عادت شادية إلي أسرتها بعد أن التقطت أنفاسها فور سماع قرار الإفراج عنها إذ أمضت وراء أسوار سجن بنها للنساء أكثر من ثلاثة أشهر وهي لا تعلم ما يرتبه القدر لها, وبعودتها عادت البسمة بعد حياة أسرية كانت تحولت بأكملها إلي كابوس لم يفق منه الجميع إلا بعد أن نطق النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بقراره بالإفراج عن شادية ناجي إبراهيم السيسي لحين الفصل في الطعن المقدم في قضيتها وهو تزوير بطاقة رقم قومي باسم مسيحية رغم إسلام أبيها منذ نصف قرن.
لم يقف الأمر عند ذلك بل امتد الإنصاف إلي قرار النيابة العامة الذي صدر نصه كالآتي: يتم الإفراج عن المتهمة شادية مصطفي إبراهيم السيسي, وصحة اسمها شادية ناجي إبراهيم السيسي, مع تحديد أسرع جلسة نقض, كما أعطي النائب العام تعليمات لنيابة النقض بإيداع مذكرة بالطعن بالنقض علي الحكم, فأصبح الطعن علي الحكم الصادر عليها من جهتين: المحامي المدافع والنيابة العامة, الأمر الذي جعل هيئة الدفاع عن شادية وعلي رأسها رمسيس رؤوف النجار المحامي يتفاءلون خيرا إذ يشير ذلك إلي اقتناع النائب العام بأسباب الطعن.
علي أعتاب سجن بنها التقت وطني بشادية التي هتفت ببساطة الفلاحة المصرية: أنا متشكرة قوي لكل إللي بتعملوه علشاني.. ووسط فرحة الأهل دار هذا الحوار السريع:
* هل كنت تتوقعين قرار الإفراج؟
** أيوه لأني مظلومة وربنا عالم أني ماعملتش حاجة.
* ألم تعلمي شيئا عما فعله والدك من تزوير أو إشهار لإسلامه؟
** أبدا. كنت أنا وإخواتي عايشين معاه لكن مانعرفش حاجة خالص.
* وداخل السجن كيف كانت المعاملة؟
** حلوة أوي.
* حلوة خوفا من شئ؟
** لأ.. لكن كل المسجونات وكل السجانات كانوا شايفين إني مظلومة فكانوا بيعاملوني أحسن معاملة.
* ماذا عن لحظة سماعك قرار الإفراج؟
** فرحة فرحة ماتتوصفش وكل المسجونات شالوني وغنوا لي مبروك رغم أنهم مسلمات ماكنش فيه ولا واحدة مسيحية في السجن غيري.
* هل زارك أحد من الكهنة داخل السجن؟
** كان الآباء الكهنة بيزورني – أبونا بيشوي وأبونا تيموثاوس من بنها – ويناولوني, ومافيش حد اعترض علي زيارتهم نهائي.
* جني أولادك الثمن غاليا. فهل تعرفين ما واجهوه جراء القبض عليك؟
** أيوه الجيران كانوا بيضايقوهم وبيقولوا لهم إنهم عايشين بالكذب بينهم لأنهم مسلمون وقالوا للكل إنهم مسيحيين لكن أولادي كانوا بيصبروا بعض ويصبروني بأن المسيح تألم وإحنا لازم نتشبه بيه. كمان ابني الكبير أجل جوازه لأن القبض علي كان قبل يوم الجواز بـ 3 أيام!
* هل تتوقعين الفصل في الطعن لصالحك وماذا لو وجدت نفسك في السجن مرة أخري بعد الطعن؟
** أنا حاسة أني مش هارجع تاني للسجن لأن ربنا مش هايسبني ومش هاقدر أتصور أني أكون هناك تاني.