في أحداث ثورة 25 يناير وقف الشباب المصري في الأقاليم(المحافظات) ينادي بالعدالة والحرية والمساواة وكذلك طالب بإسقاط النظام والمحاكمة السريعة لرموز الفساد ورفع راية العدل…لم يكونوا هامشين ولكنهم بعيدون عن الأضواء شبه مختفينولكن لماذا يقبعون فيالظل خاصة بعد المشاركة الفعالة في الثورة. هل لأنهم الأقل ثقافة؟ أو الأقل وعيا سياسيا…مثلا…قررنا أن تقترب منهم وأن نتعرف عليهم لذلك لن نستطيع أن نصمت فيجب علينا حتي ندعمهم بقدر ما يمكن حتي يكونوا دائما معنا علي الساحة السياسية قمنا بالتحدث مع بعض شباب الأقاليم حتي نكون علي وعي بما يجري في الأقاليم.
أوضح محمود مكادي- خريج نظم ومعلومات أسيوط رئيس اتحاد شباب الغد, أن شباب الأقاليم لم يكن لهم دور مؤثر في الحياة السياسية منذ عام1952 وأن الساحة السياسية في الصعيد خالية تماما من أي نشاط سياسي ونفي تماما سيطرة أي تيار سياسي علي الشباب في الصعيد, مضيفا أن الصعيد حتي هذه اللحظة لم يحدد من المرشح الذي سيختاره في انتخابات الرئاسة المقبلة, وأشار مكادي إلي أن اختيار المرشحين يكون علي أساس قبلي أو عائلي سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية في صعيد مصر, أما عن كيفية التوعية السياسية لشباب الأقاليم قال مكادي لابد للأحزاب السياسية أن يكون لها دور مؤثر في الصعيد لتنمية الوعي السياسي لشباب الصعيد مشيرا أن وجود الأحزاب السياسية في الصعيد معدوم تماما بالإضافة إلي منظمات المجتمع المدني وبصفته رئيس اتحاد شباب الغد قام بعمل برنامج كامل لتوعية الشباب سياسيا وأنه سيبدأ تنفيذ هذا البرنامج خلال أسبوعين ويتضمن هذا البرنامج تعريف الليبرالية وما المنهج السياسي الذي يقوم علي الليبرالية والاتهامات التي توجه الليبراليين وما مدي صحتها؟
أكد هاني شاكر معهد المساحة المنيا أننا جميعا كنا نتمني حدوث ثورة حتي تفتح لنا باب الحديث حتي تصمت الأفواه التي ظلت تتحدث أكثر من 30عاما وتتكلم الأفواه المحرومة من الكلام نمت فينا الثورة روح العزيمة والانتصار فخرجنا ننادي ونصرخ من أجل الحرية والاستقلال الداخلي ولأول مرة ينزل شباب وفتيات المنيا للإدلاء برأيهم في الاستفتاء, أوضح هاني أنه لا توجد مؤسسات مدنية للتوعية السياسية وهذا ما يهمشنا ويمنعنا من الظهور وأثناء الانتخابات في السنوات الماضية لم يقدم المرشح لأي انتخابات برنامج له بل كان يعرف نفسه فقط وبعضهم يقوموا بتوزيع أموال حتي يتمكن من كسب الأصوات أتمني أن نشارك في صنع مستقبلنا ونكون غير مهمشين.
يري مايكل إيهاب هندسةسوهاج نحن شباب مصر بدون استثناء شباب الأقاليم أو شباب القاهرة لما التفرقة ونحن شباب بلد واحدة جميعنا شباب مصر جميعنا عشنا في صمت طوال سنوات طويلة ولكن الفرق بيننا الوعي السياسي شباب العاصمة أمامه الفاعليات السياسية ونحن الوعي بعيد عنا ومتجاهلنا تماما وكأننا في منفي وأشار مايكل إلي أنه يتمني أن يحرص كبار المسئولين علي لقاء شباب الأقاليم ويخصص مساحة من وقته حتي يتناقش معهم وتسمع وجهات نظرهم ومن الضروري وجود مؤسسات مدنية ومراكز للتوعية السياسية في المحافظات.
أوضح يوسف محمدأسوان أن شباب الأقاليم كان لهم الدور الأقوي في قيام الثورة لأن الثورة تفجرت من السويس وأيضا دور شباب المحلة الكبري في إضراب 6 أبريل لعام2008 مشيرا إلي مقارنة الحراك السياسي في الأقاليم بالقاهرة نجد أن الحراك السياسي في الأقاليم أفضل رغم محدوية إمكانياتهم أما عن دور منظمات المجتمع المدني بعد الثورة في تنمية الوعي السياسي للشباب قال يوسف محمد إن المعهد المصري الديموقراطي علي سبيل المثال لديه عدة فروع في الأقاليم مثل المحلة وبورسعيد وأسوان وإيمانا من المعهد المصري الديموقراطي أن مصر ليست مقتصرة فقط علي القاهرة ولكن بها العديد من المحافظات التي لابد من الاهتمام بها وتنمية الوعي السياسي لدي شبابها وأشار إلي كمية الشباب المتواجدون في ميدان التحرير من الأقاليم ليشاركوا في جمعة الثورة أولا وهذا دليل علي وعي هؤلاء الشباب بما يحدث في بلادهم مضيفا إلي وجود كوادر شبابية عديدة في الأقاليم ولكن لم يركز عليها من قبل الإعلام.
تؤكد ماجدة سعيد رئيسة مؤسسة(أنا المصري) الثورة نجحت لأن شباب الأقاليم هم من خرجوا علي المألوف وتعالت أصواتهم وهزت الوجه القبلي ولن تبعد الأقاليم عن الساحة السياسية أبدا وربما انشغالهم بالمشاكل المحلية أبعدهم قليلا عن الساحة السياسية ومن الظلم الشديد أن نهمش أو نقلل من قيمة هؤلاء الشباب وأشارت ماجدة إلي أنه من الضروري زيادة الوعي السياسي للشباب في بعض المحافظات وخاصة التي ينتشر بها النظام القبلي والمتحكم في اختيار المرشحين رأي شيخ القبيلة ومن يخالفه يكون متمردا ويعاقب وهذا مازال موجودا في بعض القري وما يستغله بعض المرشحين.
أضافت ماجدة أن التواصل مع المؤسسات المدنية أقرب وسيلة لاتحاد جميع شباب مصر وجميعنا من شباب القاهرة أو الأقاليم محتاجين إلي توعيه سياسية لأننا علي مدار 30عاما كنا شعبا مهمشا بعيدا عن العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
أوضح الدكتور سامي السيد الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن المؤسسات التي يمكنها أن تقوم بعملية الوعي السياسي لشباب الأقاليم نوعان من المؤسسات أولهما المؤسسات الحكومية وتتمثل في المجلس القومي للشباب المنتشر في كثير من محافظات مصر وأيضا مراكز الشباب أو النوادي وقصور الثقافة التي يمكنها عمل ندوات للتثقيف السياسي وتنمية الوعي السياسي لدي الشباب وثانيهما المراكز البحثية التابعة للجامعات الموجودة في الأقاليم لوجود وانتشار الجامعات في معظم محافظات مصر مؤكدا علي أهمية دور الجامعة في عملية التثقيف السياسي لشباب الأقاليم وعدم اقتصارها علي الدور العلمي والتعليمي فقط بالإضافة إلي الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني التي بها الكثير من المراكز البحثية الخاصة بالتدريب التي تقدم الدورات التدريبية للشباب مؤكدا علي أهمية مشاركة الشباب في دورة التثقيف السياسي عن طريق نظام ورش العمل التي تتيح للشباب فرصة المشاركة والتفاعل والاستفسار وطرح الأسئلة المختلفة وعدم اقتصار الدورات التدريبية علي التلقين فقط وأيضا يجب أن تكون هذه الدورات مجانية أو بأسعار رمزية.
ويري أن السبب الرئيسي وراء امتناع شباب الأقاليم عن المشاركة السياسية قبل الثورة يعود لتحكم وسيطرة الحزب الوطني باعتباره الحزب الحاكم وذلك لأن الشباب المصري لديه وعي سياسي مما جعله يرفض الحزب الوطني في الحياة السياسية أما بعد الثورة فشباب الأقاليم سيفرض نفسه علي الحياة السياسية بالمشاركة والإرادة ومن قلب من محافظاتهم دون الحاجة إلي المجئ إلي القاهرة.