تحدثنا عن 6 توجهات للخدمة في المقال الماضي فإلي بعض التفاصيل:
1- التوجه الإيماني :
أي دعم الإيمان المسيحي في قلوب الأطفال والشباب والشعب, وتسليم الإيمان من جيل إلي جيل, إيمانا سليما حيا اختباريا, فاعلا بالرب يسوع مخلصنا. وكذلك الرد علي كافة المطاعن التي يحاول البعض توجيهها إلي إيماننا الحي من خلال الإنترنت والنشرات, وهي مطاعن قديمة وهزيلة, سرعان ما تتحطم علي صخرة الحق المسيحي, وألوهية رب المجد, الإله المتجسد من أجلنا لذلك يجب شرح مفردات الإيمان المسيحي لأجيالنا, وكذلك الرد علي أية محاولات للطعن فيه.
2- التوجه العقيدي :
أي دعم الروح الأرثوذكسية في الأجيال الجديدة, فهما للعقيدة والطقس والتاريخ, واستيعابا لسير الآباء القديسين وأقوالهم وشروحاتهم, وشبعا بالحياة الكنسية: قداسا وتسبيحا وسنكسارا وأجبية.. إلخ. وذلك لنحمي أولادنا من السير وراء طوائف أخري, لا تحمل ما لدينا من دقة إنجيلية آبائية, وروحانية أرثوذكسية عميقة, علي مدي التاريخ المسيحي.
3- التوجه الروحي :
أي إعلاء قيمة القداسة والروحانية والتطلع الأبدي, في مواجهة الانفلات الجنسي, والمغالاة في الاهتمام بالجسد والذات والمادة والزمن الحاضر. والاجتهاد في إقناع شبابنا بأن الحياة الروحية مكسب لكل الكيان الإنساني, فهي مكسب :
? للروح : حين تشبع بالمسيح…
? والذهن : حين يستنير بالإنجيل…
? والنفس : حين تنضبط غرائزها وعواطفها بالجهاد والنعمة…
? والجسد : حين يصبح سليما من خلال الرعاية السليمة, والبعد عن التدخين والمخدرات والمسكرات والنجاسة… وما يستتبع ذلك من أمراض خطيرة.
? والعلاقات : حين يصير المسيحي شاهدا أمينا في المجتمع, مثل النور, والملح, والخميرة, والسفير, والرسالة المقروءة من جميع الناس, والرائحة الزكية المنتشرة في كل مكان…
4- التوجه الوطني :
أي الإحساس بالانتماء لمصرنا العزيزة, ذات التاريخ الفرعوني العريق, ولكنيستنا القبطية الأرثوذكسية التي كانت المؤسسة الجوهرية في الحفاظ علي وطنية مصر, ضد الغزاة والطامعين; سواء البيزنطيين أو الفرنجة أو الفرنسيين أو الإنجليز أو الإسرائيليين… لقد قدمت كنيستنا للعالم :
أ- اللاهوت : حيث قادت المجامع المسكونية اللاهوتية.
ب- الكرازة : حيث كرزت كنيستنا بالإنجيل شرقا حتي إلي الهند, وشمالا حتي آسيا الصغري, وجنوبا حتي إريتريا وإثيوبيا, وغربا حتي سويسرا وأيرلندة.
ج- الرهبنة : حيث صار الأنبا أنطونيوس أبا لجميع رهبان العالم.
د- الشهداء : حيث قدمت كنيستنا عشرات الألوف من الشهداء علي مر العصور.
لذلك يجب أن نحرص جميعا علي الوحدة الوطنية, فنحن في النهاية أبناء وطن واحد, ونسكن في شارع واحد طويل هو نهر النيل, ونحيا كسبيكة واحدة في السراء والضراء.
إن نشر روح المحبة بين المواطنين: مسيحيين ومسلمين, هو صمام الأمن, في عالم يموج بالتغيرات والصراعات, وبخاصة بعد الصحوات الدينية, التي يمكن أن تتحول إلي منافسات وخلافات ومشاكل, بدلا من أن تصير اقترابا أعمق من الله, وحبا وخيرا للإنسانية.
إن تمسكنا بوطننا وتقاليدنا, سوف يساعدنا في الحد من تأثير العولمة الفكرية والأدبية والسياسية والثقافية… إذ نحتفظ بهويتنا الخاصة رغم ثورة الاتصالات الهائلة… (يتبع)