استكمالا لمسيرة صفحة شباب وطني في تسليط الضوء علي شباب الأقاليم كان لنا بعض اللقاءات مع شباب وجه قبلي حول حقوقهم المهدرة ومشاركتهم القادمة في الحياة السياسية.
يقول هاني شاكر معهد مساحة المنيا جميعنا كان يحلم بقيام ثورة حتي يتاح لنا الحديث وتصمت الأفواه التي ظلت تتحدث أكثر من 30عاما وتتكلم الأفواه المحرومة من الكلام, نمت فينا الثورة روح العزيمة والانتصار فخرجنا جميعنا ننادي ونصرخ من أجل الحرية والاستقلال وفي أيام الطوارئ كنا نعمل لجانا شعبية تقف أمام المنازل والمساجد والكنائس والتحقت بنا خسائر فتم نهب مخازن من الآلات إلي بذور إلي جرارات, ولأول مرة في المنيا جميعنا خرجنا رجال ونساء للمشاركة في الاستفتاء, لم نكن مهمشين علي الإطلاق بل محتاجين وعي حتي نكون دائما متواجدين وأشار هاني إلي أنه لا يوجد مؤسسات مدنية للتوعية السياسية وهذا ما يهمشنا ويمنعنا من الظهور, وأثناء الانتخابات في السنوات الماضية لم يقدم المرشح برنامجا له, بل كان يعرف نفسه فقط, وبعضهم كان يقوم بتوزيع أموال حتي يتمكن من كسب أصوات كثيرة, أتمني أن يكون لي مستقبل في مصر وأكون غير مهمش.
وقال شريف جمال بكالوريوس تجارة -بيت علام (سوهاج) نحن دائما نبحث عن أنفسنا في ذلك البلد, الذي لا يرانا ويحجب الرؤية عنا, نحن هنا لنا عقول وفكر, ليس مهمشين أو مختفين, بل فقط نحن متأخرين, مرت أيام كثيرة ونحن نتمني أن ينظر لنا أحد ويسمع أحوالنا, أحوال شباب لا تعرف معني السياسة, ونحن أثبتنا أننا موجودون عندما خرجنا جميعا من الجامعات, نطالب برفع الظلم ولم يخف منا أحد بل كان داخلنا بركان من القوة. إننا نتعايش في بلد ممنوع فيه الكلام وبصعوبة كان يتحدث معنا أحد من أساتذة الجامعة, وحين يتكلم كان يحاول إغلاق الدائرة وفي نطاق محدود حتي لا يجعلونا نفكر في الأمر. كان بعض شباب الثورة يتكلمون معنا هاتفيا ولكن انقطع الاتصال في تلك الفترة. ذلك البلد بلدنا ونتمني أن نراه في أفضل حال ونري حياتنا فيه بلا قيود وبلا تطرف.
أوضح محمود مكادي -خريج نظم ومعلومات- أسيوط رئيس اتحاد شباب الغد أن شباب الأقاليم لم يكن لهم دور مؤثر في الحياة السياسية, منذ عام 1952 وأن الساحة السياسية في الصعيد خالية تماما من أي نشاط سياسي, ونفي تماما سيطرة أي تيار سياسي علي الشباب في الصعيد, مضيفا أن الصعيد حتي هذه اللحظة لم يختار مرشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة. وأشار مكادي إلي أن اختيار المرشحين يكون علي أساس قبلي أو عائلي سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية في صعيد مصر, بمعني أن تحدد العائلة في الصعيد من المرشح الذي ستختاره, وبناء عليه تختار هذه العائلة هذا المرشح, ماعدا بعض الاستثناءات عندما يمتنع الشباب عن اختيار المرشح الذي تحدده عائلته ويختار المرشح المقتنع به وببرنامجه الانتخابي, مضيفا أن نسبة الاختيار علي أساس قبلي أو عائلي انخفض كثيرا, أما عن كيفية التوعية السياسية لشباب الأقاليم قال مكادي لابد للأحزاب السياسية أن يكون لهم دور مهم ومؤثر في الصعيد لتنمية الوعي السياسي لشباب الصعيد, مشيرا إلي أن وجود الأحزاب السياسية في الصعيد معدوم تماما, بالإضافة إلي منظمات المجتمع المدني, وقال مكادي إنه بصفته رئيس اتحاد شباب الغد قام بعمل برنامج كامل لتوعية الشباب سياسيا.
كما أشار مايكل إيهاب -هندسة سوهاج- نحن شباب مصر بدون استثناء شباب الأقاليم أو شباب القاهرة جميعنا عشنا في صمت طال سنوات طويلة, ولكن الفرق بيننا الوعي السياسي هم الوعي أمام أعينهم, ونحن الوعي بعيد عنا ومتجاهلنا تماما, وكأننا في منفي بعيد عن البلد, ومن يخرج عن المألوف ويتكلم في السياسة يعتبر خائنا أمام القانون, ولكن بعد الثورة تعالت أصواتنا وطالبنا بحقوقنا في بلدنا. البطالة هنا تجبر الشباب علي السفر خارج البلد, حتي يبحث عن المال الذي لا يجده في بلاده, وجميعنا تكاتفنا أثناء وجود البلطجية ولكنها كانت قليلة, لأن الأكثر خطورة كان علي الطرق الصحراوية والزراعية. وأشار مايكل إلي أنه يريد من يسأل عنهم ويخصص مساحة من وقته, حتي يتناقش معهم فما يحدث من أحداث كما ذكر أنه من الضروري وجود مؤسسات مدنية ومراكز للتوعية السياسية.
أوضح يوسف محمد -24 عاما- من أسوان أن شباب الأقاليم كان لهم الدور الأقوي في قيام الثورة, لأن الثورة تفجرت من السويس وأيضا دور شباب المحلة الكبري في إضراب 6 أبريل لعام 2008 مشيرا إلي أن عند مقارنة الحراك السياسي في الأقاليم بالقاهرة نجد أن الحراك السياسي في الأقاليم أفضل رغم إمكاناتهم المحدودة, أما عن دور منظمات المجتمع المدني بعد الثورة في تنمية الوعي السياسي للشباب قال إن المعهد المصري الديموقراطي علي سبيل المثال لديه عدة فروع في الأقاليم ويقوم بتنمية الوعي السياسي لدي شباب الأقاليم. وأشار إلي كمية الشباب الذي تواجد في ميدان التحرير من الأقاليم للمشاركة في جمعة الثورة أولا, وهذا دليل علي وعي هؤلاء الشباب لما يحدث في بلادهم.
وقالت ماجدة سعيد رئيسة مؤسسة أنا المصري إن الثورة نجحت لأن شباب الأقاليم هم من خرجوا علي المألوف وهزت أصواتهم الوجه القبلي فهؤلاء الشباب هم من يقوموا بحل المشاكل في القري والمحافظات التابعة لهم وربما انجذاب الشباب لتلك المشاكل التي تأخذ وقتا وجهدا جعلهم يبعدون عن الساحة السياسية, ومن الظلم الشديد أن نهمش أو نقلل من قيمة الشباب. وأشارت ماجدة إلي أنه من الضروري عمل أبحاث كثيرة في المحافظات والقبائل التي ينتموا إلي عرق جدي. وتغيير الوجوه القديمة في جميع المؤسسات, وهذا محتاج إلي وقت وتنظيم وإثبات قيمة ودور شباب الأقاليم في الثورة ويجب التواصل مع مؤسسات مدنية وهذه أقرب وسيلة لاتحاد جميع شباب مصر, لأن التواصل هو من يقرب أعضاء الوطن وجميعنا من شباب القاهرة أو الأقاليم محتاجين إلي توعية سياسية لأننا علي مدار 30عاما شعب مهمش عن العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومن أهم إنجازات مؤسسة أنا المصري تكثيف الدورات للشباب علي الممارسة السياسية.
وأوضح الدكتور سامي السيد الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن المؤسسات التي يمكنها أن تقوم بعملية الوعي السياسي لشباب الأقاليم المؤسسات الحكومية, وتتمثل في المجلس القومي للشباب المنتشر في كثير من محافظات مصر ومراكز الشباب وقصور الثقافة. وثانيا المراكز البحثية التابعة للجامعات الموجودة في الأقاليم مؤكدا علي أهمية دور الجامعة في عملية التثقيف السياسي لشباب الأقاليم, وعدم اقتصارها علي الدور العلمي والتعليمي فقط, هذا بالإضافة إلي الجمعيات الأهلية, ومنظمات المجتمع المدني التي بها الكثير من المراكز البحثية الخاصة بالتدريب التي تقدم الدورات التدريبية للشباب, مؤكدا علي أهمية مشاركة الشباب في دورة التثقيف السياسي عن طريق نظام ورش العمل ويجب أن تكون هذه الدورات مجانية أو بأسعار رمزية.
وأشار إلي أن امتناع شباب الأقاليم عن المشاركة السياسية قبل الثورة, بسبب تحكم وسيطرة الحزب الوطني باعتباره الحزب الوحيد في الحياة السياسية, أما بعد الثورة فإن شباب الأقاليم سيفرض تواجده في الحياة السياسية بالمشاركة والإرادة, أما عن اختيار المرشحين علي أساس عائلي قال سامي إن ذلك منتشر في الصعيد أكثر منه الوجه البحري.