أسعدني أن أتلقي دعوة كنيسة الروم الكاثوليك لحضور صلادة قداس رفع الإكليل…سر سعادتي أنها المرة الأولي التي أحضر فيها هذا القداس , بل المرة الأولي التي أعرف أن هناك صلاة لرفع الإكليل…وعرفت بعد أن تلقيت الدعوة أن من تقاليد كنيسة الروم الكاثوليك أن يدعي العروسان وأهلهما وشعب الكنيسة إلي احتفال له مراسمه المبهجة حسب الطقس البيزنطي في أول قداس يقام بالكنيسة بعد عودتهما من إجازة الزواج ــ شهر العسل ــ وفيه يذكرهما الكاهن بوصايا الكنيسة التي أوصيا بها في طقس الزواج , ويرفع الصلوات طالبا من الرب أن يحفظ اقترانهما بغير اختراق , وأن يرزقهما بأولاد مباركين يقر بهم أعينهما 0
ضاعف من سعادني أن صاحبني في قداس رفع الإكليل ابني ##مايكل ## وعروسه##مادونا ## اللذان احتفلنا بزواجهما منذ نحو شهر بكنيستنا القبطية الأرثوذكسية ـ السيدة العذراء مريم بأرض الجولف ـ وعادا الأسبوع الماضي من رحلة شهر العسل ليجدا في انتظارهما المفاجأة…أقصد دعوة الأب بولس قريط راعي كاتدرائية الروم الكاثوليك بالفجالة لهذا الاحتفال0
ذهبت وأسرتي الصغيرة وعروسانا إلي الكنيسة مساء الأحد الماضي…الكاتدرائية التي شيدت منذ أكثر من قرن – عام 1903 – مازالت محتفظة بزينتها الفريدة وهندستها المتميزة ورسوماتها الرائعة وأيقوناتها النادرة , والأهم بنظافتها ودقة النظام والحركة فيها…وكنت منذ سنوات بعيدة لم أزرها ففوجئت بها كما هي بل أكثر إشراقا..وكانت شريكة حياتي تنتمي إلي هذه الكنيسة ومنذ ارتباطنا بسر الزواج المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهي تشاركني الصلاة في الكنيسة الأم التي جذبتها بعمق طقوسها وحلاوة ألحانها التي حفظتها عن ظهر قلب وشفاعة قديسيها الذين ارتبطت بهم ولمست حقيقة بركتهم…وعندما رزقنا الرب بنجلينـا ## جورج ## و## مايكل ## نميا معنا في نعمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية , ولما التحقــا بمدرسة ## الفرير ## كان عليهما أن يواظبا علي حضور القداس بكنيسة المدرسة الكاثوليكية…واجتازا التجربة بنجاح واستوعبا درس المسكونية دون ضغط أو جذب من أحد, وأدركا أن تعاليم السيد المسيح واحدة والكنيسة أينما كانت هي مكان إقامة الله بين البشر ولقاؤه بهم ولقاؤهم به , وبقي لهما سر الاعتراف , وسر التناول , وسر الزواج أيضا في كنيستهم القبطية كما كان لهما من قبل ان تتكون إرادتهما المنفردة سر المعمودية…وحتي عندما تخرج ## مايكل## من الأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام , وانخرط في العمل الصحفي معنا بجريدة ##وطني## كان مسكونيا في علاقاته بكل الكنائس …وفي يوم زواجه أيضا شارك إلي جانب الحضور من الآباء الأجلاء أساقفـة الكنيسـة القبطية الأرثوذكسية وكهنتها آباء من الكنيـــسة الكاثوليكية .فمثل الكنيسة القبطية الكاثوليكية الأب يوسف أسعد راعي كنيسة القديسة تريزا بالشرابية , وجلست الراهبات الكاثوليكيات إلي جانب التاسونات القبطيات , وقرأ##البولس ## باللغة الفرنسية الحبيب إلي قلبه الأب رفيق جريش راعي كنيسة القديس كيرلس بالكوربة ورئيس المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية , وقرأه بالعربية وبلهجته الشامية الأب بــولس قريط…و##البولس## من رسالة أفـسس ( 5: 22 – 36) تتضمن الوصية للعروسين وتتلي في طقوس سر الزواج في كل الكنائس, وهذا دليل وحدة كنائس ربنا وإلهنا يسوع المسيح….وهكذا جاء إكليل الابن ## مايكل ## ليقدم نموذجا حقيقيا ومعايشا للوحدة المسيحية , وهو هدف تسعي إليه كل الكنائس منذ سنوات بعيدة… وبحضوري وأسرتي صلاة ## رفع الإكليل ## أحسست أننا نقترب من الهدف
[email protected]