يعد شارع المعز أحد أهم الشوارع ليس في مصر فقط بل علي مستوي العالم من حيث القيمة الأثرية والتاريخية حيث يضم جميع العمائر الاسلامية والحربية والدينية والاجتماعية والتعليمية ، كما انه كان يعد الشارع الرئيسي الذي أنشأه الفاطميون للمرور لمدينة القاهرة القديمة ومن هذا المنطلق حرصت الدولة علي تنفيذ مشروع متكامل لتطوير الشارع وإنقاذ وترميم المباني التاريخية والمواقع الأثرية الموجودة علي جانبيه وفقا لأحدث النظم العالمية لتطوير الشارع وتحويله إلي متحف مفتوح للآثار الإسلامية بتكلفة إجمالية حوالي 35 مليون جنيه الا ان هذا الشارع تعرض بعد ثورة 25 يناير والغياب الامنى للعديد من التعديات من قبل اهالى المنطقة متمثلة فى الباعة الجائلين مما يشوه المنظر الحضارىو الاثرى للمنطقة ، كما تم رجوع حركة المرورو للشارع بعد ان خصص للمشاه فقط .
الحالة المعمارية والترميمية للآثار
وعن هذا أوضح د.مصطفى أمين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بعد الزيارة المفاجئة التى قام بها أول أمس لشارع المعز بالقاهرة التاريخية لتفقد حالة التعديات التى وقعت بالشارع إن هناك العديد من التعديات من سيارات المواطنين والباعة الجائلين وأصحاب المحلات على الآثار فى الشارع مما يؤثر بالسلب على الحالة المعمارية والترميمية للآثار بالشارع الذى تم إفتتاحه منذ عام تقريباً كأكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية التى تعود لعدة عصور مختلفة ، مشيرا إلى أنه خاطب شرطة الآثار لسرعة إتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة حيال ذلك لرفع التعديات على الآثار الإسلامية بشارع المعز الذى يعد أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية بالوطن العربى حيث إستغرق العمل فيه خمسة عشر عاماً وتكلف حوالى 850 مليون جنيه على إعتبار أن هذه المنطقة متفردة بعناصرها الأثرية وتنوعها حيث يضم 33 أثراً مابين بيوت أثرية ومساجد وأسبلة وكتاتيب تم ترميمها على أحدث الأساليب العملية الحديثة. وما يتم الآن فيها من تعديات يعد من أهم الأولويات التى سيتم التركيز عليها حتى يتم إعادتها الشارع على حالته السابقة.
إنشاء وحدة أمن خاصة
ومن جانبه أوضح الاثرى محمد عبد الفتاح أن الانتهاء من مشكلة الباعة الجائلين وتعدى أصحاب المقاهى على الآثار ودخول السيارات لن ينتهى إلا بإنشاء وحدة أمن خاصة بالشارع تقف على مداخله ولا تسمح بمرور السيارات للداخل، وكذلك بانتشار أفراد الأمن بطول الشارع لمنع الباعة الجائلين، موضحا أن هذه الخطوة يتم دراستها حاليا مع وزارة الداخلية ولن تكون صعبة خاصة وأن الوزارة كانت مخصصة وحدة للأمن بالشارع من قبل.
إعادة الشارع الى رونقه وجماله
وبينما يناشد الدكتور محمد عبد المقصود جميع الاثاريين ومحبي الآثار والمواطنين إلى التكاتف والتلاحم والتعاون من أجل إعادة شارع المعز الى رونقه وجماله كونه أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية فى العالم ومزار أثرى وسياحى يتردد عليه العديد من السياح من أجل هذا كله لابد من تعاون الجميع من أجل إعادة شارع المعز إلى حالته الجميلة التى كان عليها قبل ان يقع عليه التعديات .
الباعة الجائلين والرزق الحلال
وعلى صعيد اخر اوضح احمد مصطفى احدى الباعة الجائلين فى المنطقة ان شرطة السياحة والآثار قامت منذ عدة أسابيع بطرد كافة الباعة الجائلين من الشارع، ومنع دخول السيارات إليه ، وذلك بعد سيطر عليه الباعة الجائلون وأصحاب المقاهىالذين حولوا مداخل المساجد الأثرية لمقاهى وكافيتريات، كما دخل سائقى السيارات بسياراتهم إلى الشارع وبالفعل طردت شرطة السياحة والآثار الباعة الجائلين كخطوة أولى لعودة الشارع لطبيعته لكن هؤلاء الباعة عادوا مرة أخرى بعد انصراف الشرطة، ومارسوا مهام عملهم التى كانوا يقوموا بها بعد الثورة التى اتاحت للجميع فعل اى شئ كما يراه ، مطالبا الدولة بعمل اكشاك لهؤلاء الباعة الغلابة حتى يستطيعون ان يحصلوا على رزقهم بالحلال على حد تعبيره
إزالة علامات إهمال الزمن
وأوضح المهندس حسين أحمد المستشار الهندسي للمشروع أن مشروع تطوير القاهرة التاريخية يهدف الى إعادة القاهرة الى رونقها المعماري وطابعها الأثري الذي شيده الفاطميون وذلك بعد إزالة علامات إهمال الزمن وغدر الأيام ضمن المشروع الكبير لتطوير القاهرة التاريخية والثقافية وترميم وانقاذ الاثار الإسلامية التى تضررت من زلزال 1992، إلى جانب إفتتاح متحف النسيج والذي يقبع في الشارع نفسه ، حيث تم ترميم وتطوير 34 آثراً تطل على جانبي الشارع بامتداد 1200 متر بين باب الفتوح وباب زويلة إضافة إلى 67 اثراً نادراً تحيط بالشارع. ونظراً الى ان الشارع ينفرد باحتوائه على أكبر عدد من المباني والمواقع الأثرية والتاريخية في العالم كان لا بد من معاملته معاملة خاصة والسعي إلى تحويله متحفاً مفتوحاً والقضاء على الاشغالات والأنشطة غير الملائمة لطبيعته التاريخية وقيمته الأثرية، لهذا أعد مخططات متكاملة للشارع بالتنسيق مع أهالي المنطقة من خلال تحديد مواعيد فتح الشارع ابتداء من الحادية عشرة ليلاً أمام السيارات للأغراض التجارية وحتى الثامنة صباحاً مع تزويد الشارع ببوابات الكترونية تسمح بفتحه نهاراً خلال الطوارئ والاسعافات عبر نقاط أمنية محددة، إضافة الى تزويد الشارع بدورات مياه وأماكن خدمات للسياح والزائرين .
مشروع إضاءة المباني الأثرية
ومن جانبه أضاف مصلح رجب مدير آثار شارع المعز قائلا إنه تم الاستعانة بمجموعة من الخبراء الإيطاليين وبإشراف شركة مصر للصوت والضوء لتنفيذ مشروع إضاءة لمجموعة من المباني الأثرية بمنطقة القاهرة الفاطمية بحيث تتناسب الإضاءة مع طبيعة كل أثر وأن تراعي الارتفاعات والانخفاضات لكل مبني تاريخي علي حدة وقد تم بالفعل إضاءة 33 أثرا بشارع المعز ، موضحا ان الخطوة الثانية في مشروع تطوير القاهرة الإسلامية تطوير شارع المعز نفسه بالتنسيق مع وزارة الإسكان والمحافظة وذلك بتجديد جميع شبكاته ومرافقه من كهرباء ومياه وصرف صحي وتليفونات وتبليط الشوارع والأرصفة بعد إعادة منسوب الشارع إلي أصله الأثري, هذا إلي جانب صيانة الواجهات غير الأثرية الخارجية للمحلات التجارية والمباني الخدمية والسكنية بمعالجة أي عيوب خرسانية ودهان جميع العناصر المعدنية والخشبية بها, وكذلك تنسيق الموقع العام للشارع بزراعة نوعيات مختلفة من الأشجار والنخيل.
—
إ س
14 اكتوبر 2011