم) البشر –من صلصال على عجلة الفخراني- كقصة دينية !
توقيت الإحتفال بشم النسيم –دلوقتي- مرتبط بنهاية فترة الصوم المسيحي ، والأعياد .
عيد “شم النسيم” ، بييجي بعد نهاية نوات البرد ، حسب أجندة التقويم المصري ، وبالتالي يستحيل مرور موجات باردة بمصر إعتباراً من شم النسيم ، وعشان كده تعود أغلبية المصريين ، إعتيار بداية دخول موسم الصيف رسمي مع شم النسيم ، اللي بيجي دايما في جو لطيف !!!
عيد “شم النسيم” ، هو عيد مصري صميم ، بدايته من بداية تاريخ حضارة البشر ، وإلى أبعد ما يمكن تخيله ، يعني آلاف أو حتى عشرات آلاف السنين ، وبالتأكيد هو من أقدم أعياد الدنيا !!!
كانت الفصول حسب تقويم المصريين ، ثلاثة – مش أربعة – هي فصول :
“الصيف” و “الفيضان” و “البرد” ،
أما أسامي الفصول الثلاثة باللغة المصرية القديمة فهي بالترتيب :
“شمو” // “آخت” // “بِرت” !!!
الفلاح المصري متعاطف مع الصيف ، كاره للبرد ، رغم أن البرد هو فصل واحد ، وبالنسبة للمصريين شهرين إتنين بس ، لكن المصري اللي إتعود على البراح والخلا ، وخفة الهدوم ، بيكره قيود الحركة والملابس اللي بيحتمها البرد ، عشان كده ، فبمجرد إنتهاء النوات ، المصريين بيطلعوا للجناين والغيطان ، وعلى شط البحر ، وبالمراكب في عرض النيل ، يشمو نسمات الصيف !!!
النسيم = نشم (ن شم) باللغة المصرية !!!
الصيف = شمو !!!
يعني “شم النسيم” = نسمة الصيف !!! ،
ونحفظ لعالم الإيجيبتولجي الكبير “محسن لطفي السيد” حقه في الترجمة !!!
بيفرح الأطفال بالخروج في العيد المصري ، شايلين البيض اللي سهروا لتلوينه ونقشه بالرسومات الجميلة ، والحمص والترمس الأصفر الطازة ، والملانة الخضرا ، والحلبة النابتة ، وجبات ربيعية ، خفيفة ، صحية ، يتسلو بها ويتمتعوا في يوم عيدهم !!!
إتمتعوا بشم نسمات الصيف ، وإفرحوا بأقدم الأعياد ، وإسألوا “الفتاح” من فضله : توفيقٌ وسداد !!!
أما عن علاقة إسم الإله بتاح (فتاح) بالمناسبة ، وليه بنلون البيض !!!
تلوين البيض بدأ بكتابة دعوات وإبتهالات للإله بتاح (فتاح) على البيض في شم النسيم
وطبعا الحروف الهيروغليفي كلها صور وألوان
بعد كده ، وبسبب صعوبة الكتابة ، ولما إنتهى إستخدامها ، إكتفى المصريين بتلوين البيض بس !
البيض رمز لخلق الحياة ، وعندنا برديات من مدينة منف بتصور الإله “بتاح” أو “فتاح” ، وهو ع الأرض على شكل البيضة !!!
وفي الأسطورة الدينية ، بدأ الوجود ببيضة خرج منها “فتاح” ، ثم قام هو بخلق العالم !!!
إرتباط البيض بالمناسبة دي ، شعيرة مقدسة ، عند جداتنا وأجدادنا ، وإنهم كانوا بينقشو ع البيض دعواتهم وأمنياتهم في عيد “شم النسيم” مع إستقبال نسمات الصيف ،
زي ما تكون البيضة وسيلة إتصال بالإله الخالق ،
ويحطوا البيض في “سبت” ويعلقوه في سقف أو بلكونة أو فرع شجرة ، عشان تاخد بركات الإله الشمس “رع” ونوره مع لحظة الشروق ، فتتحقق الأمنيات المكتوبة ع البيض .
ومن أمثلة النقوش على بيض شم النسيم في العصور المصرية القديمة :
….
يا فتاح ، ، ، عايز مركب
….
يا فتاح ، ، ، عاوز عروسة حلوة زي هاتور
…
يا فتاح ، ، ، عاوزة عريس جامد زي حور
…
وكيل مؤسسي حزب مصر الأم
==
س.س