*أكد عدد من ممثلى شباب الثورة أننا أمام أزمة دستورية خطيرة جدا، ويجب أن
نتوصل لإطار حاكم ومرجعى لمن يضع الدستور كما يجب وضع مواد محصنة للدستور أو
مواد فوق دستورية، وقالوا إننا لم نسمع عن برلمان يضع دستورا لأنه بالتأكيد
ستصنعه الأغلبية على هواها، والأغلبية متغيرة من دورة إلى أخرى، مشيرين إلى
ضرورة أن يصاغ الدستور بمبدأ التوافق وليس الغلبة.***
* *
*وقال عدد من شباب الثورة إن تعديل قانون تكوين الأحزاب الجديد يعيق
التعددية الحزبية التى هى أساس
الديمقراطية، معتبرين أن كل ذلك يصب فى خانة تغيير قشرة النظام فقط، فلا حاجة
إلى ضرورة الإعلان عن إنشاء حزب فى الجرائد لأن ذلك يتكلف أكثر من نصف مليون
جنيه يصعب تدبيرها .***
* *
*جاء ذلك خلال ندوة “التواصل الاجتماعى والتغيير”، التى أدارها د.جورج إسحق
-أحد مؤسسى حركة كفاية – وشارك فيها طارق الخولى المتحدث الإعلامى بحركة 6
أبريل، خالد تليمة عضو مكتب ائتلاف الثورة، المخرجة هالة جلال والمخرجة شيرين
طلعت .***
* أجمع المشاركون على أن الإنترنت لعب دور الإعلام البديل فى الثورة وسيظل كذلك
حتى يحرر الإعلام المصرى، كما اتفق المشاركون على وجود احتقان طائفى فى مصر، لا
يجب إغفاله وأن التعامل معه لن يكون مجديا إلا بالتعامل القانونى وبإطلاق حزمة
القوانين التى تساوى بين المصريين، ولا تفرق بينهم بسبب الدين، منها قانون موحد
للعبادات.وكشف المشاركون فى الندوة على أن غباء النظام السابق ساهمم فى إنجاح
الثورة عندما حذر المواطنين من النزول للشارع أو الاستجابة لدعاة التظاهر،
وحددوا ” بغباء ” اليوم والمكان، وهو ما ساعد فى إعلام من لا يتعامل مع
الإنترنت . ***
* *
*ثورة الشعب المصرى***
* *
*وقال الناشط السياسى وأحد مؤسسى حركة كفاية د. جورج إسحق إن نظام مبارك سقط
ولكن الدولة قائمة، ما حدث فى مصر ليس ثورة شباب ولكنها ثورة الشعب المصرى و25
يناير لم يكن البداية فقد أسسنا حركة كفاية فى 2004 ولم نأخذ إذن من الأمن فى
أي مظاهرة قمنا بها وكنا نعتمد فى تلك المظاهرات على نص الدستور الذى يكفل حق
التظاهر للشعب وكذلك الوثيقة الدولية وتراكم هذه المظاهرات إلى جانب المواقع
الاجتماعية ساعد فى قيام الثورة ولكنها قامت فى الأساس لأسباب أخرى بدأت بغرق
العبارة ثم حوادث القطارات، ثم حريق مسرح بنى سويف وتزوير انتخابات المحليات
ومجلس الشورى ومجلس الشعب، وتم هذا التزوير بشكل فج ومستفز وأخيرا جاءت أحداث
كنيسة القديسين ومما ساعد على نزول الناس يوم 25 يناير تخويف الأمن لهم، وعن
الإعلام قال إسحق إن موقع حركة كفاية كان بمثابة الإعلام البديل وكان ينقل ما
يحدث فى المظاهرات فى نفس اللحظة، وأكد اسحق إننا فى أزمة دستورية خطيرة جدا
ويجب أن نتوصل لإطار حاكم ومرجعى لمن يضع الدستور كما يجب وجود مواد محصنة
للدستور أو مواد فوق دستورية، ولا يصح أن يضع الدستور صاحب المصلحة.***
*وأضاف: الجميع يقول الآن نريد دولة مدنية فالإخوان يقولون ذلك واليساريون أيضا
ولكن أولا يجب إن نعرف الدولة المدنية ونتفق على ماهيتها وأنا متمسك بما قاله
د. يحيى الجمل فى أول حوار وطنى، حيث قال: ” لن يصدر قانون إلا إذا جاء بناء
على حوار مدنى”، وعن الفتنة الطائفية أشار إلى انه غير راض عن تعبيرات عنصرى
الأمة أو قطبى الأمة وقال إن هذه التعبيرات يجب أن تذهب إلى مزبلة التاريخ فأنا
لا أعلم غير كلمة المواطن والمواطنة، وأكد على ضرورة وجود قانون موحد للعبادات.
***
* *
*الفيس بوك ومنتدى الحوار***
* *
*وقالت هالة جلال مخرجة الأفلام التسجيلية والناشطه السياسية إن الفيس بوك أوجد
منتدى للحوار وفرصة للتخاطب وتبادل الآراء فى ظل مع السلطة ومنعها لأي حوار
ضدها واعتبار الرئيس السابق مقدس ولا يجوز الاقتراب منه، أما التليفزيون المصرى
فكان يضحك على نفسه وتصور انه يسيطر على عقلية المجتمع .***
* *
*وقال طارق الخولى المتحدث الإعلامى بحركة 6 أبريل أن الفيس بوك كان هو الإعلام
البديل، وكنا ننقل عليه ما يحدث فى المظاهرات وفى الميدان أولا بأول وكان يمثل
ضغط على النظام عندما يعتقل أحد زملائنا كان يعرف الجميع من الفيس بوك، وكانت
الدعوة للمظاهرات يوم 25 يناير من عدة صفحات على الفيس بوك، وكان من غباء
الإعلام أن يحذر الناس من النزول. ***
*وقال إن أخطر مراحل الثورة كانت الخطاب الثانى لحسنى مبارك فقد تعاطفت الناس
معه، وبدأ المتظاهرون ينصرفون من الميدان ثم جاءت موقعة الجمل وكانت بمثابة
الفرج لنا وبدأ الجميع العودة للميدان مرة أخرى، وعن مسألة الفتنة الطائفية قال
إن الأمن لم يستطع أن يلعب عليها وقت الثورة ولكن الآن يفعل ذلك، أما بناء
الدولة فيجب أولا وضع دستور ثم الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية وأضاف الخولى
أن النظام الرئاسى هو الأنسب لهذه الفترة. ***
* *
*وقالت الناشطة شيرين طلعت: إن دور الإنترنت كان مهم جدا كآلية من آليات
التحرك، لكنه ليس المحرك الرئيسى للثورة، مشيرة إلى أن الثورة ما زالت مستمرة
ولم تنته، وعن الإعلام أكدت أيضا أن الإعلام المصرى لم يحرر حتى الآن ومازال
بوق لمن له مصلحة وسيظل الإنترنت يلعب دور الإعلام البديل حتى يحرر الإعلام
المصرى.***
* *
*وقد حدد خالد تليمة الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير وهى: أن 40 % من المصريين
يقعون تحت خط الفقر، والإهدار الممنهج لكرامة المصريين يوميا فى أقسام الشرطة،
ودور الثورة التونسية فى إيصال رسالة مفادها أنه لا شئ مستحيل.***
* وتابع تليمة بقوله إن ما حدث فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية أكد إننا
أمام مشروعين مختلفين الأول مشروع يريد أن يعود بنا إلى الوراء على رأسه
السلفيون والإخوان، واتضح ذلك فى استخدام الدين وقت الاستفتاء على التعديلات
الدستورية، وأن “نعم” كانت تعنى أنك مع الله حتى سيطرت كلمة نعم على خطبة
الجمعة التى سبقت الاستفتاء، وما قيل فى جوامع مصر وما حدث على أبواب اللجان شئ
يفوق العقل.***
*وأضاف أن المشروع الثانى يبحث عن دولة مدنية، ويجب أن نسأل أنفسنا ما المطلوب
من القوى المدنية والسياسية فى مصر فى الفترة القادمة حتى لا يسيطر الإخوان على
90% من البرلمان، وعن اللغط الدائر حول انسحاب الشباب من الحوار الوطنى قال
تليمة إن الائتلاف مسئول فقط عن ما يقوله ولن نذهب للحوار الوطنى الذى دعى إليه
المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مسرح الجلاء بمصر الجديدة قبل وضع أجندة واضحة
وآلية لما سيحدث ولما سنتحاور عليه، ووضع دستور جديد وستكون معركتنا القادمة
تحقيق شعار “الدستور أولا”، فهناك حرص شديد من المجلس العسكرى أن تتغير قشرة
النظام فقط فى الظاهر وهذا وأضح فى تعديل قانون تكوين الأحزاب فالقانون الجديد
يعيق التعددية الحزبية وهذا التعدد هو أساس الديمقراطية.***
*وقال إننا علقنا الحوار الوطنى مع المجلس العسكرى منذ يوم 9 أبريل فهناك حوالى
5000 من زملائنا يحاكمون فى محاكم عسكرية ومعتقلين ولن نتنازل عن توضيح هذه
الأمور.***
==
س.س
2 يوليو 2011