تعالت الأصوات في الفترة الأخيرة مطالبة بضرورة حل المحليات لتطهيرها من بقايا الأنظمة الفاسدة وهيمنة رجال الحزب الوطني المنحل ومن هنا تقدم عدد من مجموعة شباب ثورة المبادرة بمشروع مجلس محافظين مواز من شباب الثورة بهدف القضاء علي فساد المحليات ولتحقيق التنمية الشاملة من خلال المشاركة في انتخابات مجلس المحافظين ورؤساء المحليات القادم وذلك بكوادر من المؤهلين علميا وعمليا لتلبية احتياجات المواطنين والمشاركة في اتخاذ القرار الصحيح, وعن أهداف وبرنامج وآليات التنفيذ للمشروع ومدي شرعيته قانونيا ورأي الخبراء والمتخصصون…كان لنا هذا التحقيق:
رقابة وتوصيات
تحدث من شباب المجموعة حمدي عرفة وهو باحث يعد رسالة دكتوراه في المحليات قال: تقدمنا بالمشروع لمكتب رئيس الوزراء د.عصام شرف ولاقي استحسانا بالفكرة لأنها مبادرة شعبية وجار الآن تحديد لقاء لمناقشة المشروع والذي يهدف إلي الرقابة علي أعمال المحافظين ورؤساء الأحياء والمدن والمراكز والوحدات المحلية في جميع المحافظات وتقديم اقتراحات وتوصيات لهم في شتي المجالات ومكافحة الفساد بكل أنواعه مع مطالبة الحكومة بإجراء انتخابات للمحافظين ولرؤساء المدن والأحياء والمراكز والوحدات المحلية وإلغاء القوانين سيئة السمعة الخاصة بالمحليات وتفعيل دور المرأة ومكافحة عمالة الأطفال وتشغيل العاطلين.
أضاف عرفة: البرنامج الخاص بالمشروع يكمن في تفعيل المواثيق المحلية والدولية وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والدفاع عن حرية المواطنين وأيضا احترام آدمية المواطن والمطالبة بضرورة إنشاء وزارة لحقوق الإنسان يكون الوزير المختص معينا بتأييد من الرأي العام من خلال استفتاء.
أوضح حمدي عرفة: وبدأنا التنفيذ في المشروع بالفعل في محافظات الجيزة والقاهرة والشرقية والمنيا وسوهاج, وقمنا بإعداد توصيات علمية لتشغيل الشباب لعرضها علي المسئولين وعمل حصر ومذكرة تامة عن العشوائيات والطرق والصرف الصحي لتقديمها إلي وزير التنمية المحلية وجار تكوين مجموعات في باقي محافظات مصر لاستكمال المشروع علما بأن النظام الموازي موجود في العالم كله ولكن مشروعمجلس محافظين موازي هو أول مشروع بهذا الشكل في العالم كله.
مقترحات…وغير ملزم
ذكر د.بكري عطية أستاذ العلوم الإدارية جامعة الأزهر: الدول المتقدمة تتنافس منها الأحزاب علي الحكم والحزب الذي يفوز بحكم بشكل رسمي والذي لايصل للحكم يتابع سياسات الحكومة ويقترح اقتراحات ولكنها تكون غير ملزمة, كذلكمجلس المحافظين الموازي عليه تقديم اقتراحات ولكنها غير ملزمة ومدي نجاح دوره يتوقف علي استراتيجيات المجلس نفسه والشخصيات التي تعمل به والتي لابد أن تكون علي دراية تامة بمشاكل محافظتهم التي يمثلونهما في المجلس فإذا توفرت الدقة والجدية سيحقق المشروع نجاحا وتطويرا للمجتمع المصري, أيضا علي الحكومة أن تساند هذا المشروع وتحاول تزليل العقبات التي تواجهه وليس بشكل إرضاء للقائمين علي المجلس فقط بل بشكل جاد.
تقليص اختصاصات المحافظ
رحب عبد الخالق ريحان باحث دكتوراه في إدارة المحليات بأكاديمية السادات بفكرة المشروع بقوله المحليات في كل ربوع مصر مليئة بالفساد والنظام القديم كان يكرس المركزية ويعمل علي توازن الحزب الوطني داخل المحليات ويؤيد مرشحي الحزب ويتجاهل السلطة التشريعية, ولكن في الفترة الراهنة لابد من عمل شئ جديد للقضاء علي الفساد ومراقبة دور المحليات وملاحقة المحافظين في حالة وجود أخطاء, موضحا أن هذا المشروع سيغير كثيرا بالإيجاب في نهضة مصر لذلك لابد أن يسعي المشروع إلي تعديل قانون الانتخابات المحلية وإعطاء فرصة وبقوة للمجالس المحلية في أن يكون لها الحق في إقامة المحافظ, ويجب تفعيل اللامركزية الإدارية المحلية بحيث يكون للمحافظات دور في تنمية مواردها وتخطيط مشاريعها ولايكون كل التخطيط مركزيا كما كان يحدث في السابق.
استطرد عبد الخالق بقوله:لابد أن يتم تحديد اختصاصات المحافظ داخل المحافظة وتقليصها وعدم تعارضها مع الوزارات داخل المحافظة لكي لا يحدث تضارب في الاختصاصات وإذا طبق المشروع بالفعل سنري تطورا سريعا في جميع محافظات مصر سواء في البنية الأساسية أو الإدارة أو الإنسان نفسه.
محاكاة
قال د.سمير عبد الوهاب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: الدور الأساسي للمجالس المحلية هو المراقبة الفعلية ولكن من الناحية القانونية لايجوز إقامة مجلس محافظين مواز ولا يصح القيام بالدور الرقابي بالصفة الرسمية أو القانونية لكن الممكن لهذا المجلس الموازي من الناحية الفعلية أن يكون لتدريب الشباب علي العمل السياسي وتقديم المقترحات والحلول للمجالس المحلية الفعلية بطريقة غير رسمية فيكون لهذه المجالس هدفان الأول هو محاكاة لنموذج المجالس المحلية الفعلية والثاني تقديم التوصيات للمجالس الرسمية ولايشترط الموافقة أو عدم الموافقة.
أوضح د.سمير: القانون يعطي فرصة للشباب لحضور اجتماعات المجالس المحلية وتعلم كيفية ممارسة الحياة السياسية الفعلية وأن يكون لديهم الاستعداد لخوض الانتخابات والعبور بمصر لبر الأمان.
فكر جديد
قال د.عماد جاد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: مايفكر فيه بعض شباب الثورة عقد مجلس محافظين موازي يعتبر بمثابة تبني فكر جديد في تفعيل دور الشباب والمواطنين لكي يشعر كل محافظ ومسئول أن بقاءه ليس لرخاء الحاكم بل لإرضاء وتحقيق مطالب الناس وتشكيل مجالس موازية يجعل كل مسئول يفكر في أداء عمله علي أكمل وجه دون تقصير.