تلقيت مكالمة علي هاتفي المحمول من أبينا القمص أنسطاسي حليم من المنيا يدعوني لحضور الحفل الختامي لتخريج الدفعة الأولي من المقبلين علي الزواج في المنيا, وكنت لتوي عائدة من الإسكندرية ولم أبلغ منزلي بعد, اضطررت للاعتذار دون تفكير ليس لأن الفاصل يوما واحدا بين عودتي من الإسكندرية وبين موعد الاحتفال في المنيا,ولكن لأنني لم أكن قد التقطت أنفاسي من التعرض لموت حتمي علي طريق مصر-إسكندرية الصحراوي برفقة أسرتي,فقد اختلت عجلة القيادة في يد زوجي وكانت النتيجة انحراف السيارة يمينا ويسارا عبر الطريق بل وسيرا عكس الاتجاه!!!, وكإنما تحولت السيارة إلي لعبة أتاري… لحظات عصيبة شاهدت فيها الموت بعيني ورأيت فيها عين الله الساهرة ويده العجيبة… ففي اللحظة التي وجدنا فيها السيارة تكاد تنقلب علي جانبها الأيسر… فإذا بها تنحشر في الرمال يسار الطريق للتوقفها يد الله الواهبة للحياة دون خسائر من أي نوع!!.
لذلك لم يكن أمامي بديلا للاعتذار لأبينا أنسطاسي الذي جاءتني مكالمته بعد دقائق ليست بكثيرة,علي الرغم من أنني أجاهد دائما لتلبية الدعوات المتعلقة بتخريج دفعات جديدة للإعداد للزواج في كنائس مختلفة,ربما لأنني أشعر معها بحلاوة النجاح للحملة التي تبنيتها في وطني علي مدار سنوات بتأييد من الأستاذ يوسف سيدهم رئيس التحرير إيمانا بأهمية إعداد الشباب والشابات لخوض أهم تجربة في حياتهم علي الإطلاق وهي الزواج,لأن نجاحها حجر الزاوية لأي نجاح في الحياة,وحصن الأمان لانهيار الأسر وضياع حياتها في ردهات المحاكم… كم دعونا أن يكون هذا الإعداد إلزاميا لكل خطيبين,ولم يقف سقف طموحنا عند إعداد الشباب المسيحي بل الشباب المصري كله ليؤهل لزواج تتوافر فيه مقومات النجاح.
وإذ نتعرض اليوم لتجربة رائدة في صعيد مصر قامت بتغطيتها مراسلتنا في المنيا… نشيد بها كأول تجربة في الصعيد,وقد ولدت قوية لأنها ضمت 350شابا وشابة تجاوزت المخطوبين إلي حديثي الزواج لتعويضهم عما فاتهم من خبرات وإعداد.
أن خبراتنا مع أهل الصعيد في قضايا أكثر حساسية مثل مكافحة ختان البنات تدل علي قدرتهم علي المواجهة والمبادرة والقدرة علي التغيير, فلن ننسي أن أول قرية تطهرت تماما من ختان بناتها هي قرية دير البرشا بالمنيا ثم انتقلت شعلة التنوير لأكثر من 50قرية في مصر.
هاهي 10قري بالصعيد تطالب بدورات الإعداد للزواج وقد تسيل ثمار النجاح لعاب قري أخري.
نادية برسوم
[email protected]