تقع سنغافورة في موقع استراتيجي علي ملتقي طرق العالم,مما ساهم في نموها لتصبح مركزا رئيسيا للتجارة والاتصالات,وتعد سنغافورة إحدي أصغر 20 دولة في العالم ويرمز علمها بلونه الأحمر إلي الإخاء مع العالم ومساواة الإنسان,بينما يرمز اللون الأبيض إلي النقاء والفضيلة,وتعبر نجومه الخمس عن المثاليات الخمسة للديموقراطية,والسلام,والتقدم,والعدالة والمساواة.
أما الرمز الملازم لسنغافورة فهو تمثال ”الميرليون” الذي صممه ”فرايزر برونر” في عام 1964 كشعار لمجلس سنغافورة وذلك لتشجيع السياحة,وترمز رأس هذا الكائن الأسطوري إلي الأسد الذي شاهده الأمير سانج نيلا أمير سومطري عندما أعاد اكتشاف سنغافورة في القرن الحادي عشر بينما يرمز ذيل السمكة إلي مدينة تيماسيك (Temasek) القديمة التي تعني البحر في ”اللغة الجاوية” وهو الاسم الذي عرفت به سنغافورة قبل أن يعيد الأمير تسميتها ”سنغافورة” التي تعني مدينة الأسد باللغة ”السنسكريتية” وهي مركبة من كلمتين ”سنغا” الأسد و”فورة” مدينة.
وبني تمثال الميرليون الذي يبلغ طوله 8.6متر ووزنه 70طنا من الأسمنت المصبوب علي مصب نهر سنغافورة,مقابل ممشي ”إليزابيث” وبسرعة أصبحت المنطقة التي تسمي أيضا منتزه الميرليون موقعا سياحيا مفضلا وأخذت مكانها بين المعالم الشهيرة لأعظم مدن العالم.وفي عام 1972 افتتح رئيس وزراء سنغافورة ”لي كوان كي” حفل نصب الميرليون,وبذلك أصبح تمثال الميرليون أيقونة لسنغافورة في بقية أنحاء العالم.
وعرف العرب قديما سنغافورة أثناء رحلاتهم التجارية إلي الشرق الأقصي,وظهرت أهميتها كميناء للسفن التجارية في القرن التاسع عشر,فأصبحت ميناء عالميا منذ سنة 1819م ودعم وظيفتها تصدير قصدير الملايو ومطاطها,فاتخذتها شركة الهند الشرقية البريطانية كميناء لها في جنوب آسيا منذ سنة 1876م وخضعت للاستعمار البريطاني إبان سيطرته علي شبه جزيرة الملايو,وتحولت إلي قاعدة مهمة للأسطول البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية ثم حصلت علي استقلالها مع الملايو حسب اتفاقية لندن سنة 1957م واتحدت مع ماليزيا في سنة 1959م وانفصلت عن اتحاد ماليزيا في سنة 1965م,وعرفت بعد الانفصال بجمهورية سنغافورة.
جغرافية سنغافورة
توجد سنغافورة في جنوب شرق آسيا,عند الطرف الجنوبي من جزيرة الملايو,ويفصلها عن جزيرة الملايو مضيق جوهور ولا يعتبر فاصلا كبيرا ذلك أن المواصلات البرية والحديدية تربط بين سنغافورة وماليزيا,ولسنغافورة موقع جغرافي فريد عند رأس شبه جزيرة الملايو حيث تشرف علي مضيق ملقا الواقع بين الملايو وسومطرة ومن ثم أصبحت أهم الموانئ التجارية في جنوب شرق آسيا,لوقوعها علي خطوط الملاحة بين حوض البحر الأبيض المتوسط وغربي أوربا من جهة وبين الشرق الأقصي من جهة أخري.
وأرض سنغافورة منخفضة السطح بوجه عام,إلا أن بعض التلال تنتشر في الشمال الغربي وأعلي قممها لا تتجاوز 177مترا وتنتشر في الجنوب الشرقي,وتنحدر من تلالها بعض المجاري الصغيرة نحو الجنوب الشرقي ولا تزال غابات المنجروف تغطي كثيرا من سواحلها,كما تغطي الغابات الاستوائية بعض تلالها.
تتألف جمهورية سنغافورة من جزيرة رئيسية واحدة فقط و63جزيرة صغيرة أخري,وتبلغ مساحتها 620كم2,ولأن معظم هذه الجزر غير مأهولة بالسكان فالمساحة الصغيرة لا تتناسب مع عدد السكان الذين لا يتعدون الاثنين مليون نسمة ولهذا فهي تشكل منطقة شديدة الزحام,فالكثافة السكانية تزيد علي أربعة آلاف نسمة لكل كيلو متر,وتمثل 75% من السكان عناصر صينية و14%من عناصر ماليزية و9%من الباكستانيين والهنود وإندونسيين,ولذلك تعتبر مشكلة تعدد العناصر من أبرز مشكلات سنغافورة,وتنتشر بين سكانها اللغة الصينية وتعتبر الإنجليزية هي اللغة الأساسية لسنغافورة ويعتنق سكانها العديد من المعتقدات الدينية تتمثل في البوذية,والكنفوشية,والطوطمية والمسيحية والإسلام.
ومناخ سنغافورة استوائي رطب,متوسط حرارتها السنوي حوالي 25درجة مئوية,وأمطارها وفيرة وتسقط بكميات كبيرة في شهر ديسمبر وأزيلت مساحات كبيرة من غاباتها,وحلت الزراعة محلها وتحولت أرض الجزيرة إلي مزارع علمية واسعة للمطاط وجوز الهند,والفواكه المدارية وغلات المناطق الحارة بصفة عامة,ولقد نهضت الصناعة بها فقامت صناعة المطاط وزيت جوز الهند والعديد من الصناعات التحويلية وصناعة القصدير وإطارات السيارات والبلاستيك,وبدأ تجفيف المستنقعات وتحويل مواضعها إلي مصانع منذ سنة1965م.
متحف الحضارات الآسيوية
يقع الجناح الأول من متحف الحضارات الآسيوية علي الشارع الأرميني وهو بناء من الطراز الكلاسيكي الجديد يعود تاريخه لعام 1910 وتم ترميمه وإعادة بناء تفاصيله بدقة وتخصص معروضات الجناح للحضارة والثقافة الصينية,إضافة إلي المعرض الدائم الخاص بميراث بير أناكان,حيث تعرض مواد من التراث الغني للبيراناكان من مستوطنات شبه الجزيرة ”مالاكا” والأرخبيل الإندونيسي,مثل المطرزات ومجموعة أعمال الخرز,والقطع الرائعة من الفضة والخزف الصيني.
وافتتح الجناح الثاني من المتحف في إيمبرس بلايس ”ميدان الإمبراطورة” بعد عمليات توسيع وتجديد لمبناه في فبراير .2003يمتد هذا الجناح علي ثلاثة مستويات ويقدم عبر سلسلة من صالات العرض فهما عميقا للتراث الثقافي للهند,والصين,وجنوب شرق آسيا والعالم الإسلامي.كما تندمج العناصر التعليمية بعناية في صالات المتحف بواسطة أحدث أساليب العرض والتقنيات التفاعلية كما أن هناك مركزا مخصصا للزوار الأصغر سنا.وتتوفر أيضا صالة عرض خاصة للعروض التي تبعث الحياة في العادات والتقاليد الغابرة وأشكال الفنون القديمة.
متحف جامعة سنغافورة الوطنية
يحتوي متحف سنغافورة الوطنية علي كنوز من التحف الفنية الآسيوية حيث توجد مجموعة خلابة من الخزفيات,اللوحات,فنون الخط,اليشم والبرونزيات تحكي قصة تاريخ الصين منذ 7000عام,تحكي قصة واحدة من أعظم الحضارات في العالم.
كنيسة شانجي:
تقع كنيسة شانجي ضمن الفناء المفتوح للمتحف الذي يضم نسخا لجداريات شانجي,وهي سلسلة من اللوحات الجدارية الرائعة والتي تم إعادة رسمها طبقا للوحات الأصلية التي رسمها المدافع ستانلي وارن.وهذه الكنيسة نسخة رمزية لكثير من الكنائس التي بنيت خلال الاحتلال الياباني.حيث بني الكنيسة المعتقلون في سجن شانجي,وهي تقف صرحا تذكاريا لهؤلاء الذين حافظوا علي عقيدتهم وكرامتهم في تلك السنوات المظلمة.وتروي الرسائل,الصور,الرسوم,والمتعلقات الشخصية الموجودة بالكنيسة قصة المعاناة من الاحتلال الياباني بين 1942و1945وقصة اعتقال أكثر من 50ألف مدني وعسكري في شانجي.