يعد ميدان التحرير الآن رمز الحرية بالنسبة لجميع الشباب, بفضل ثوره 25 يناير, ولكن مع استمرار الاعتصام بالميدان وخاصة بعد رحيل حكومة شرف وبدء انتخابات مجلس الشعب, انقسم الشباب بين مؤيد ومعارض لهذا الاعتصام, فيري بعض الشباب أنه لابد من استمرار الاعتصام بالميدان حتي تتحقق جميع المطالب التي قامت من أجلها الثورة, في حين أن البعض الآخر يري أن الميدان قد أصبح رمزا للفوضي والبلطجة ووقوع الكثير من الأحداث المؤسفة.
ومن بين هؤلاء الشباب محمد عادل – 29 سنة – محاسب وهو من المعارضين لاستمرارالاعتصام بالتحرير لأن الشباب المتواجد في ميدان التحرير حاليا ليس لديه وجهة نظر مستقبلية لمطالبهم المطروحة علي ساحة الميدان وليس لديه أيضا حلول فعلية لهذه المطالب ومثال لذلك رفع شباب ميدان التحرير شعار الشعب يريد إسقاط المشير بغض النظر أنه قد يكون فعلا مشتركا في فساد نظام مبارك السابق إلا أنه هو الشخص الوحيد المسئول القادر علي إدارة البلاد في الوقت الحالي في هذه الفترة الانتقالية الصعبة ويجب الصبر عليه حتي تمر علينا هذه الفترة بأمان واستقرار علي وطننا, كما أنه يري أيضا أن مطالب هؤلاء الشباب في تزايد مستمر, بالإضافة لاعتقاده الشخصي بأن الكثير من المتظاهرين حاليا في التحرير من البلطجية والحرامية والباعة الجائلين الذين وجدوا من التحرير مكانا جيدا للسرقة وأعمال البلطجة والبيع في وسط هذه التجمعات وأن مثل هذه الأعمال تضر بأمن واستقرار الوطن.
وأضافت نادية محمد أبوالندي 19 سنة – طالبة – وهي من المعارضين لاستمرار الاعتصام أيضا أنها حزينة لأجل الشهداء الذين راحوا ضحية هذه التظاهرات أمام مبني وزارة الداخلية في شارع سفك الدماء محمد محمود الذي سقط فيه زهرة الشباب ضحايا الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة والجيش, وذلك نتيجة تدخل بعض عناصر البلطجية بين المتظاهرين, مما أدي إلي اعتداءات متكررة علي المتظاهرين من الشرطة دفاعا عن هيبة الدولة المتمثلة في حماية أمن المؤسسات, فإن ضاعت هيبة الشرطة والجيش المسئولين عن حماية الوطن إذن من يحمي الوطن…!!, أكدت نادية أن هذا الاعتصام يعطي فرصة للبلطجية للقيام بأعمال الشغب والفوضي التي تهدد استقرار وأمن المواطنين, ولذلك يجب علينا أن نتكاتف ونتعاون للحفاظ علي الوطن واستقراره ونعطي الفرصة للمجلس العسكري لحماية البلاد مع الشرطة ونساعدها علي إعادة هيبتها, ولذلك يجب فض هذا الاعتصام بطريقة سلمية وعدم المشاركة في أي تظاهرات أخري لمساعدة الاقتصاد المصري علي الخروج من حالة الركود الذي يمر بها بعد الخسائر الكبيرة التي تمر بها البورصة المصرية منذ اعتصام التحرير الحالي, كما تؤيد نادية حكومة الجنزوري وتري فيها الحل الأمثل لإنقاذ الوطن.
وتري كريستينا وديع – 20 سنة – طالبة, أنه بالرغم من السلبيات الكثيرة التي توجد في سياسة المجلس العسكري وعدم الخبرة السياسية في إدارة البلاد, إلا أنه هو الحصن الوحيد حاليا لإدارة وحماية البلاد والقضاء علي البلطجة المنتشرة في البلاد في الوقت الحالي, ولذلك تؤيد بشدة فض الاعتصام وانتظار مرور الفترة الانتقالية. حتي تسليم السلطة إلي سلطة مدنية مختارة من قبل الشعب ولذلك يجب أنا نعمل جميعا علي تأييد المجلس العسكري لقدرته علي الحفاظ علي استقرار البلاد وأمانها.
ولبناة المستقبل من الشباب رأي أيضا في اعتصام التحرير حيث يري دكتور حمدي حامد عضو هيئة التدريس في كلية التربية جامعة حلوان ضرورة فض اعتصام التحرير الآن بسبب الأجواء المشرقة التي تمر بها البلاد من انتخابات مجلس الشعب, فلابد من فضه حتي لا يؤثر ذلك الاعتصام علي هذا العرس السياسي, بالإضافة أن حكومة الجنزوري وهي حكومة الإنقاذ الوطني لما تمر به البلاد في الوقت الحالي من فوضي وتظاهرات واعتصامات, كما أكد دكتور حمدي أن حكومه الجنزوري ذات خبرة سياسية كبيرة في إدارة البلاد وكان مشهود لها تاريخيا بنزاهتها وخبرتها فدعو الحكومة تتشكل وتغير للأفضل وأعطوها الفرصة لتعمل علي الاستقرار والجدير بالذكر أيضا تأكيد حكومة الجنزوري علي ذلك من خلال تصريحاتها بالعمل علي أمن البلاد وتطوير الاقتصاد المصري. ولابد من فضه من خلال الاتفاق مع المعتصمين وإجراء تحقيقات في المخالفات التي تمت من الطرفين من الأمن والمعتصمين.
وعلي الناحية الأخري نجد الكثير من الشباب المؤيد لاستمرار الاعتصامات, فقد أوضح أسامة محمد -25 سنة – طالب بكلية الآداب جامعة القاهرة وعضو بحركة الطلاب الاشتراكيين الثوريين, أن الاعتصام بميدان التحرير مستمر لعدة أسباب أولها أنه لم يتم محاسبة أي فرد من وزارة الداخلية أو من الجيش, تسبب في وقوع قتلي من المتظاهرين خلال الاشتباكات التي وقعت بينهم منذ أسبوعين بميدان التحرير وشارع محمد محمود, وهو نفس ما حدث في مأساة ماسبيرو, بالإضافة أن كل من تحول للمحاكمات من المدنيين وليس من العسكر, وثانيا أن الدولة لم تراع معظم مصابين الثورة ولم تقدم لهم العلاج حتي الآن وأحوالهم سيئة, ومن تلقي العلاج كان علي نفقته الخاصة أو عن طريق فاعلي الخير, وثالثا فإن حكومة الجنزوري لا تعبر عن الثوار ولا تحقق مطالبهم بل هي امتداد للنظام السابق بكل عيوبه, ولكن حينما يتم محاكمة المتسببين في موت المتظاهرين ووضع خطة لعلاج المصابين علي نفقة الدولة وتشكيل حكومة ثورية تقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية وعودة الجيش إلي ثكناته, سنخلي الميدان.
وبالحديث عن تدهور صورة الميدان في أذهان الشباب وأنه أصبح مصدرا للفوضي والقلق, نتيجة انتشار الباعة الجائلين والألعاب النارية بالميدان, فقد أكد أسامة أن الباعة الجائلين هم جزء من هذا الوطن وأنهم تواجدوا في الميدان منذ قيام الثورة وأن كل فئة من المجتمع تعبر عن آرائها أو مساندتها للثورة بالطريقة التي تراها مناسبة, وأن الشباب الذي يرفض استمرار الاعتصام بالميدان, معظمة لا يدرك حقيقة ما يحدث أو يتغاضه عما يحدث نتيجة شعوره بالضيق والتعب والملل من تلك الأحداث, وطلب أسامة من الشباب النزول للميدان وهناك سيجدون الأسباب التي تدفعهم للبقاء في الميدان, وأن يتذكروا أن الميدان قد نجح في تحقيق بعض المطالب ولكنه مستمر لتحقيق الباقي وحتي يتم وضع البلاد علي بداية الطريق لتأسيس دولة حديثة تقوم علي الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.
أنطوان إبراهيم يعقوب – 19سنة – طالب بكلية العلوم جامعة حلوان, والمؤيد لاستمرار الاعتصام بميدان التحرير قال إن البلاد لم تتحرك خطوتين للإمام منذ قيام الثورة, ولقد تم وضع العديد من الخطط لتحسين أحوال البلاد ولكنها لم تنفذ, بالإضافة أن حكومة الجنزوري لا تصلح لقيادة البلاد لأن الجنزوري لم يشترك بالثورة وإنما اكتفي بالمشاهدة والمشروعات التي قام بها أثناء توليه رئاسة الوزارة فيما مضي لم يكتمل أي منها, وأشعر أن المجلس العسكري يريد مد فترة حكمه, ولهذه الأسباب لابد من استمرار الاعتصام حتي نستطيع تحقيق مطالبنا وفي مقدمتها حاليا تشكيل حكومة إنقاذ وطني حقيقية.