وبعد أن تكلم معلمنا بولس الرسول عن قيامة السيد المسيح كأساس الإيمان المسيحي كما قال لأهل كورنثوس وسلمهم هذا الإيمان قائلا فأني سلمت إليكم في الأول ما استلمته أنا أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب أي ما جاء من نبوءات عنه في كتب الأنبياء وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. ونسأل معلمنا بولس الرسول مع أهل كورنثوس سؤالين الأول: كيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات؟ وأجاب بولس الرسول عن هذا السؤال لهم خاتما إجابته بالحقيقة الآتية ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. والسؤال الثاني كيف يقام الأموات وبأي جسد يأتون؟والإجابة تدخلنا في حوار بولس الرسول حول ما ستكون عليه أجسامنا المقامة ويوضح أنها ستكون كاملة بعمل المسيح بلا ضعف ولا مرض, وهكذا ستكون أجسادنا الروحانية مختلفة في طبيعتها عن أجسادنا الأرضية. سنلبس جسا يتفق مع الطبيعة السماوية. فلن تموت أبدا ومملوءة مجدا وقوة وروحانية وهي من طبيعة السماء وهنا نتساءل ما هي أجساد الملائكة أليست أجسادا روحانية نورانية؟.. وينوع بولس الرسول هذه الأجساد ويقول ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد آخر وللسمك آخر وللطير آخر وأجسام سماوية وأجسام أرضية,لكن مجد السموات شيء ومجد الأرضيات شيء آخر, ويعرفنا أن أجسادنا تزرع في فساد وتقوم في عدم فساد تزرع في هوان وتقام في مجد تزرع في ضعف وتقام في قوة,تزرع في جسد ترابي وتقام في جسد روحاني وأفاض بولس الرسول في إجابته علي هذا السؤال عندما قال أجسام سماوية وأجسام أرضية وشرح ما المقصود في طبيعة الأجسام السماوية وطبيعية الأجسام الأرضية عندما قال الإنسان الأول وهو آدم صار نفسا حيه متحدة بجسد تراب عندما أخذ الله من تراب الأرض ونفخ فيه فصار الإنسان الأول أما الإنسان الثاني وهو المسيح هو الرب من السماء وشرح السيد المسيح في حواره مع نيقوديموس قائلا: المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح وليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء أخذ جسد ممجدا ونحن سنكون علي شكل مجد جسده وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضا صورة السماوي.