عقود طويلة عاشها الشباب المصري وسط تهميش وحقوق مهدرة خاصة في المحافظات البعيدة عن العاصمة ومنها سيناء المحافظة التي شهدت في السنوات الأخيرة الكثير من التوترات والمصادمات, في ظل تصاعد أصوات أهالي سيناء بالكثير من المطالب الاجتماعية والخدمية والشكوي من إهمال حكومي شديد وغياب خطط استراتيجية لتنمية المجتمع السيناوي.. وفي المقابل اتهمت بعض الآراء أهالي سيناء بضعف انتمائهم للوطن.. وهو الأمر البعيد عن الحقيقة.. وجاءت ثورة 25 يناير ليؤكد شباب سيناء عمق انتمائهم الوطني وذلك بمشاركتهم الفعالة في أحداث الثورة.. وبدأت تظهر ملامح استراتيجية جديدة إيجابية في التعامل مع الملف السيناوي.. وعدت حكومة شرف بتحقيقها.
في هذا التحقيق لقاءات مع شباب سيناوي أكدوا علي وطنيتهم وعرضوا مطالبهم:
محمد البلك بكالوريوس تجارة شمال سيناء أشار بالتأكيد ودون نقاش ينتمي شباب سيناء أولا وأخيرا إلي مصر, وتلك الشائعات التي تدعو أننا ننتمي لإسرائيل لا صحة لها ويوجد بعض العناصر التي تسعي لتفرقة شباب سيناء عن شباب محافظات مصر حتي تكون سيناء لعبة في أيديهم, لذلك أكبر مشاكل سيناء هي التهميش الإعلامي كما أنه لا يوجد ضوء يسلط علي شباب سيناء ومن قبل كان النظام السابق يقوم باحتفال 25 أبريل العيد القومي لتحرير سيناء وهكذا تعرف مصر سيناء يوما واحدا في السنة, وأشار محمد إلي أن التنمية والتعمير في جنوب سيناء كما أنها تشمل جميع المقاومات الاستثمارية أما شمال سيناء علي العكس تماما, فالدولة تهملنا ولا ترانا علي الإطلاق.
قال حمادة سعد ليسانس آداب إنجليزي من هم شباب سيناء؟ وأين يعيشون؟ أليس هم شباب مصر كما أنهم يعيشون علي أرض مصرية إذن ولاؤهم لمصر, وهذا ما نقع فيه كمصريون التفرقة بين محافظة وأخري, وأنا أقول إن شباب سيناء علي أتم استعداد أن للتضحية بأرواحهم فداء لسيناء ولمصر, ولكني أشعر بأننا ليس لنا صوت حتي يسمعنا من حولنا ولذلك تهدر جميع حقوقنا ويأتي الشباب من الوادي والمحافظات الأخري ليعمل علي أرضنا وبعضنا بلا عمل فهذا يشعل الغضب بداخلنا, ولكن رغم هذا فانتماؤنا لمصر فقط ونتمني أن تتغير تلك الأوضاع, كما أننا نرجو أن يكون خط الدفاع الأول مكثفا حتي نحمي أرضنا من أي خطر يهددها كما أننا لا نرضي علي معاهدة كامب ديفيد التي تنص أن الجيش الإسرائيلي يبعد 10 كيلومترات فقط أما الجيش المصري يبعد أكثر من 150 كيلومترا لذلك جميعنا نريد تغيير هذه الاتفاقية.
أشار رامي فايز ليسانس حقوق مشكلة مصر أنها تذهب وراء الشائعات وتسمع أحاديث وتروي عليها قصص وتضيع الحقيقة بين قيل وقال, شباب سيناء ترجع أصولهم لمصر لذلك ولاؤهم لمصر ولكن يعامل أهل سيناء من قبل الدولة بظلم شديد فبعض أصدقائي كان يذهب إلي محافظة أخري وفي دورية تفتيش عندما رأي المفتش بطاقة صديقي من سيناء عامله أسوأ معاملة, كما أنه أهانه واعتدي عليه بالضرب, وهو أمر يتكرر كثيرا معنا, وأشار رامي إلي أنهم يريدون قانونا يثبت تمليكهم لأرضهم ومنازلهم لأنه حتي الآن لا يوجد ما يثبت ملكية ممتلكاتهم, حيث آلت إليهم ممتلكاتهم بوضع اليد وليس بأوراق رسمية وهذا خلل وإهمال قانوني جسيم, كما يجب علي الدولة الاهتمام بالتعليم في سيناء لوجود تقصير شديد في التعليم يكمل رامي نسبة البطالة في سيناء أكثر بكثير من المحافظات الأخري.
وقال مجدي عريان ليسانس حقوق نحن في سيناء لا نري الساحة السياسية لأننا بعيدا عنها وكأننا في الأقاليم علي حد المثال, لذلك يوجد من يتمرد علي النظام لأسباب كثيرة, ومنا من يعتبر نفسه في بلد لا تعلم أنه يعيش علي أرضها, لذلك نشعر بالغبن من هذه المعاملة التي نعامل بها من قبل الدولة ونتمني أن نكون مثل سكان القاهرة حتي نتمتع بحقوقنا.
أضاف السيد أمين القصاص – رئيس لجنة الوفد لشمال سيناء أن شباب سيناء مفتقدين مصر وما فيها من حقوق, وحتي الآن لا نعلم هل سيقبل شباب سيناء في الكلية الحربية وكلية الشرطة تقدم عدد كبير منهم إنما لا توجد أي مؤشرات تأكد ذلك رغم التصريحات المتكررة من المسئولين في الحكومة والمجلس العسكري عن قبول شباب سيناء, ولكنها وعود فقط وهذا أبسط حق لهؤلاء الشباب, كما أن أهالي سيناء يعانون من عدم وجود استثمارات وعدم وجود تنمية ولا تعمير يؤدي إلي جذب المواطنين والمستثمرين لديها مما يزيد في خطورة هذا الوضع علي مصر وعلي سيناء أمام الأطماع التي تهدد هذه المنطقة, حتي الأراضي والعقارات والمزارع مازالت الحكومة حتي الآن لأسباب غير معروفة تنكر حق المواطنين في تملكها ولا يوجد قانون يحمي تلك الملكيات بل جميعها بوضع اليد, هناك القرار الجمهوري لسنة 1982 بالاعتزاز بالممتلكات مازال موجودا لكن لن يفعل حتي الآن كما يعامل شباب سيناء أسوء معاملة من قبل الدولة لأسباب لا نعلمها ويجب القضاء عليها بشكل حاسم.
أشار الدكتور أمجد خيري استشاري الطب النفسي والعلوم السلوكية الانتماء يولد معنا منذ البداية, ولكن توجد عوامل مؤثرة تقلل من الانتماء فمثلا التهميش والاحتقار يقلل من شأن الإنسان فيثور الإنسان وينسي أصوله ووجدانه فيتمرد علي جميع من حوله دون وعي منه وهذا ما يحدث لشباب سيناء, وهذا يستدعي أن تحرص مؤسسات الدولة الخدمية والإعلامية علي القيام بدورها المهم تجاه أهالي سيناء خاصة الأجيال الشابة منهم.